6 ـ إیمانه وتضحیته فی سبیل هدفه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
5 ـ ما هی الوسائل الکفیلة لبلوغ الهدف 7 ـ من هم المؤمنون به ؟

من القرائن الرئیسة الاُخرى لمعرفة المدعین للنبوّة الصادقین من الکاذبین هو إیمانهم بما یدّعونه وتضحیتهم وایثارهم فی سبیله ، ولأنّ المدعین الکاذبین مطّلعون على حقیقة الأمر فإنّهم بالطبع لا یضحون کثیرا فی سبیل هدفهم ، بالإضافة إلى أنّهم مستعدون للمساومة وتحریف مدعیاتهم ، فی حین أنّ الصادقین منهم لا یُجوِّزون لأنفسهم أیّاً من ذلک .

صحیح أنّ هذا الأمر بمفرده غیر کاف ، ولکن یعتبر قرینة جیدة تضم إلى القرائن الاُخرى .

ولم یر فی أیٍّ من کتب التاریخ أنّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) قد تراجع أو تنصل عن معتقداته ، أو فرَّ من میدان الجهاد ، وحتى فی معرکة (اُحد) عندما وصلت الحرب إلى أقصى درجات الشدة وفرّ من ساحة المعرکة أغلب الجیش (أو کله عدا علی (علیه السلام) وبعض المخلصین والتجأوا إلى مکان لیضمنوا نجاتهم، هنالک حیث بقی النبی (صلى الله علیه وآله) صامداً فی المیدان ، محتملاً أذى الجراحات بسبب اصابته فی جبهته وأسنانه ولم یبق له فی الظاهر أی أمل فی النجاة ولکنه ظل صامد .

وفی قصة (مرض أبی طالب) وطلب قریش منه التی قرأناها فی بدایة الجزء السابق ـ أن یعرض على النبی (صلى الله علیه وآله) أن یکفَّ عن محاربته لعبادة الأصنام ، ویکف عن الدعوة إلى الإله الواحد الأحد ، قال (صلى الله علیه وآله) : «لو وضعوا الشمس فی یمینی والقمر فی یساری على أن أترک هذا الأمر حتى یظهره الله أو أهلک فیه ماترکته»(1) .

ونقرأ فی قصة اُخرى : إنّ قریشاً جاءت للنبی (صلى الله علیه وآله) وأعطته وعداً بأنّ تضع تحت اختیاره من المال مایجعله أغنى رجال مکة ، وأن یُزوِّجوه أی امرأة یریده ، ویجعلوه علیهم سیداً، بشرط (أن یدع تسفیة أصنامهم . وقالوا له: إذا لم تقبل فلدینا اقتراح آخر ینفعک وینفعنا وهو أن تعبد الهتنا مثل (اللات) و(العزى) عاماً ونحن نعبدُ آلهتک عاماً لنرى ما تکون العاقبة) ، وهنا نزلت سورة (یَاأَیُّهاَ الکَافِرُونَ) ، وردّ علیهم النبی (صلى الله علیه وآله) بالسلب(2) .

وفی تفسیر سورة طه (الآیة الثانیة) نقر : حینما کان النبی (صلى الله علیه وآله) ـ بعد نزول الوحی والقرآن ـ یتعبدُ کثیراً إلى حد تورّمت قدماه المبارکتان ، فنزلت الآیة الآنفة لتمنعه من هذا العمل المُرهق ، وقالت : (مَآاَنزَلنَا عَلَیکَ القُرآنَ لِتَشقَى). (طه / 2)

وهذه دلالة على أنّه إلى أی حدٍّ کان مؤمناً بتعالیمه .

و(قصة المباهلة) ودعوة النبی (صلى الله علیه وآله) أعداءه ـ أن إذا کنتم تقولون حقا فتعالوا بأهلکم ، ویطلب کل منا من الله أن ینزل العذاب على الکاذب ویفضحه ـ هی دلالة اُخرى على إیمانه الراسخ بدینه ، لأنّه (صلى الله علیه وآله) أعلن استعداده التام لهذا الغرض، وتراجع مخالفوه لأنّهم غیر مطمئنین بأحقیتهم فی المباهلة.

وقد نقل مؤرخو الشرق والغرب قصصاً وحکایات کثیرة عن (صمود النبی (صلى الله علیه وآله) أمام الحوادث ومواجهته للمشاکل الکبرى التی یعجز الإنسان العادی عنه .

قال (غوستاف لوبون) المستشرق الفرنسی المعروف : إنّه لا یهرب من أی خطر ، وفی نفس الوقت لا یلقی بنفسه إلى الخطر بدون دلیل(3) .

ویقول تلمیذ تلک المدرسة العظیم أمیر المؤمنین ((علیه السلام) بشأن أحوال النبی (صلى الله علیه وآله) فی سوح القتال : «کنّا إذا احمر البأس ولقى القوم القوم اتقینا برسول الله فما یکون أحدٌ أقرب إلى العدو منه»(4) .


1. تفسیر جامع البیان، ج 2 ص 67 .
2. تفسیر جامع البیان، ج2، ص 70 .
3. حضارة الإسلام والعرب ، ص 119.
4. بحار الأنوار ، ج16، ص 232، وبنفس المضمون مع بعض التفاوت فی نهج البلاغة . الکلمات القصار ، الکلمة 9.
5 ـ ما هی الوسائل الکفیلة لبلوغ الهدف 7 ـ من هم المؤمنون به ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma