ینقل الزمخشری فی تفسیر ( الکشاف ) عن الأصمعی (1) أنّه قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابی على قعود له فقال : من الرجل ؟ قلت : من بنی أصمع ، قال : من أین أقبلت ؟ قلت : من موضع یتلى فیه کلام الرحمن ، فقال : اتل علیَّ ، فتلوت « والذاریات » فلما بلغت قوله تعالى : ( وَفِى السَمَاء رِزْقُکُمْ ) قال : حسبک ، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سیفه وقوسه فکسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشید طفقت أطوف فاذا أنا بمن یهتف بی بصوت دقیق ، فالتفتُّ فاذا أنا بالأعرابی قد نحل واصفّر ، فسلم علیَّ واستقرأ السورة ، فلما بلغت الآیة صاح وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حق ، ثم قال : وهل غیر هذ ؟ فقرأت : ( فورب السماء والأرض إنّه لحق ) ، فصاح وقال : یاسُبحان الله ، من ذا الذی أغضب الجلیل حتى حلف ، لم یصدقوه بقوله حتى الجأوه إلى الیمین ، قالها ثلاثاً وخرجت معها نفسه (2) .