16 ـ القرآن یکشف الستار عن عظمة خلق السماوات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
15 ـ القرآن وکشف هویة الإنساندور التاریخ فی المسائل التربویة:

نقرأ فی قوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّمَواتِ وَالاَرضِ اَکبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَکِنَّ اَکْثَرَ النَّاسِ لاَیَعْلَمُونَ) . (المؤمن / 57)صحیح أنّ أغلب المفسرین اعتبر هذه الآیة رداً على جدال المشرکین فی (المعاد)(1) ، أی إنّکم تشکون فی بعث الإنسان من جدید ، فی حین أنّ خلق الإنسان لیس بأعظم من خلق السماوات ، بل إنّ خلق السماوات والأرض أهم من ذلک وأعظم ، بیدَ أنّ جملة (ولکنّ أکثر الناسِ لا یَعلَمُون)، هی إشارة إلى حقیقة أنّ عظمة السماوات کانت مجهولة لدى معظم الناس سابق .وبالرغم ممّا اکتشفه العلم الحدیث من اسرار عظیمة ومهمة جدّاً عن وجود البشر لم یکن واحد من الألف منه معروفاً فی العصور السابقة ، إلاّ أنّ الاکتشافات التی تحققت فی مجال عظمة السماوات ، تدل على أنّ خلقها والأرض یفوق بمراتب خلق البشریة بکل ما تنطوی علیه من عجائب .إنّ آخر ما توصل إلیه العلماء بصدد السماوات وبالأخص المجرات یقول: إنّه قد اکتشف إلى الیوم أکثر من ملیارد مجرة بواسطة المراصد الفلکیة الکبیرة ، ومنظومتنا الشمسیة ما هی إلاّ جزء ضئیل من احدى المجرّات التی تسمى بـ «درب التبانة» ، ففی مجرّتنا فقط أکثر من مائة ملیارد کوکب والشمس بعظمتها هی احدى النجوم المتوسطة فی هذا الجیش الجرّار للنجوم .الفضاء واسع جدّاً بحیث إنّ سبر اغواره لیس یستحیل بالمرکبات الفضائیة البشریة فحسب ، بل إنّنا لو رکبنا ذرات الضوء التی تسیر بسرعة فائقة تصل إلى ثلاثمائة الف کیلو متر فی الثانیة الواحدة ـ لاستغرقت رحلتنا هذه ملیاردات السنین الضوئیة أیضاً حتى یمکننا أن نقطع المساحة المکتشفة فی هذا العالم .وکلما کان حجم المراصد الفلکیة أکبر وأدق ، کلما کشفت لنا الحجب عن عوالم جدیدة اُخرى .بالرغم من هذه الاکتشافات فإنّنا لحد الآن لم نتوصل إلى ما وراء ما عرفناه وشاهدناه، وإنّ ما اکتشف بأکبر المراصد هو زاویة صغیرة وتافهة من هذا العالم العریض .وحسب قول أحد العلماء : فإنّ کل هذا العالم الواسع الذی نشاهده لیس إلاّ ذرة صغیرة ، وجزء لا حدود له من عالم أکثر عظمة(2) .ومن هنا نقف على عمق الآیة الآنفة الذکر التی تقول : (لَخَلقُ السَّمَواتِ وَالاَرض ِاَکبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَکنَّ اَکْثَرَ النَّاسِ لاَ یَعلَمُونَ) .ونتساءل ألا یُعدُّ بیان مثل هذه الاُمور من قبل فرد اُمی فی عصر نزول القرآن وفی بقعة من أکثر بقاع العالم تأخر ، معجزة ؟وبهذا النحو نصل إلى نهایة بحث الاعجاز العلمی للقرآن ، وإن کانت لا تزال هناک ملاحظات کثیرة لم نتطرق إلیه .ونعتقد أنّ البحث فی النماذج الستة عشر السابقة أثبت بشکل منصف ولکل إنسان واع حقیقة استحالة أن یکون هذا الکتاب العظیم أی (القرآن) من صنع عقل البشر .


1. تفاسیر مجمع البیان ; الصافی ; الکبیر; الکشاف ; روح المعانی; وروح البیان .
2. مجلة الفضاء، العدد 56، سنة 1971 .

 

15 ـ القرآن وکشف هویة الإنساندور التاریخ فی المسائل التربویة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma