3 ـ إعجاز القرآن فی تصور العلوم الحدیثة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
2 ـ الاعجاز القرآنی على صعید المعارف الإلهیّة1 ـ القرآن وجاذبیته العامة

قبل الدخول فی هذا البحث لابدّ من الإشارة إلى نقطتین لتصحیح أی نوع من سوء الفهم بصدد هذا البحث :

1 ـ یجب أن لا یتوقع أحد أن یُبیّن القرآن الکریم جمیع مسائل العلوم الطبیعیة وأسرار وخواص کل الأشیاء ، لأنّ القرآن لم ینزل لبیان هذه الاُمور ، فهو لیس دائرة للمعارف أو کتاباً لعلم طبقات الأرض «الجیولوجیا» أو لعلم النبات وإنّما هو کتاب للتربیة والهدایة ، نزل لیقود الناس إلى حیاة طیبة مقترنة بالسعادة والفضیلة ویحکمها الصدق والأمانة والنظام والرحمة ، ولیوصلها فی النهایة إلى القرب من الله تعالى .

وأمّا الغرض من قوله تعالى فی صدد القرآن الکریم: ( وَنَزَّلْنَا عَلَیْکَ الکِتَابَ تِبْیَانَاً لِّکُلِّ شَىء). (النحل / 89)

فهو لبیان کلیات الاُمور التی تتعلق بنجاة الإنسان وسعادته وتربیته ولذلک یقول تعقیباً على هذه الجملة : ( وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلمُسْلِمِینَ ). (النحل / 89)

بیدَ أنّ بعضاً من الآیات الإلهیّة ومن أسرار الخلق فی العالم وفی وجود الإنسان ذاته تساعد على معرفة الله والتعرف على عظمة عالم الخلائق الذی هو من صنع الله تعالى ، لذلک قد نجد أحیاناً إشارات إلى هذه المسائل بین الآیات القرآنیة وقد رفعت الستار عن اُمور خفیت واستترت عن جمیع علماء العالم فی ذلک الوقت .

وملخص الکلام هو : أنّ الإتیان ببعض أسرار العلوم وحقائق عالم الوجود فی القرآن لا لعرض العلوم الطبیعیة أو لتألیف دائرة للمعارف بل الغرض منه هو تبیین الأهداف التربویة والأخلاقیة ، وتعلیم درس التوحید ومعرفة الله ، وفهم أسماء وصفات الحق ، أو الاطلاع على جانب من أسرار المعاد وما شاکل ذلک .

2 ـ هل من الصحیح التشبث بمثل هذه البحوث وتطبیق الآیات القرآنیة على الاکتشافات العلمیة ؟ هل یحق لنا أن نطبق المسائل المختلفة للعلوم الطبیعیة على الآیات القرآنیة ، أو بالعکس ؟ فی حین أنّ آراء العلماء لا تستقر على حال ، وهی فی تغیر دائم ، ولذلک لیس من المنطق فی نظرنا أن نطبق أمراً ثابتاً مستحکماً على آخر متغیر ؟

للاجابة عن هذا السؤال لابدّ من القول : إنّ هناک ثلاثة آراء مختلفة ، فأتباع الرأی الأول وهم الذین اتخذوا جانب الإفراط فی هذا المجال ، فقد طبقوا الآیات القرآنیة على الفرضیّات العلمیة لأدنى تناسب أو توافق بینهم لا على الحقائق المسلَّمة والقطعیة للعلوم ـ ظناً منهم أنّهم قد أسدوا خدمة إلى معرفة القرآن من هذا الطریق .

فی حین أننا نعلم فی وقتنا الحاضر أنّ القیام بهذا العمل یعد خطأً کبیراً لأنّه لا یعد عدم خدمة للقرآن فحسب ، بل سبباً لسقوط اعتبار القرآن ومکانته ، لأنّ الفرضیات العلمیة ـ لا القوانین المسلَّمة ـ فی حالة تحول وتغیر مستمر ، ولذلک لیس من المنطق ولا هی خدمة للعلم والعقیدة أن نقوم بتطبیق الحقائق القرآنیة الثابتة على جملة من الاُمور المتحولة والمتغیرة ، والمشکوکة أو المظنونة .

وأمّا القائلون بالرأی الثانی : فهم الذین سلکوا طریق التفریط ، واعتقدوا بعدم جواز التطبیق فی أی مورد من الموارد حتى فی المسلّمات العلمیة التی تنسجم بصورة أو بأخرى مع العبارات القرآنیة الصریحة ، وهذا یعدُ نوعاً من التعصب والجمود والبعد عن المنطق والدلیل أیض .

و أمّا الرأی الثالث وهو الذی یمثل الحالة الوسط بین هاتین النظریتین الخاطئتین ، فلو خرجنا من حیز الافتراضات ودخلنا فی عالم القوانین العلمیة الثابتة بالدلائل القطعیة أو الشواهد المُسَلَّمة لکانت دلالة القرآن على هذه الاُمور صریحة وواضحة .

فما هو المانع من تطبیق هذه المسائل على آیات القرآن ؟ ولماذا نتخوف من هذا الانسجام الذی هو أحد الأدلة على عظمة هذا الکتاب السماوی ؟ وإذن ما المانع من أن یکشف القرآن الستار بوضوح عن البحوث التوحیدیة ومعرفة الله تعالى ، والمسائل التربویة المستندة لجملة من الحقائق العلمیة المجهولة بصورة کاملة فی ذلک العصر ، ومن ثم یوجه أتباعه ویوقفهم على هذا الأمر ، فبالإضافة إلى تحقق النتائج التوحیدیة والأخلاقیة من وراء ذلک ، یعتبر إمارة واضحة على حقانیة القرآن فضلاً عن أنه یفتح باباً واسعاً للعلوم والمعارف .

وعلى هذا الأساس سنتطرق بدقة إلى نقطتین مهمتین فی هذا البحث المتواصل وهم :

1 ـ سنختار المسائل الثابتة والمسلَّمة مائة بالمائة من العلوم الطبیعیة مثل قانون الجاذبیة ، والزوجیة فی عالم النباتات ، حرکة الأرض ، وحرکة المنظومة الشمسیة ، وأمثال ذلک ممّا ثبت بالأدلة الحسیة فی یومنا هذ .

2 ـ سننتخب من الآیات فی هذا المجال ما هو صالح للانطباق على القواعد العلمیة العصریة بدون أدنى تکلُّف أو تأویل ، أو بعبارة اُخرى فدلالة الآیات التی تقع مورداً للقبول ، هی التی تکون وفق القواعد الأدبیة التی یکثر فیها استفادة المعانی من الجمل والکلمات .

2 ـ الاعجاز القرآنی على صعید المعارف الإلهیّة1 ـ القرآن وجاذبیته العامة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma