1 ـ القرآن وجاذبیته العامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
3 ـ إعجاز القرآن فی تصور العلوم الحدیثة2 ـ القرآن وخلقُ العالم

نقرأ فی قوله تعالى : ( اَللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَـواتِ بِغَیْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ) . (الرعد / 2)

مما یستحق الإهتمام فی هذه الآیة ، أنّ القرآن لا یقول : إنّ السماء لیس لها عمد ، وإنّما یقول : لیس لها عمد قابل للرؤیة والمشاهدة . یستفاد جیداً من هذا التعبیر أنّ أعمدة السماء غیر مرئیة وأنّ هذه الأعمدة هی التی أرست دعائم السماء(1) .

ونقرأ فی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام) وقد سأله أحد أصحابه وهو « حسین بن خالد » عن معنى قوله تعالى : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُکِ ... ). (الذاریات/7)

فقال الإمام (علیه السلام) : «سبحان الله ، ألیس اللهُ یقول : «بغیر عمد ترونها» ؟ قلت : بلى ، فقال : ثَمَّ عمدٌ ولکن لا ترونها»(2) .

فهل یوجد توجیه وتفسیر لهذا الحدیث سوى العمد الذی نطلق علیه فی عصرنا هذا إسم « التوازن بین القوة الجاذبیة والدافعة » .

وتوضیح ذلک ، یکمن فی أنّ النظریة الوحیدة التی غزت أفکار علماء ذلک العصر ـ زمان نزول القرآن الکریم ـ ومن ثم القرون السابقة واللاحقة ، هی نظریة «الهیئة» لبطلیموس التی سیطرت بقوة تامة على المحافل العلمیة الدولیة . ووفقاً لذلک صوَّرت السماوات على شکل کرات متداخلة نظیر طبقات البصل المتلاصقة وکانت الأرض فی مرکزه ، ومن الطبیعی أن تستند السماوات کل منها إلى الاُخرى .

إلاّ أنّه ثبت بطلان هذه العقیدة بالأدلة القطعیة بعد مرور زهاء الالف سنة من نزول القرآن ، وذهبت تماماً نظریة الأفلاک ـ قشور البصل ـ إلى غیر رجعة ، وأصبح من المسلّمات أنّ کلاًّ من هذه الکرات السماویة معلقة وثابتة فی مدارها وموضعه ، وأنّ المجامیع والمنظومات متحرکة ، والشیء الوحید الذی یحافظ على ثباتها واستقرارها هو نفس هذا التعادل بین القوة الجاذبة والدافعة .

إنّ الذی یتسبب فی التحرک السریع لکل الکرات السماویة ومن ثم اجتماعها فی مرکز واحد ، هو القوة الجاذبة ـ التی تقول: إنّ الجاذبیة بین کل جسمین تتناسب طردیاً مع وزنیهم ، وعکسیاً مع الجذر التربیعی للمسافة بینهم ـ، بَیدَ أنّ الحرکة الدوریة موجودة فی الکواکب السیارة أو المنظومات ولا یخفى أنّ المیزة الدوریة هی نفس القوة الطاردة المرکزیة وهی التی تؤدّی إلى الابتعاد السریع لهذه الکرات والمنظومات عن بعضها (على شاکلة الهروب من دائرة النار فی حالة دورانها وذلک عندما ینقطع سلکها ویتطایر الشرر من قطع النار المتقاذفة) ، أمّا لو کانت القوة الجاذبة متساویة مع القوة الدافعة بدون أدنى نقیصة أو زیادة ، فسیظهر فی هذه الحالة العمد اللامرئی القوی حتى یثبتها فی موضعها الخاص کما أنّ الکرة الأرضیة تتحرک فی دورانها حول الشمس بمدار معین ملایین السنین بدون أن تقترب منها أو تبتعد عنه ، وهذه من دلائل عظمة الله وإعجاز القرآن .

ومن الظریف أنّ المفسرین القدامى وقفوا على هذه النکتة إجمالاً بید أنّهم لم یعبِّروا عنها سوى بالقول بمسألة القدرة الإلهیّة ، بحیث یقول « ابن عباس » وفقاً لنقل الطبرسی فی « مجمع البیان » والآلوسی فی « روح المعانی » : إنّ معنى الآیة هو أنّ السماء تکون بدون عمد قابل للمشاهدة ، وعلیه یکون عمدها هو القدرة الإلهیّة الهائلة(3) .


1. یستفاد من ظاهر الآیة أنّ «ترونها» وصف لـ«عمد» ، وقول البعض: إنّ مفهوم الآیة «ترونها بغیر عمد» هو أنّکم ترون السماء بغیر عمد (وعلى هذ ، فعبارة «بغیر عمد» جار ومجرور ومضاف إلیه متعلقة بـ«ترونها») ، خلاف الظاهر أول ، وثانی ، إنّ هذا التعبیر یشیر إلى أنّکم ترون السماء بدون عمد فی حین أنّ لها اعمدة فی حقیقة الأمر .
2. تفسیر البرهان، ج 2 ، ص 278 . ورد هذا الحدیث فی التفسیر المزبور عن طریقین ، عن تفسیر علی بن إبراهیم ، وکذلک عن تفسیر العیاشی .
3. تفسیر مجمع البیان، ج5 ، ص 274 ; وتفسیر روح المعانی، ج13 ، ص 78 .
3 ـ إعجاز القرآن فی تصور العلوم الحدیثة2 ـ القرآن وخلقُ العالم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma