الاجابة عن بعض الاسئلة :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
مفهوم خاتم النبیین :الخاتمیة فی الروایات الإسلامیة :

1 ـ یقال أحیاناً: إنّ (خاتم) تعنی الزینة . وبناء علیه فإنّ مفهوم الآیة هو أنّ النبی (صلى الله علیه وآله)کان زینة لکل الأنبیاء ولیس خاتمهم .

لکن یجب الالتفات إلى أنّ (خاتم) لم تأت أبداً بمعنى الزینة وإنّما بمعنى (الخاتم الذی له فصٌ ویوضع فی الأصابع) وأن هذا التعبیر غیر لائق تماماً أن یقال: إنّ النبی(صلى الله علیه وآله) هو خاتم أصابع النبیین ، ثم إنّنا قلنا: إنّ المعنى الأصلی لـ(خاتم) لم یکن أبداً (خاتم الاصبع) وإنّما الختم الذی یختمون به عند الانتهاء من الرسائل أو البرامج أو الکتب . وانطلاقاً من أن وضع الختم یکون فی (الختام) والنهایة . فإنّ اسم (خاتم) یطلق على الواسطة التی تختم بها الرسالة. (لاحظوا أنّ کلمة «خاتم» بفتح التاء معناها «مایختم به» أی الشیء الذی یختمون به).

وما یثیر الاهتمام هو أنّ الختم الأصلی للأشخاص فی عصر نزول القرآن والقرون التالیة له، کان على الخواتیم التی یحملونها على أصابعهم وبواسطتها کانوا یختمون رسائلهم ، ولهذا السبب جاء فی سیرة النبی(صلى الله علیه وآله) «أنّ خاتم رسول الله کان من فضة نقشه محمد رسول الله(صلى الله علیه وآله)»(1).

وجاء فی بعض التواریخ أنّ من جملة وقائع السنة السادسة للهجرة أنّهم «عرضوا على النبی (صلى الله علیه وآله) بأنّک تراسل زعماء البلدان والملوک وأنّهم لا یقرأون الرسائل التی لاختم علیه . لهذا السبب اختار النبی (صلى الله علیه وآله) خاتماً لاصبعه حتى یختم به الرسائل»(2) .

وجاء فی کتاب (الطبقات الکبرى) أیضاً أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) عندما قرر أن ینشر دعوته ویکاتب الملوک والسلاطین فی العالم أمر فصنعوا له خاتماً کتب علیه (محمد رسول الله) وکان یختم به رسائله(3) .

بهذا البیان یتضح أنّ کلمة (خاتم) وإن کانت تطلق على خواتیم الزینة أیضاً ولکن فی زمان نزول القرآن وما بعده کان یطلق على الخواتیم التی یختمون بها رسائلهم أو یختمون بها على محل ربط الرسائل بعد طیها واغلاقه .

والنقطة الملفتة للنظر هی أنّ نفس المعنى استخدم فی آیات متعددة من القرآن الکریم ، فیقول حول مجموعة من الکفار: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهمِ وَعَلَى سَمْعِهِم). (البقرة / 7)

ویقول عن یوم القیامة : (الیَومَ نَخِتمُ عَلَى اَفْوَاهِهِم). ( یـس / 65)

وعلى کل حال فإنّ أقل اطلاع على معانى هذه المفردة فی الأدب العربی وجذورها الأصلیة وموارد استعمالها یثبت بوضوح أنّ کلمة (خاتم النبیین) لیس لها أی معنى سوى معنى متمم عدة الأنبیاء وخاتمهم .

السؤال الثانی :

الایراد الواهی الآخر طرح من قبل البعض من عدیمی الخبرة وهو أنّ القرآن الکریم یقول : إنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) (خاتم النبیین) ولم یقل (خاتم الرسل) ومن الممکن أنّ سلسلة الأنبیاء تنتهی بظهوره ولکن سلسلة الرسل ، لانهایة له .

الجواب :

صحیح أنّ (النبی) معناه کل نبی یوحى إلیه من قبل الله تعالى سواءً کان مکلفاً بالتبلیغ أم لا، عنده کتاب سماوی أم ل . ولکن (الرسول) هو نبی مکلف بالبلاغ . وبتعبیر آخر، أنّ کل نبی رسول ولکن لیس کل رسول نبی .

بهذا البیان تکون الاجابة عن السؤال المذکور واضحة تمام ، فعندما یکون شخص ما خاتماً للانبیاء فبطریق أولى یکون خاتماً للرسل أیض ، لأنّه کما قلنا قبل قلیل: إنّ کل رسول هو نبی ـ لأنّ مرحلة الرسالة أشمل من النبوة .

وهذا الکلام یشبه بالضبط قولنا إنّ فلاناً خرج من منطقة الحجاز. فبالتأکید أنّ ذلک الشخص خرج من مکة أیض ، أمّا إذا نقول إنّ فلانا لیس فی مکة . فمن الممکن أن یکون فی نقطة اُخرى من الحجاز .

وبناء على هذا إذا کان النبی(صلى الله علیه وآله) خاتم المرسلین کان ممکناً أن لا یکون خاتماً للأنبیاء . ولکن حینما تقول الآیة أنّه خاتم النبیین فمن المسلم به أن یکون خاتما للمرسلین کذلک .

فی قسم آخر من الآیات المذکورة هناک تعبیرات یعتبرها الکثیر من العلماء دلیلاً ساطعاً على مسألة الخاتمیة . وإذا افترضنا عدم قبول دلالتها الصریحة . فلا أقل من أن تکون قرائن وشواهد على هذه المسألة :

نقرأ فی أول آیة من هذا القسم : (اِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِالذَّکرِ لَمَّا جَاءَهُم وَاِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِیزٌ * لاَّ یَاتِیهِ البَاطِلُ مِن بَیْنِ یَدَیْهِ وَلاَ مِن خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِّن حَکِیم حَمِید) .

و«الباطل»: فی هذه الآیة معناه الشیء الذی یبطل أو ینسخ، وعلیه فإنّ مثل هذا الکتاب سیکون خالداً وأبدی ، وهذا بنفسه دلیل على خاتمیة الدین الذی یعود له هذا الکتاب ، کما هو دلیل على عدم تحریف القرآن أیض .

وقد یقال: إنّ (الباطل) فی اللغة لا یعنی (المبطل) إذن کیف فسرتم الآیة بهذا الشکل ؟

فنقول : علاوة على أنّ الکثیر من المفسرین ذکروا أنّ أحد معانی الباطل هنا هو المبطل(4)فأصولاً عندما یقول (لا یأتیه الباطل) فإنّ مفهومها أنّ الباطل لا یمکنه أن یعیقه أو یعطله خصوصاً وأنّه قال قبله : (وأنّه لکتاب عزیز) التی تدل على بقائه وثباته .

وفی الآیة التالیة یقول : (تَبَارَکَ الَّذِى نَزَّلَ الفُرقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِیَکُونَ لِلعَالَمِینَ نَذِیر) .

ولفظة (عالمین) التی تشمل کل سکان العالم بالرغم من عدم تقییدها بأی قید فهی تعم أبناء کل الأعصار حتى نهایة الدنی .

وهی لیست غیر محدودة من ناحیة المکان فحسب ، بل وحتى من ناحیة الزمان أیض ، وتشمل حتى الآتین ، ولهذا السبب اعتبرها الکثیر من المفسرین دلیلاً على عالمیة الدین الإسلامی أولاً وعلى خلوده ثانیاً(5) .

والنقطة الملفتة للنظر أیضاً أنّ کلمة (عالمین) اخذت من مادة (علم) التی تشمل کل الموجودات التی یحتویها علم الإنسان وحتى السماوات والأرض ، ولکن بمراعاة کلمة الانذار التی وردت فی الآیة فإنّ مفهومها یکون هنا محصوراً بالمکلفین فی العالم .

على أیّة حال ، یکون الاستدلال على الآیة الثالثة بنفس الطریقة أیض ، لأنّ الرسول(صلى الله علیه وآله)یقول وفق هذه الآیة : (وَأُوحِىَ اِلَىَّ هَذَا القُرآنُ لاُِنذِرَکُم بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) .

فسعة مفهوم (ومن بلغ) غیر خاف على أحد ویکون شاملا لکل بنی الإنسان إلى نهایة العالم ، وهو دلیل على عالمیة الإسلام ودیمومته وخلوده .

ویصرح (الطبرسی) رحمه الله فی مجمع البیان ـ ذیل الآیة المذکورة ـ بأنّ (من بلغه القرآن إلى یوم القیامة) مشمولون بهذه الآیة(6) .

وکذلک الکثیر من المفسرین القدماء والمحدثین بینوا صراحة فی ذیل هذه الآیة أنّها دلالة على مسألة (الخاتمیة) ومن جملة هؤلاء (أبو الفتوح الرازی) من علماء القرن الثالث للهجرة وصاحب تفسیر (روح البیان) والعلاّمة الطباطبائی فی (المیزان) وغیرهم .

ودلالة الآیات (4 و 5 و 6 و7) مورد البحث تکون أیضاً بنفس الطریق لأنّ تعبیر (کافة للناس) الذی جاء فی الآیة الرابعة یشمل عموم الناس . وفی الآیة الخامسة (اِنَّى رَسُولُ اللَّهِ اِلَیکُم) والآیة السادسة أیضاً استندت إلى العالمین الذی هو مفهوم واسع من جهة الزمان والمکان .

ومجموع هذه الآیات یمکن أن یکون تأییداً وتأکیداً آخر على مسألة (خاتمیة نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)) و(خلود القرآن) .

وذکر بعض من الکتاب والمؤلفین آیات اُخرى بهذا الصدد صرفنا النظر عن ذکرها لأنّ دلالتها غیر کافیة کما یبدو للناظر.


1. سنن البیهقی، ج10 ، ص 128 ; وفروع الکافی : ج6 ، ص 473 ـ باب نقش الخواتیم ، ح 1، (کان نقش خاتم النبی محمد رسول الله (صلى الله علیه وآله)) .
2. سفینة البحار، ج 1 ، ص 376 .
3. الطبقات الکبرى، ج1 ، ص 258 .
4. مثل المرحوم الشیخ الطوسی فی تفسیر البیان; والطبرسی فی تفسیر مجمع البیان; والعلاّمة الطباطبائی فی تفسیر المیزان; والآلوسی فی تفسیر روح المعانی وکذلک بعض المفسرین الاخرین (ذیل الآیة مورد البحث) .
5. تفسیر الکبیر، ج 24 ، ص 45 ; وتفسیر القرطبی، ج 7 ، ص 4718 ; وتفسیر روح البیان، ج 6 ، ص 188 .
6. تفسیر مجمع البیان، ج 3 و4 ، ص 282 .

 

مفهوم خاتم النبیین :الخاتمیة فی الروایات الإسلامیة :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma