الهجرةُ إلى الحبشة :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
التهمةُ والاستهزاء :الحصار الاقتصادی:

إزداد ضغط المشرکین وتعذیبهم ، ففکر رسول الله (صلى الله علیه وآله) بإنقاذ ضعفاء المسلمین وتخلیصهم من أذى المشرکین فدعاهم للهجرة إلى الحبشة ، وبالفعل هاجر إلیها عدد منهم فی السنة الخامسة للبعثة النبویة بعد سنتین من اعلان الدعوة الإسلامیة وفی شهر رجب(1) .

وبهذه الهجرة أخذ الإسلام یتحرک وینتشر بصورة جدیدة لذلک قررت قریش اعادة المسلمین من الحبشة واخضاعهم له ، فأرسلوا هدایا ثمینة للنجاشی ملک الحبشة طالبین منه تسلیم المسلمین لهم، وبالرغم من اعطاء هدایا اُخرى لبطانة النجاشی للتعاطف معهم ولکن النجاشی قال لهم : إنّ هؤلاء قد لجأوا إلینا ولا یمکن تسلیمهم مالم نسمع حدیثهم ، واحضر النجاشی المسلمین وأخذ یسألهم عن سبب لجوئهم إلیه .

وانتخبوا جعفر بن أبی طالب ناطقاً عنهم للجواب عن استفسارات النجاشی الذی طلب منه أن یتلو علیه آیات من سورة مریم کانت تتضمن نظر رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) فی المسیح واُمّه مریم (علیهما السلام)، بعدها أعلن النجاشی إبقاء المسلمین عنده ، وأرجع مبعوثی قریش .

ثم سأل النجاشی : «أی دین تدینون» ؟ فقال جعفر : «أیّها الملک کنّا أهل جاهلیة نعبدُ الأصنام ونأکل المیتة ونأتی الفواحش ونقطع الأرحام ونسیء الجِوار ، ویأکل القوی منّا الضعیف حتى بعثَ الله إلینا رسولاً منّا نَعرفُ نَسَبَهُ ، وصدقَهُ وأمانتهُ وعفافهُ فدعانا لتوحید الله وأن لا نُشرک به شیئاً ونخلع ما کنّا نعبد من الأصنام وأمرنا بصدق الحدیث وأداءِ الأمانة وصلة الرحم وحسنِ الجوار والکفّ عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأکل مال الیتیم ، وأمرنا بالصلاة والصیام .... فآمنّا به وصدّقناهُ وحرَّمنا ما حرّمَ علینا وحللنا ما أحلَّ لنا فتعدى علینا قومُنا فعذَّبونا وفتنونا عن دیننا لیردّونا إلى عبادة الأوثان فلما قهرونا وظلمونا وحالوا بیننا وبین دیننا خرجنا إلى بلادِک واخترناکَ على من سواک ورَجَونا أن لا نُظلم عندک أیّها الملک » فقال النجاشی بعد أن سمع آیات من القرآن حول مریم والمسیح (علیهما السلام) : « اذهبوا فأنتم آمنون ما اُحبُّ أنّ لی جبلاً من ذهب وأننی آذیتُ رجلاً منکم »(2) .

ورجع سفراء قریش خائبین منکسین رؤوسهم .

وقد اقترن بتلک الأیّام إسلام رجل قوی من بنی هاشم وهو الحمزة بن عبد المطلب (3)فزاد المسلمون قوة فوق قوتهم وصمموا على تلاوة القرآن بشکل جماعی وسط الملأ من قریش ، وأول من قام بهذا العمل هو ابن مسعود فتعرض للضرب والشتم .

ویذکر التأریخ : « فغدا علیهم فی الضحى حتى اتى المقام وقریش فی اندیتها ثمَ رفعَ صوتَهُ وقرأ سورة «الرحمن» فلما علمت قریش أنّه یقرأ القرآن قاموا إلیه یضربونه وهو یقرأ ثم انصرف إلى أصحابهِ وقد اثّروا فی وجههِ، فقالو : هذا الذی خشینا علیک ، فقال : ما کان أعداءُ الله أهون علیَّ منهم الیوم ولئن شئتم لأغادینَّهم ، قالو :حسبُک »(4) .

ومن هنا نفهم أنّ المسلمین کانوا یؤدون عباداتهم إلى جانب الکعبة حیث کان عددهم یزیدُ على الستین شخصاً وکانوا یتزاورون فی بیوتهم لتعلّم القرآن .


1. سیرة ابن هشام، ج1 ، ص 344 ; الکامل، ج 1 ، ص 498 .
2. سیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 358 ; والکامل، ج 1 ، ص 499 ; وتفسیر جامع البیان، ج 2 ، ص 73 .
3. سیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 311 ; والکامل، ج 1 ، ص 501 ; وتفسیر جامع البیان، ج 2 ، ص 74 .
4. سیرة ابن هشام، ج 1 ; ص 336 ;الکامل، ج 1 ، ص 502 ; وتفسیر جامع البیان، ج 2 ، ص 73 .
التهمةُ والاستهزاء :الحصار الاقتصادی:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma