الرسول(صلى الله علیه وآله) وظهور الإسلام وسرعة انتشاره:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله وسلم) و ظهور الإسلامممارسة الضغط على المسلمین الجدد:

ظهر الإسلام قبل أربعة عشر قرناً فی مکة المعظمة ، وفی مدة 23 سنة ( وهی فترة دعوة الرسول (صلى الله علیه وآله) ) وقد أخضع لنفوذه أقصى منطقة فی جنوبِ الحجاز ، أی الیمن ، وإلى شمال شبه الجزیرة العربیة ، أی الشام والعراق ، بل إنّ قسماً من أفریقیا أی الحبشة قد تأثرت بأنواره ، والیوم نرى أکثر من میلیارد إنسان یدین به فی کل بقاع العالم .

وهنا نستعرض ـ ولو باختصار لحیاة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) وسرعة انتشار الإسلام ، والعوامل التی ساعدت على ذلک .

من الطبیعی أنّ هذا العمل لیس بالأمر الیسیر ، لأنّ الظروف التی أدّت إلى وصول الإسلام إلى هذا الحد ، أوسع بکثیر ممّا جاء فی التاریخ بحیث یمکن القول : إنّ ما ذکره التاریخ قطرة من بحر ، والذی نذکره هنا هو لمحات من ذلک التاریخ الذی لم یذکر لنا إلاّ القلیل .

بدأ الإسلام بشخصیة الرسول الأکرم محمد (صلى الله علیه وآله) وقد بعثهُ الله سبحانه وتعالى بالرسالة وهو فی الأربعین من عمره الشریف ، ثم آمنت به السیدة خدیجة (علیها السلام) ، وبعدها أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) ، حیث کانت دعوة الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی المرحلة السریة ، وکان قبل ذلک فی السنین الثلاث لم یعلن دعوته إلاّ لمن یثق به .

أمّا بعد تلک السنوات الثلاث ، وعندما نزلت الآیة الکریمة: (وَأَنْذِرِ عَشیرَتَکَ الأقرَبین) . (الشعراء / 214)

أعلن رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) دعوته أمام الناس ، فصَعدَ على جبل الصفا ودعا أقرباءه وأعدّ لهم ولیمة ، وفی ذلک الیوم کان المسلمون یعدون بالأصابع (1) .

وقد اُقیمت الولیمة مرّتین ، إذ فی المرة الاُولى لم یُعطِ أبو لهب النبی (صلى الله علیه وآله) فرصة للکلام ، وفی المرة الثانیة سخروا من کلامه(صلى الله علیه وآله) والتفتوا لأبی طالب قائلین له : « قد أمرک أن تسمع لابنک وتطیع » .

وفی هذه المأدبة کان النبی الأعظم (صلى الله علیه وآله) یرى بعین الغیب انتشار الإسلام الأکید ، حتى أنّه عیّن خلیفة ووارثاً له فیها(2) .

ولم تمضِ مدّة طویلة حتى أدرک رؤساء مکة أنّ محمد (صلى الله علیه وآله) قد أضاء أفکار الناس وأیقظهم وأثبت عدم صحة عبادة الأوثان ولزوم الإیمان بخالق الکون ، فأحسّوا بالخطر عندما ترسخت دعوته ، لأنّ منزلتهم الاجتماعیة وعائداتهم المالیة کانت مرتبطة إلى حد ما بتلک الأفکار والأعراف الجاهلیة ، حتى أنّهم ذهبوا إلى أبی طالب راجین منه رفع الید عن حمایة محمد (صلى الله علیه وآله) أو المصالحة بینهم وبین محمد (صلى الله علیه وآله) أو إصلاحه ، وقالو : «یا أبا طالب إنّ ابن أخیک قد سَبَّ آلهتنا وعابَ دیننا وسفّهَ أحلامنا وضلل آباءنا فإمّا أن تکفَّهُ عنّا وإمّا أن تخلّی بیننا وبینهُ »(3) .

ولکنَّ أبا طالب(علیه السلام) قال لهم قولا جمیلاً وردهم ردّاً رقیق ، وأخذ الإسلام یشق طریق الرشد والتکامل وأحس رؤوس الکفر بالخطر الذی یهدد عقائدهم الوثنیة وثقافتهم الجاهلیة ، فعادوا مرّة اُخرى إلى أبی طالب فقالو : « یا أبا طالب إنّ لک سناً وشرفاً وإنا قد أستنهیناک أن تنهى ابن أخیک فلم تفعل وإنّا واللهِ لا نصبر على شتم آلهتنا وآبائنا وتسفیهِ أحلامِنا حتى تکفّه عنّا أو نُنازلهُ وإیّاک حتى یهلکَ أحدُ الفریقین » .

فی هذه المرّة أخبر أبو طالب الرسول (صلى الله علیه وآله) بما جرى بینه وبین أقطاب قریش وأنّهم مصرون على مخالفته ، عندها أحسّ الرسول (صلى الله علیه وآله) أنّ عمهُ أبا طالب قد تباطأ قلیلاً فی حمایته، فقال الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) لعمهِ تلک المقولة المشهورة : «یاعَماهُ لو وضَعوا الشمسَ فی یمینی والقَمرَ فی شمالی على أن أترکَ هذا الأمر ، حتى یُظهرَهُ اللهُ أو أهلکَ فیهِ ما ترکتُهُ» . ثم بکى وقام ، فلما ولّى ناداهُ أبو طالب ، فاقبلَ علیه وقال : «إذهب یابن أخی فقل ما أحببتَ فوالله لا اُسلِّمکَ لشیء أبداً»(4).

عندما رأى رسول الله (صلى الله علیه وآله) حمایةَ عمّه ثانیة ، انطلق بعزیمة کبیرة وثقة عالیة ، ولما عرف رؤساء قریش ذلک عادوا إلى أبی طالب وعرضوا علیه أن یساومَ فی ابن أخیهِ مقابل أجمل شاب من قریش على أن یتخذه ابناً له ! وجاء الرفض القاطع (5) کصاعقة دمرت ما یمکرون ، فعمدوا إلى ایذاء المسلمین من کل طائفة .

ومرّة اُخرى طلبوا من أبی طالب أن یبلغ الرسول (صلى الله علیه وآله) بأن یکفّ عن هذا الأمر، وجاء الردّ المحمدی (صلى الله علیه وآله) : «یا عم أَو لا أدعوهم إلى ما هو خیرٌ لهم منه ، کلمة یقولونها تَدینُ لهم بها العرب ، ویملکون رقاب العَجَم » فقال أبو جهل : ما هی، وأبیک لنُعطِیَنَّکها وعَشرَ أمثاله ، قال : «تقولونَ لا إله إلاّ الله ....» وقالو : سَلْ غیره ، فقال : «لو جئتمونی بالشمسِ حتى تضعوها فی یدی ما سألتُکم غیرَها»(6) .

وفی هذا الوقت دخل فی الإسلام أُناس کانوا یرزحون تحت ظُلم جبابرة مکة ، وآخرون واعون لیسوا بالأغنیاء المغرورین ، ممّا حدا برؤوساء قریش إلى تغییر اُسلوبهم فی الصراع مع الرسول (صلى الله علیه وآله) غیر الرجوع إلى أبی طالب ـ لکی ینجوا من هذا الخطر الداهم ، وقد اتخذ الرسول (صلى الله علیه وآله) من بیت الأرقم مرکزاً للإشعاع الفکری ونشر الدعوة .


1. الکامل لابن الأثیر، ج 1 ، ص 486 ، طبع دار احیاء التراث العربی ; وتاریخ الطبری، ج 2 ، ص61 .
2. تفسیر جامع البیان، ج 2 ، ص 63 .
3. سیرة ابن هشام، ج 1، ص 283، ط مصر ; الکامل لابن الأثیر، ج 1، ص 488; والطبری، ج 2، ص 65 .
4. الکامل لابن الأثیر، ج 1 ، ص 489 ; وسیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 284 ـ 285; والطبری، ج 2 ، ص65 .
5. سیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 285 ، والکامل، ج 1 ، ص 489 ، والطبری، ج 2 ، ص 66 .
6. الکامل لابن الأثیر، ج 1 ، ص 490 ; والطبری، ج 2 ، ص 66 .
الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله وسلم) و ظهور الإسلامممارسة الضغط على المسلمین الجدد:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma