لإدراک أهمیّة طرح الأسئلة الهادفة والبحث عن إجابات لها، من منظور القرآن الکریم، یکفی أن نتأمل فی الآیة الکریمة التی یقول تعالى فیها: ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (1)، فإنّه، وإنّ فسّرت الروایات (أهل الذکر) بأهل البیت (علیهم السلام) (2)، ولکن لا شک أنّه لیس منحصراً بأولئک العظماء فحسب، بل فُسِّروا بهم (علیهم السلام) لأنّهم أکمل الخلق وأعلمهم.
ولا حیاء فی السؤال، لأنّ عدم المعرفة لا یدعو للحیاء، بل إنّ عدم البحث عن الجواب وطرح الأسئلة هو ما یوجب الخجل، وممّا یثیر الانتباه أنّ تلک الآیة وردت حول علماء أهل الکتاب، وفی ذلک توجیه مهم، إلى ضرورة کسب المعرفة والحصول على المعلومات المفیدة، حتى ولو کانت عند غیر المسلمین، إذ یجب طرح الأسئلة علیهم والاستفادة من معلوماتهم.