سادس : إحیاء القیم الروحیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
خامس : ضمانات تنفیذ القوانین القرآنیةسابع : الاُصول الثابتة والمتغیرة

بالرغم من أنّ الوجود الإنسانی مرکب من مادة وروح أو من جسم وروح ، وحیاة الإنسان متکونة من جانبین ، جانب مادى وجانب معنوی ، إلاّ أن جمیع القوانین فی العالم المادی ناظرة إلى القیم المادیة ، فأی عمل لا یتعارض مع المسائل المادیة للمجتمع یعتبر جائزاً ومشروعاً فی نظرهم ، ویدخل فی هذا المضمار تصویب الکثیر من القوانین المخزیة والتی یبعث ذکرها على الاشمئزاز والتقزز ، والحال أنّ هذا الفصل لایوجه ضربة إلى الشخصیة الإنسانیة المرموقة ویحطها إلى مستوى الحیوان فحسب ، بل یُعرض نفس القیم المادیة للخطر أیض ، وذلک لعدم إمکانیة الفصل عملیاً بین هذین الأمرین .

وانطلاقاً من کون القرآن منسجما مع الخلقة والفطرة الإنسانیة فهو یأخذ بالاعتبار کلاً من القیم المادیة والمعنویة مع ، فحینما یتطرق فی حدیثه إلى اختیار الزوجة یقول : (الزَّانِى لاَینَکِحُ اِلاَّ زَانِیَةً اَو مُشرِکَةً والزَّانِیَةُ لاَیَنکِحُهَا اِلاَّ زَان اَو مُشرِکٌ وَحُرِّمَ ذَلِکَ عَلَى المُؤمِنِینَ). (النور / 3)

ویقول أیض : (قُلْ لاَّیَستَوِى الخَبِیثُ وَالَّطِیبُ وَلَوْ اَعجَبَکَ کَثَرةُ الخِبیثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ یَا اُولِى الاَلبَابِ لَعلَّکُم تُفلِحونَ ). (المائدة / 100)

من الواضح إنّ ذکر الخبیث والطیب فی هذه الآیة إمّا ناظر إلى الطهارة المعنویة وعدمه ، وإمّا ناظر على الأقل إلى العموم فیشمل المعنى المادی والمعنوی مع ، لذا فإنّ کثرة الأوبئة وانتشار الموبقات لا یمکن أن یکون دلیلاً على مشروعیتهم وحقانیتهم .

وتتبلور هذه المسألة أکثر فی القوانین والدساتیر المرتبطة بالزواج خاصة لأنّه یحدث کثیرا أن یقع کل من الجمال الظاهری والمعنوی على طرفی نقیض ، فیقترن جمال الظاهر مع تلوث الباطن ، وحسن الباطن مع عدم جمال الظاهر . ففی هذه الحالة یرجحِّ القرآن الکریم الکفة الثقیلة لجمال الباطن وجاذبیة الروح والأخلاق والإیمان فیقول : (وَلاَ تَنکِحُوا المُشرِکَاتِ حَتَّى یُؤمِنَّ وَلاََمَةٌ مُّؤمِنَةٌ خَیرٌ مِّن مُّشرِکَة وَلَو اَعجَبَتکُم وَلا تَنکِحُوا المُشرِکِینَ حَتَّى یُؤمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤمِنٌ خَیرٌ مِّن مُّشرِک وَلَو اَعجَبَکُم اُولَئِکَ یَدعُونَ اِلَى النَّارِ وَاللَّهُ یَدعُوا اِلَى الجَنَّةِ وَالمَغفِرَةِ بِإذنِهِ). (البقرة / 221)

ومن المؤسف حقّاً هو عدم الاهتمام بالقیم المعنویة فی وضع القوانین والمقررات الاجتماعیة فی عالم الیوم حیث أصبح من العوامل المهمّة للکثیر من المآسی والویلات ، علاوة على أنّ هؤلاء لا یجدون الطریق إلى هذه القیم فی الواقع ، لأنّ الاعتراف بهذه القیم لا یتمّ بدون الاستناد إلى رؤیة معنویة للکون تقیم وزناً لها وتحتفظ بقیمته ، لذا أصبح العالم المادی عاجزاً عن الوصول إلیه ، وما یشاهد حالیاً فی المتون القانونیة لعالم الیوم من قبیل حقوق الإنسان مثلاً فهو الآخر عرضة للتفاسیر المختلفة دائم ، أو مبرر لتوجیه الابتزازات المادیة ، وغطاء للتستر على الأهداف اللامشروعة المنافیة للأصول المنسجمة مع الإنسانیة فی کل الحالات .

خامس : ضمانات تنفیذ القوانین القرآنیةسابع : الاُصول الثابتة والمتغیرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma