2 ـ التنبوء عن نصرین هامین آخرین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
1 ـ الأخبار عن هزیمة الأعداء فی اقل من عشر سنین 3 ـ الغنائم الکثیرة فی المستقبل

تکشف الآیة الثانیة ـ فی هذا البحث ـ الستار عن اثنین من الحوادث المهمّة الآخرى المرتبطة بمستقبل المسلمین . الحادثة الاُولى تکشف عن هذه الحقیقة للمسلمین وهی : إنّکم ستدخلون المسجد الحرام وتقیمون هذه الشعائر الکبرى فی منتهى الأمن والآمان فی المستقبل القریب بالرغم ممّا یحمله المشرکون من رفض واعتراض على دخول المسلمین إلى المسجد الحرام وأدائهم لمناسک الحج والعمرة ، والاُخرى تبیّن هذه الحقیقة لهم وهی : إنّ النصر الحقیقی سیکون حلیفکم قبل ذلک .

یقول عزّ من قائل : (لَقَد صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُؤیَا بِالحَقِّ لَتَدخُلُنَّ المَسجِدَ الحَرَامَ اِن شَاءَ اللَّهُ آمِنیِنَ مُحَلّقِیِنَ رُوسَکُم وَمُقَصِّرِینَ لاَتَخَافُونَ فَعَلِمَ مَالَمْ تَعلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِکَ فَتْحَاً قَرِیبَ) .

تخبر هذه الآیة عن أنّ النبی رأى فی منامه رؤیا تعبّر عن أنّ المسلمین سیدخلون المسجد الحرام آمنین لأداء مناسک الزیارة لبیت الله .

کان البعض یتصور أنّ هذه الرؤیا ستتحقق مباشرة فی السنة نفسه ، فعندما توجه المسلمون إلى مکة للزیارة واعترض طریقهم مشرکوا مکة فی الحدیبیة (وهی القریة التی تقع مسافة 20 کیلومتر عن مکة واشتق اسمها من البئر أو الشجرة الموجودة فیها) ممّا أدّى ذلک إلى التوقیع على اتفاق الصلح المعروف بصلح الحدیبیة ، عندئذ أخذ البعض یراوده الشک والتردد فی أن لا تکون لهذه الرؤیا مصداقیة ، على مستوى الواقع ، حتى أنّهم بدأوا یسألون النبی (صلى الله علیه وآله) فی هذا المجال عن السبب وراء عدم تحقق هذه الرؤیة الرحمانیة ؟ فأکد لهم النبی (صلى الله علیه وآله) على أنّه لم یقل : إنّ ذلک یتحقق فی هذه السنة وإنّما قصد وقوعه فی المستقبل القریب، فی هذه الأثناء نزلت الآیة المذکورة وأول ما أکدت علیه هو صدق هذه الرؤی ، ثم أشارت بعد ذلک إلى الجزئیات وقالت : إنّکم ستدخلون المسجد الحرام قریباً وتؤدّون مناسک الحج بکل حریة واطمئنان ، کما أنّ النصر سیکون حلیفکم قبل أداء هذه المناسک ، وتحققت هذه النبوءة وفقاً لما ذکرها جمیع المؤرخین ، واستطاع جمع غفیر من المسلمین أن یؤدّوا مناسک العمرة فی السنة التالیة لواقعة «الحدیبیة» وهی (السنة السابعة للهجرة) ، وسمیت هذه المناسک (عمرة القضاء) لأنّها فی الواقع قضاء للعمرة التی أراد الجمیع أن یؤدّوها فی السنة الماضیة .

نخرج من کل ما قیل سابقاً بهذه النتیجة : أنّه قد تمّ الاعلان بقوة وحزم فی هذا المقطع من الآیات عن مسألة غیر متوقعة الحدوث، والتی کانت مورداً من موارد مثار الاختلاف ونزاع شدید بین المسلمین والمشرکین ، کما اُشیر فیها إلى التفاصیل أیضاً بالإضافة إلى ماحصل من تنبّؤ عن اقتران ذلک بنصر آخر للمسلمین ، وهذا فی حد ذاته بیان مضاعف فیما یرتبط بهذا التنبّؤ الهام .

هناک بحث ونقاش بین المفسرین حول المقصود «بالفتح القریب» فقد تحققّ للمسلمین على مقربة من هذه الواقعة ، أحدهما هو صلح الحدیبیة الذی کان من دواعی الانفتاح ، والآخر هو «فتح خیبر» الذی تحقق فی أوائل السنة السابعة للهجرة ، أی بعد واقعة الحدیبیة بعدّة أشهر ، والظاهر أنّ «الفتح القریب» هو إشارة إلى الواقعة الثانیة کما ذهب إلیه الکثیر من المحققین على أساس قوله تعالى : (مَغَانِمَ کَثِیرَةً یَأْخُذُونَهَا وَکاَنَ اللَّهُ عَزِیزاً حَکِیَم) .(الفتح / 19)

صحیحٌ أنّ للغنیمة مفهوماً واسعاً وشاملاً لکل أنواع الغنیمة المادیة والمعنویة ، ولکن المتبادر فی مثل هذه الموارد هو معنى الغنائم الظاهریة فی الأعم الأغلب ، وممّا نعلمه أنّ الغنائم الظاهریة کانت موجودة فی «فتح خیبر» لا فی صلح الحدیبیة .

إذن، یمکن الخروج بهذه النتیجة بوضوح وهی : إنّ مثل هذه التنبؤات الدقیقة ، والصادرة بکل قاطعیة وجدیة ، وبدون أن یشوبها الاحتمال والتردد ، لایمکن أن تتأتى إلاّ من خلال الارتباط بعالم الغیب .

1 ـ الأخبار عن هزیمة الأعداء فی اقل من عشر سنین 3 ـ الغنائم الکثیرة فی المستقبل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma