14 ـ القرآن وعلاقة الرعد والبرق والمطر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
13 ـ القرآن وأسباب نزول المطر والثلوج15 ـ القرآن وکشف هویة الإنسان

ورد الحدیث عن الرعد والبرق فی القرآن الکریم بشکل مکرر ثم وردت الإشارة إلى هطول الأمطار بعد ذلک مباشرةً .ورد فی قوله تعالى: (وَمِنْ آیَاتِهِ یُرِیکُمُ البَرْقَ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَیُنَزِّلُ مِنَ السَّمَـاءِ ماءً فَیُحىِ بِهِ الاَرضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیَات لِّقَوْم یَعْقِلُونَ) . (الروم / 24)ونقرأ فی قوله تعالى: (هُوَ الَّذِى یُریکُمُ البَرْقَ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَیُنْشِىُء السَّحَابَ الثِّقَال) . (الرعد / 12)وفی الماضی لم یکن أحد یعرف بدقة منشأ (الرعد) و(البرق) ، ولذا فقد کان کل واحد یختلق لنفسه فرضیة معینة ، ویضفی علیها أحیاناً طابع الأساطیر والخرافات ، أما الیوم فقد أضحى مسلَّماً أن حدوث الرعد والبرق یرتبط بالتفریغ الکهربائی بین سحابتین لهما شحنتان کهربائیتان مختلفتان (أحدهما موجبة والآخرى سالبة) .وفی الواقع مثلما یتصل سلکان کهربائیان احدهما بالآخر فتحدث شرارة کهربائیة یصحبها الصوت والحرارة مع ، کذلک یحدث هذا الأمر بین السحب . (فالبرق) هو الشرارة الکهربائیة الهائلة، و(الرعد) هو صوت تلک الشرارة . وقد یحدث هذا التفریغ الکهربائی بین قطع السحاب التی لها شحنات کهربائیة موجبة وبین الأرض ولها شحنة کهربائیة سالبة عادة ، فتقذف شرارة ناریة إلى سطحها یطلقونعلیها اسم (الصاعقة) والتی تسبب الحرائق الکبیرة فی الصحارى والغابات وحتى فی المبانی والعمارات فی بعض الأحیان .وبإمکانها أن تُحوِّل قطیعاً کبیراً من الحیوانات إلى رماد فی لحظة واحدة وإذا ما ضربت جبلاً ما فسوف یتلاشى وینهار ، أو إذا اصابت سطح البحر قضت على کل ذی روح یعیش فی ذلک الموضع منه ; ویُعزى ذلک کله إلى أنّ الحرارة الناجمة من تلک الشرارة الناریة هائلة جدّ ، (تصل إلى حدود خمسة عشر الف سانتیکراد ، أی ضعف حرارة سطح الشمس تقریباً) ، فتحیل کل الأشیاء إلى دخان ورماد .وإذا ما کان البرق والرعد من المظاهر المرعبة لعالم الطبیعة إلاّ أنّهما بالرغم من ذلک یشتملان على فوائد ومعطیات کثیرة أیض .فمن احدى آثارهما المهمّة هی نزول الأمطار الغزیرة ، وذلک لأنّ الحرارة المتولدة من البرق ، تُسخن مساحة واسعة من الهواء المحیط به ، فیقلّ ضغطه ، ومن المعلوم أنّ السحب ستفرغ ما فیها من أمطار على أثر قلة الضغط ، ولهذا السبب تهطل أمطار غزیزة بعد حصول الرعد والبرق .وممّا یجدر ذکره : عندما تقترب السحب المتراکمة من الأرض لتظلِّلها یصبح الجو مظلم ، ویسمع صوت الرعد المخیف وتتراءى أنوار البرق ، فی الوقت ذاته تؤثر العواصف العاتیة على السحب فتجعلها محملة بقطرات کبیرة غزیرة وتؤدی إلى تزاید وزنها(1) ، وهذا هو عین ما قرأناه فی الآیات السابقة التی تحدثت عن السحب الثقیلة بعد أن أشارت إلى مسألة البرق ، إضافة إلى أنّ الحرارة الشدیدة للبرق تؤدی إلى أن تترکب قطرات المطر من مقادیر أکثر من الاوکسجین ، فینتج من ذلک ماء مؤکسد ویسمونه بالماء الثقیل أیضاً ( 2 O 2 H) .ولهذا الماء الثقیل تأثیر کبیر فی القضاء على کثیر من المیکروبات والآفات النباتیة ، ولذا ذهب العلماء إلى القول بتکاثر الآفات النباتیة فی السنة التی یقل فیها الرعد والبرق (وهذا تفسیر آخر فی صدد السُحب الثقیلة) .

وإضافة إلى ذلک فإنّ حامض الکربونیک یتولد من قطرات المطر الممتزجة بکاربون الجو وبواسطة الحرارة الشدیدة للبرق ، وبعد سقوطه على الأرض یتفاعل مع مواد اُخرى لینتج مرکبات تعد من أفضل الأسمدة لنمو الأعشاب ، حتى ذهب العلماء إلى القول : إنّ مقدار الأسمدة الناشئة من الرعد والبرق فی الکرة الأرضیة تصل إلى حدود العشرة ملایین طن فی جمیع أنحاء الکرة الأرضیة ، وهو رقم کبیر جدّ .وتتوضح عظمة القرآن العلمیة بالمقارنة بین هذه الاکتشافات والآیات الآنفة الذکر ، خصوصاً إذا أُخذ بنظر الاعتبار عدم وجود أدنى أثر لهذه العلوم فی ذلک العصر وفی بیئة الجزیرة العربیة .


1. العواصف والأمطار، ص 138 .
13 ـ القرآن وأسباب نزول المطر والثلوج15 ـ القرآن وکشف هویة الإنسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma