10 ـ القرآن یکشف النقاب عن مسألة مراحل تطور الجنین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
9 ـ القرآن والزوجیة العامة11 ـ القرآن یتحدث عن الآثار المهمّة للغلاف الجوی للأرض

وردت ضمن الآیات القرآنیة المرتبطة بعلائم التوحید ودلائل المعاد إشارات غزیرة المعانی إلى مسألة خلق الإنسان من النطفة ومن ثمَّ مراحل تطور الجنین . والتی یمکن عدّ بعض منها فی قائمة المعجزات العلمیة للقرآن .من جملتها ما نقرأه فی الآیة الثانیة من سورة الإنسان : (اِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُّطفَة أَمشَاج نَّبَتلِیهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِیعاً بَصِیر) .«النطفة»: فی اللغة بمعنى الماء الصافی أو الماء القلیل(1) . (الامشاج) جمع مشج (على وزن نسج أو على وزن سَبب) . أو جمع مشیج بمعنى الشیء المختلط . وقد ابدى المفسرون احتمالات متعددة فی صدد الجواب عن ما هو الشیء الذی تختلط به النطفة .فتارة تصوروا أنّ ذلک إشارة إلى ترکیب نطفة الإنسان من «الحیامن» و«البویضة» ، وتارة أنّه إشارة إلى کونها مرکبة من الاستعدادات المختلفة من الناحیة الجسمیة أو الروحیة (القبح والحسن ، الذکاء والغباء و ...) . واُخرى إلى أنّه إشارة إلى أنّ نطفة الإنسان مرکبة من مواد مختلفة من المعادن ونحوه .بطبیعة الحال أنّ ذلک کله حسن ، ولعله کان من أفضل التفاسیر فی عصره ، إلاّ أنّه لا ینطبق بدقة على معنى الآیة . ذلک أنّ لفظة الأمشاج جمع ، واطلاقها على شیئین أی (البویضة والحیمن) خلاف الظاهر ، هذا أول ، وثانی : أنّ وجود الاستعدادات المختلفة فیالأشخاص بشکل مستقل لا یتلاءم مع معنى الأمشاج ، وکذلک لیس من المناسب القول بترکیب النطفة من أنواع المعادن واشباهه ، لأنّ هذا الأمر لا ینحصر فی النطفة فقط ، وإنّما تترکب من هذه المواد کل الموجودات العالیة نظیر الإنسان والنبات وألوان الاطعمة ، اضافة إلى أنّ کلمة النطفة فی آیات متعددة من القرآن جاء فی خصوص نطفة الرجل .فمثلاً نقرأ فی قوله تعالى : (اَلَمْ یَکُ نُطْفَةً مِّنْ مَّنىٍّ یُمْنَى) ؟ (القیامة / 37)لکن مع تطور العلم واتساع نطاق تحقیقات العلماءثبت الیوم أنَّ القطرات القلیلة للمنی والتی تدعى بـ (النطفة) مرکبة من میاه متعددة تفرزها الغدد المختلفة للجسم ، وبشکل رئیسی فهناک خمس غدد تتظافر فیما بینها لکی تصنع المنی من ترشحاته ، وهی عبارة عن :غدتان تقعان فی أکیاس قریبة من غدة البروستات وتدعى ب (البیضة) .والاُخرى هی غدة البروستات نفسه ، وکذلک غدتا «الکوبر» و«اللیترة» اللتان تقعان بالقرب من المجاری البولیة هذا ما أثبته العالم الفرنسی الدکتور (بوکاری)(2) .وتختلط هذه المیاه الخمسة مع بعضها بنسب دقیقة وموزونة لتشکل مادة الحیاة (النطفة) .ویعتقد هذا العالم الفرنسی أنَّ التعبیر ب (الأمشاج) الوارد فی القرآن هو إشارة إلى تلک النکتة الدقیقة التی خفیت عن أنظار علماء ذلک العصر .وممّا یسترعی الانتباه هو قوله تعالى فی ذیل الآیة السابقة : (فَجَعلْناهُ سَمیعاً بَصیر) ، بمعنى أنّ نعمة السمع قد تقدمت على نعمة البصر ، لاحتمال أن یکون السبب فی ذلک کما ذهب إلیه العلماء هو أنَّ الحس الأول الذی یبدأ بالعمل لدى الرضیع هو السمع ، فهو یستعد لالتقاط الأصوات فی الأیّام الاُولى من حیاته . بل إنّ له قبل ذلک نشاطاً محدوداً فی العالم الجنینی أیض .وهذا بخلاف البصر فانّه یستعد للإبصار بعد ذلک ولعله بعد مرور اسبوعین ، لعدم امتلاک العین المغمضة أی استعداد لرؤیة امواج النور فی البیئة المظلمة للرحم . ولهذا السبب فإنّ عین الرضیع تبقى مغمضة بعد ولادته مدة من الزمن أیض ، حتى تعتاد على الضیاء بالتدریج .من جانب آخر یقول تعالى: (اَلَمْ نَخْلُقْکُّمْ مِّنْ مَّاء مَّهِین * فَجَعَلْنَاهُ فِى قَرَار مَّکِین * اِلَى قَدَر مَّعْلُوم * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ ) . (المرسلات / 20)لقد توصل علماء الأجنة الیوم من خلال مطالعاتهم ومشاهداتهم الدقیقة والمصورة عن تحولات الجنین إلى هذه النکتة ، هی أنّ لقاء (الحیامن والبیوض) إنّما یتمّ خارج الرحم وفی الممرات المنتهیة إلیه . ثم تنعقد النطفة لتشق طریقها نحو قرارها الأصلی وهو الرحم فتلتصق بجداره .ویتبیّن هذا المعنى بوضوح فی الآیة الآنفة الذکر أیض ، ففی البدایة تتحدث عن خلقة الإنسان ، ومن ثم عن استقراره فی قرار الرحم (وینبغی الالتفات إلى أنَّ «ثمَّ» تُستعمل فی لغة العرب عادة للترتیب بشیء من الفاصلة) ، وعلیه فإنّ الأمر الذی غاب عن أنظار جمیع العلماء فی ذلک العصر وما بعده قد جاء فی القرآن بشکل واضح . والتعبیر ب «القرار المکین» هو الآخر تعبیر غنی جدّاً فی معناه والذی کان مجهولاً فی ذلک الزمان قطع .ونعلم فی وقتنا الحاضر أنّ هناک خصائص مهمّة أخذت بنظر الاعتبار فی خلق الرحم بحیث أصبح من آمن الأماکن للجنین .وبغض النظر عن الأغشیة الثلاثة التی تحیط بالجنین من کل جوانبه (غلاف بطن الاُم ، جدار الرحم ، الکیس الخاص لاستقرار الجنین) . فإنّ کل جنین یسبح فی کیس یحتوی على ماء لزج، ویستقر هناک تقریباً فی حالة من انعدام الوزن وعدم الاتکاء على شیء معین ، وهو یتحمل کثیراً من الصدمات التی ترد على انحاء جسد الأم ، ذلک أنّ الصدمات فی الواقع تصیب (کیس الماء) لا الجنین نفسه مباشرةً ، وبعبارة اُخرى یمکن أن نسمی ذلک الکیس ومحتواه بالجهاز المضاد للصدمات نظیر النوابض المرنة للسیارة التی تخفف من تأثیر عراقیل الطریق . فضلاً عن ذلک أنّه یحول دون تسلیط ضغط على أعضاء جسم الجنین ، ذلک لأنّ هذا الضغط یلحق الضرر بذلک الجسم اللطیف ، إضافة إلى أنّ البرودة والحرارة الخارجیة لا تنتقل إلى الجنین بسهولة کما لا یخفى ، لأنّها وفی طریقها إلى الجنین لابدّ أن تخترق ذلک الکیس المملوء بالماء ، فتصل إلیه معتدلة الحرارة ، وإلاّ فمن الممکن أن یختل وضع الجنین بصورة کاملة عند استحمام واحد للاُم بالماء البارد أو الحار .وبناءً على هذه الاُمور التی توضح لنا مفهوم (القرار المکین) بصورة کاملة لا یعتبر الرحم ملجأً آمناً ومناسباً للجنین فحسب ، بل إنّ هذا الأمن والحصانة تسایره فی المراحل التی تمر بها ولادته أیض .وکما قال بعض المفسرین الجدد : إنّ المادة السائلة الخاصة التی یسبح فیها الجنین تتسبب فی اتساع فوهة الرحم حین الولادة وتعقیم المجرى الذی یمر منه الجنین لیتمکن من اجتیاز هذا المجرى المتلوث بأنواع المیکروبات عادة فیخرج إلى الدنیا سالم ، فی منتهى الأمن والراحة(3) .وممّا یستحق الاهتمام أنّ القرآن الکریم عندما یرید أن یفصح عن سلسلة المراحل التکاملیة للجنین یقول تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضغَةً فَخَلَقْنَا المضغةَ عِظَاماً فَکَسَوَْنا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ اَنشَأنَاهُ خَلْقًا آخَرَ * فَتَبَارَکَ اللَّهُ اَحْسَنُ الخَالِقِینَ ) .

(المؤمنون / 14)ومن طریف القول هو ما اثبته علم الأجنة حالیاً أنَّ الجنین عندما یطوی مرحلة کونه علقة ومضغة ، تتبدل کل خلایاه إلى خلایا عظمیة ، ثم تغطیها العضلات واللحم بالتدریج (وقد أثبتت ذلک الأفلام الدقیقة الباهضة التکالیف التی أخذت لکل المراحل الجنینیة) .وهذا هو ما جاءت به الآیة السابقة بدقة إذ تقول : (فَخَلَقْنَا المُضَغةَ عِظَاماً فَکَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ) ، وهذه هی احدى المعجزات العلمیة للقرآن الکریم ، ذلک أنّه لم یکن فی ذلک الزمن مایسمى بعلم «الأجنة» ، وعلى الخصوص فی محیط جزیرة العرب الذی لم یتوفر فیه الاطلاع على أبسط المسائل العلمیة(4) .


1. تمت الإشارة إلى المعنى الأول فی معجم مقاییس اللغة والمفردات ، والى المعنى الثانی فی لسان العرب .
2. مقتبس من کتاب (مقارنة بین التوراة والانجیل والقرآن والعلم) تألیف الدکتور «بوکاری» ترجمة المهندس «ذبیح الله دبیر» باللغة الفارسیة ـ ص 271 . الملفت للنظر أنّ هذا الدکتور الفرنسی یمیل کثیراً إلى القرآن حینما یصمم على مقارنة هذه الکتب فیما بینه ، وحیث إنّ ترجمات القرآن المتداولة لا تشفی غلیله ، نراه یستفید من الادب العربی ویحیط به احاطة تامة لیتمکن من الحصول على مایحتاجه من القرآن مباشرة دون حاجة للرجوع إلى ترجماته .
3. تفسیر المراغی، ج 18، ص 11 .
4. أشار سید قطب فی کتابه فی ظلال القرآن ج6 ص 16 إلى ذلک . وقد شاهدنا ذلک أخیراً فی فیلم وثائقی عجیب عن المراحل التکاملیة للنمو الجنینی .
9 ـ القرآن والزوجیة العامة11 ـ القرآن یتحدث عن الآثار المهمّة للغلاف الجوی للأرض
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma