8 ـ نسبة صنع الخمر إلى عیسى المسیح(علیه السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
7 ـ المنافسة العجیبة بین یعقوب وأخیه عیسو9 ـ المسیح (علیه السلام) ودعوى الاُلوهیة

أولى القرآن الکریم احتراماً بالغاً للسید المسیح (علیه السلام) وتحدث عنه فی سور متعددة (من قبیل سورة البقرة وآل عمران والمائدة وبعض السور الاُخرى) ، وأشار إلیه بکونه أحد أنبیاء أولی العزم (صاحب شریعة وکتاب سماوی) وله معجزات کثیرة ، نقرأ فی قوله تعالى : ( وَیُعَلِّمُهُ الکِتَابَ وَالحِکمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجِیلَ * وَرَسُولاً اِلَى بَنِى اِسْرَائِیلَ اَنِّى قَد جِئتُکُم بِآیَة مِّن رَّبِّکُم اَنِّى اَخْلُقُ لکُم مِّنَ الطِّینِ کَهَیئَةِ الطَّیْرِ فَاَنْفُخُ فِیهِ فَیَکُونُ طَیراً بِاِذنِ اللَّهِ وَاُبرِىُ الأَکمَهَ وَالأَبرَصَ وَاُحِـی المَوتَى بِاِذنِ اللَّهِ وأُنَبِّئُکُم بِمَا تَأْکُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بِیُوتِکُم اِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیةً لَّکُم اِنْ کُنْتُم مُّؤمِنیِنَ) . (آل عمران / 48 ـ 49)

وبناء على ذلک تشکل المعاجز الأربع من (خلق الطیر) و(شفاء المرضى المیؤوس من معالجتهم) و(إحیاء الأموات) و(الإخبار عن الغیب) (التی کانت تتحقق بإذن الله) عظمة معاجز السید المسیح (علیه السلام) (وفقاً لبیان القرآن) .

وفی موضع آخر یعد نزول المائدة السماویة (طعام الجنّة) إحدى معاجز المسیح (علیه السلام)وذلک فی (سورة المائدة آیة 115) نظراً إلى اعتبار المسائل المعقولة والمقبولة من المعاجز بصورة عامة ، والآن لنلقی نظرة على ما تقوله (الأناجیل) فی هذا المجال، ففی الباب الثانی من «انجیل یوحنا» الأنجیل الرابع من الأناجیل الأربعة ورد هذا المعنى :

«وفی الیوم الثالث کان فی قانای الجلیل (أحد مدن بیت المقدس ) عرس ، وکانت اُم یسوع هناک فدعی یسوع وتلامیذه إلى العرس ونفذت الخمر ، فقالت له اُمه : ما بقی عندهم خمر، فأجابه : ومالی ولک یا امرأة ما جاءت ساعتی بعد ، فقالت اُمه للخدم : اعملوا مایأمرکم به .

وکان هناک ستة جرات من حجر یتطهر الیهود بمائها على عادتهم ، یسع کل واحد منها مقدار مکیالین أوثلاثة ، فقال یسوع للخدم : املأوا الجرات بالماء فملأوها حتى فاضت فقال لهم : استقوا الآن وناولوا رئیس الولیمة، فناولوه فلما ذاق الماء الذی صار خمر ، وکان لا یعرف من أین جاءت الخمر ، لکن الخدم الذین استقوا منه کانوا یعرفون ، دعا العریس وقال له : جمیع الناس یقدمون الخمر الجید أول ، حتى إذا سَکَر الضیوف ، قدموا إلیهم الخمر الردیء ، أما انت فأخرت الخمر الجید إلى الآن»(1).

یستشف من هذه القصة النکات التالیة :

1 ـ لما دخل السید المسیح مع اُمّه مریم(علیهما السلام) إلى محفل العرس ونفذت المشروبات الخمریة، أقدم وبإیعاز من امه على خلق المعجزة ، وأبدل ست جرات ممتلئة بالماء إلى خمور صافیة ، بحیث إنّ الطعم اللذید لها استهوى على أفئدة الحاضرین .

2 ـ هذه هی المعجزة الاُولى من نوعها للمسیح (علیه السلام) والتی تحققت بإیعاز من أمه .

3 ـ عظم شأن السید المسیح وجلَّ قدره من خلال هذه المعجزة (تبدیل الماء إلى خمر) ممّا أدى ذلک إلى إیمان تلامذته به .

والطریف هنا أنّ أهالی مدینة قانای الجلیل ، لم یبرحوا یصنعون جرات المیاه ویبیعوها للزوار والسیاح احتفاء بذکرى جرات الخمر التی حدثت بإعجاز السید المسیح (علیه السلام) .

و ممّا لا شک فیه أنّ هذه هی اسطورة من الأساطیر المفتعلة والکاذبة المنسوبة إلى هذا النبی العظیم ، ولا یخفى على أحد ما للخمر من قبح واضرار غیر قابلة للحصر ، وقد منعت وحرمت فی کافة الأدیان السماویة ، حتى أنّه سبق التصریح بها فی نفس الکتب المقدّسة للیهود والنصارى ، کما ورد ذم الخمر بلهجة شدیدة فی کتاب «أمثال سلیمان» إذ یقول هناک :

«لمن الویل لمن الشقاوة لمن المخاصمات لمن الکرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العینین ، للذین یدمنون الخمر الذین یدخلون فی طلب الشراب الممزوج ، لا تنظر إلى الخمر إذا إحمّرت حین تظهر حبابها فی الکأس وساعت مرقوقة وفی الآخر تلسع کالحیة وتلدغ کالاقحوان»(2) .

یفهم من هذه العبارة جیدا أنّ مفاسد الخمرة کثیرة جدّاً فهی السبب الأساسی لکل الالام الجسدیة والهموم النفسیة والفکریة والمنازعات والمصادمات والاختلافات الاجتماعیة ، وهی من عوامل شقاء الإنسان وبؤسه ، وتفعل فعلها فی وجود البشر کسم الحیة وهی مبرر کاف على انعدام العفة والسقوط فی وحل الانحرافات الجنسیة السیئة والوقوع فی شرک أنواع التخیلات والابتلاءات التی طرحت فی هذه العبارات بشکل واضح جدّ .

ونقرأ فی موضع آخر من کتاب «أمثال سلیمان» هذه العبارة : الخمرة المستهزئة (وهی التی تدعو الإنسان إلى أن یقوم بحرکات ویتحدث بکلمات تفضی إلى الاستهزاء والسخریة) والمسکرات الصاخبة (وهی التی تسبب المنازعات والمخاصمات) وکل من یقع فی أسره لایصبح حکیماً(3) .

کما ونقرأ فی الفصل 28 من کتاب اشعیاء هذه العبارة أیض : «أما هؤلاء (إشارة إلى مجموعة من المنحرفین) فقد ضلوا طریقهم وفقدوا صوابهم بفعل الخمر والمسکرات أیضاً» .

وجاء فی موضع آخر من نفس الکتاب هذا المعنى : «الویل لاُولئک الذین استعانوا بشرب الخمرة على الغلبة وبمزج المسکرات على القوة»(4)، أی أنّ قواهم تتحرک من خلال شرب الخمرة وتستعد للنزاع .

وجاء فی کتاب هوشیع (من التوراة) : «إنّ الزنا والخمر وعصیر العنب «بصورته المسکرة» کل منهم یؤدّی إلى ضعف القلب»(5) .

یتضح من هذه العبارات جیداً أنّ المعوّل فی حرمة الخمر لیس کونها من المشروبات العادیة إنّما لکونها من المائعات المسکرة التی تلحق الضرر بالجسم والروح الإنسانیة وتؤدی إلى الضیاع والشقاء .

بناء على هذا ألیس من المخجل أن یقال إنّ المعجزة الاُولى للسید المسیح (علیه السلام) التی ظهرت فی مدینة قانای الجلیل تبلورت فی التحول الذی طرأ ببرکته على عدّة ظروف کبیرة ممتلئة بالماء إلى خمور صافیة ، وعندما نقارن ذلک مع المعاجز القرآنیة للسید المسیح یتضح لنا مدى الفاصلة بین التواریخ المختلفة فی ذهن البشر وبین التاریخ الواقعی الناشیء من طریق الوحی .


1. انجیل یوحنا عرس قانا الجلیل ص256 .
2. العهد العتیق ، کتاب أمثال سلیمان ، فصل 23 .
3. عهد عتیق ، کتاب أمثال سلیمان ، فصل 20 ، جملة 1 .
4. کتاب اشعیاء، فصل 5 ، جملة 22 .
5. کتاب هوشیع فصل 4، جملة 11 .
7 ـ المنافسة العجیبة بین یعقوب وأخیه عیسو9 ـ المسیح (علیه السلام) ودعوى الاُلوهیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma