7 ـ المنافسة العجیبة بین یعقوب وأخیه عیسو

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
6 ـ هل أنّ سلیمان(علیه السلام) بنى معبداً للأصنام؟!8 ـ نسبة صنع الخمر إلى عیسى المسیح(علیه السلام)

القرآن الکریم یسدی احتراماً بالغاً لابراهیم (علیه السلام) وابنه «اسحاق» وحفیده «یعقوب» ویشید بعظمتهم واخلاصهم ، فنقرأ فی قوله تعالى : (وَاذکُر عبَادَنَا إِبرَاهِیمَ وَإِسحَاقَ وَیَعقُوبَ أُولِى الاَیدِى وَالأَبْصَارِ * إِنَّا اَخْلَصَناهُم بِخَالِصَة ذِکَرى الدَّارِ * وَإِنَّهُم عِنَدنَا لَمِنَ المُصَطفَینَ الاَخْیَارِ) . (ص / 45 ـ 47)

وفی موضع آخر فی قوله تعالى فی شأن هذه الاُسرة : (وَوَهَبنَا لَهُ إِسحَقَ ویَعقُوبَ نَافِلَةً وَکُلاًّ جَعَلنا صَالِحِینَ * وَجَعَلْنَاهُم أَئِمَّةً یَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَینَا إِلَیهِم فِعلَ الخَیْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِیتَآءَ الزَّکَاةِ وَکَانُوا لَنَا عَابِدیِنَ) . (الانبیاء / 72 ـ 73)

هذه التعبیرات إن دلت على شیء فانما تدل على أنّ هؤلاء رجال موحدون ، على جانب کبیر من الإیمان وصفاء السریرة وعلى اطلاع ولیاقة عالیة فی قیادة البشریة ، ولذا فهم مطهرون ومنزهون عن کل رجس ودنس ، لکن عندما یدوّن تاریخ حیاة هؤلاء على أیدی أصحاب الخرافات یرسمون عنهم صورة قبیحة جدّ تنزل بهم إلى مستوى الأشخاص الانتهازیین والجشعین والمتحللین الذین لا یدخرون وسعاً فی سبیل التوصل إلى منافعهم اللامشروعة ، ولإثبات حقیقة هذا الکلام نلتجیء إلى التوراة المحرف لنرى ما اختلقه من ملامح ومعالم رهیبة عن «اسحاق» و«یعقوب» والأخ الأکبر لیعقوب «عیسو» :

«وحدث لما شاخ اسحاق وکلّت عیناه عن النظر فدعا عیسو ابنه الأکبر وقال له : یابنی ، فقال هاأنذ ، فقال : إننی قد شخت ولا أعرف یوم وفاتی فالآن خذ عدتک ، واسلحتک وقوسک واخرج إلى البریة وتصید لی صیداً واصنع لی أطعمة کما أحب ، وائتنی بها لآکل حتى تبارکک نفسی قبل أن أموت .

وکانت ربقاه سامعة لکلام اسحق مع عیسو ابنه ، فذهب عیسو إلى البریة کی یصطاد صیداً لیأتی به ، وأما ربقاه فکلمت یعقوب ابنها قائلة : إنّی قد سمعت أباک یکلم عیسو أخاک قائل : ائتنی بصید وأصنع لی أطعمة لآکل واُبارکک أمام الرب قبل وفاتی ، فالآن یابنی اسمع لقولی فی ما أمرک به ، اذهب إلى الغنم وخذ لی من هناک نعجتین جیدتین ، فاصنعهما أطعمة لأبیک کما یحب وحضرها إلیه لیأکل حتى یبارکک قبل وفاته، فقال یعقوب لربقاه اُمّه :هو ذا عیسو أخی رجل أشعر ، وأنا رجل أملس ربّما یجسنی أبی فاکون فی عینیه کمتهاون وأجلب على نفسی لعنة لا برکة ، فقالت له اُمّه : لعنتک علیَّ یابنی ، اسمع لقولی فقط واذهب. فذهب وأحضر لاُمه فصنعت منها أطعمة کما کان أبوه یحب وأخذت رفقة ثیاب عیسو ابنها الأکبر الفاخرة التی کانت عندها فی البیت وألبست یعقوب ابنها الأصغر ، وشدته على یدیه وعنقه جلود جدیی المعزى واعطت الأطعمة والخبز التی صنعت فی ید یعقوب ابنها فدخل إلى أبیه وقال : یاأبی ، هاأنذا. من أنت یاإبنی؟ فقال یعقوب لأبیه: أنا عیسو بکرک ، قد فعلت کما کلمتنی ، قم واجلس وکل من صیدی لکی تبارکنی نفسک .

فقال اسحق لابنه : ما اسرع ما اصطدت یابنی؟ فقال : إنّ الرب إلهک قد یسرلی فقال اسحق لیعقوب : تقدم لاحسک یابنی ، أأنت هو ابنی عیسو أم لا؟ فتقدم یعقوب إلى اسحق أبیه؟، فجسه وقال : الصوت صوت یعقوب ولکن الیدین یدا عیسو ، ولم یعرفه لأنّ یدیه کانتا مشعرتین کیدی عیسو أخیه فبارکه ، وقال : هل أنت ابنی عیسو ، فقال :أنا هو ، فقال قدم لی لآکل من صید ابنی حتى تبارکک نفسی ، فقدم له فاکل واحضر له خمرا فشرب ، فقال له اسحق أبوه : تقدم وقبلنی یابنی ، فتقدم وقبله فشم رائحة ثیابه وبارکه وقال : انظر ، رائحة ابنی کرائحة حقل قد بارکه الرب .

فلیعطک الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وکثرة الحنطة والخمر ، لیستعبد لک شعوب ، وتسجد لک قبائل ، کن سیداً لاخوتک ولیسجد لک بنو اُمک ، لیکن لاعنوک ملعونین ومبارکوک مبارکین ، وحدث عندما فرغ اسحق من برکة یعقوب وفی حین خروج یعقوب من عند أبیه فاذا بعیسو اخاه قد اتى بصیده ، فصنع هو اطعمة ودخل بها إلى أبیه ، وقال لابیه : لیقم أبی ویأکل من صید ابنه حتى تبارکنی نفسک فقال له اسحق أبوه : من أنت؟ فقال؟: أنا ابنک ، بکرک عیسو فارتعد اسحق ارتعاداً عظیم ، وقال : فمن هو الذی اصطاد صیداً وأتى به الیّ فأکلت منه قبل أن تجیء وبارکته؟ فعندما سمع عیسو کلام أبیه صرخ صرخة عظیمة وقال لأبیه : بارکنی أنا أیضاً یاأبی ، فقال : قد جاء أخوک بمکر وأخذ برکتک»(1) .

ونطالع فی الفصل الآتی هذا المعنى :

«ثم إنّ اسحاق استدعى یعقوب ودعى له بالخیر والبرکة ، وأوصاه أیضاً بوصیة وقال لا تتزوج بامرأة من بنات کنعان... وإنّ الله القادر المطلق سیبارک لک وسیحیطک برعایته وعنایته لکی تصبح قیّماً على جماعة الاُمم ، ولیمدک الله ولک ولنسلک ببرکة إبراهیم حتى ترث الأرض التی اعطاها الله لابراهیم لیسافر فیها» (2) .

خلاصة الحکایة تقع فی أنّ اسحاق کان له ولدان الأکبر یسمّى «عیسو» والأصغر یسمّى «یعقوب» ، وفی آواخر أیّام حیاته حینما فقد بصره قرَّر أن یجعل ولده الأکبر وصیّاً ونائباً عنه من بعده ویبارک له (یستفاد من القرائن أنّ المقصود من هذه البرکة هو نفس مقام النبوة والروح الرسالیّة وقیادة الاُمة) إلاّ أنّ یعقوب توسّل بالحیلة ولبِس ثوب أخیه الأکبر بأمر من أمّه التی کانت متعلّقة به وتفضّل له أن یقوم مقام اسحاق ، ثمَّ ربط على یده وعنقه قطعة من جلد الغنم لأن بدن أخیه کان مکتسیاً بالشعر ، ممّا قد یفضی به ذلک إلى إفشاء سره لدى أبیه (الإنسان الذی یکسوه الشعر إلى هذا الحد بحیث یکون بدنه کالغنم غریب فی بابه واقعاً) وبالتالی شغل مکان أخیه الأکبر بالحیلة والکذب والخداع ، واقتنع والده العجوز بلمس یده المکسّوة بالصوف فقط مع أنّه قد عرف صوته فی الوهلة الاُولى ثمَّ نّه دَعا فی حقه وبارک له فی عمله وأعدّه وصیّاً ونائباً عنه وقیّماً على أهله وأسرته ، وحینما اطلع اخوه الأکبر على القضیة بکى بکاءً مرّ ، إلاّ أنّ الأمر قد انقضى ، فحینما طلب من أبیه أن ینزل البرکة علیه أیض ، سمع جواباً یقضی بانتهاء البرکة وأنّ ما کان منها استأثر به أخوه یعقوب ولم یعد هناک فرصة لاعادة النظر!!

والغریب فی الأمر هو ماذهب إلیه إله اسحاق من تأییده هذا العمل أیض ، وتسلیم مقام النبوة لرجل محتال وکذاب ومزیف ، وعلى حد قول التوراة أنّه انشأه وتعاهده وطاف به کثیر وجعله مالکا للجماعة والاُمم ووارثا لملک ومآثر نبیه (إبراهیم) العظیم ، ولیس فقط اسرة اسحاق مأمورة باتباعه فحسب ، بل إنّ سائر الناس مأمورون باتباعه والخضوع له تعظیما واجلالاً له .

کیف یمکن اعتبار هذه الاُسطورة الکاذبة والمضحکة على أنّها وحی سماوی؟!

لو أنّ شخصاً استولى على مقام بسیط بالحیلة والکذب ـ کأن یرتدی على سبیل المثال زیا عسکریا متواضع ـ فإنّه بعد الکشف عن حقیقته لیس فقط یسلبون منه ذلک ، ویخلعون عنه هذا اللباس بل یعاقبونه على هذا العمل أیض ، لکن کیف یمکن الاستیلاء على مقام النبوة والحصول على البرکة الإلهیّة وقیادة المجتمع بالخداع والمکر ، ثم الإبقاء علیه بعد الکشف عن حقیقته المخزیة؟!


1. التوراة، سفر التکوین، فصل 27، الجمل 1 ـ 40 .
2. المصدر السابق، فصل 28، الجمل 1 ـ 4 .
6 ـ هل أنّ سلیمان(علیه السلام) بنى معبداً للأصنام؟!8 ـ نسبة صنع الخمر إلى عیسى المسیح(علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma