1 ـ الأصنام فی عقائد العرب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
محیط دعوة الرسول (صلى الله علیه وآله):2 ـ تفشی حالة الفقر الشدید بین الناس

إنّ عقائدأیّ قوم أو شعب تشکل رکناً أساسیاً فی ثقافتهم، وانحطاط تلک العقائد یدل على الانحطاط الثقافی والحضاری لهم .

وعلى هذا الأساس ، فعرب الجاهلیة کانوا فی أرذل درجات الانحطاط الثقافی والضیاع حیث کانوا یعبدون الأصنام التی یصنعونها بأیدیهم فیتصورون أنّها تتحکم فی مصائرهم بل یزعمون أنّها حاکمة على السماء والأرض أحیان ، وقد خاطب القرآن الکریم الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) بصدد ذلک بقوله : ( قُلْ اَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَیَملِکُ لَکُم ضَرًّا وَلاَنَفعَاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمیعُ العَلِیمُ ). (المائدة/ 76 )

وبالإضافة إلى الأصنام الصغیرة فقد کانت لدیهم ثلاثة أصنام کبیرة ذات شهرة خاصة فی مجتمعهم یزعمون بأنّها بنات الرب وهی وسیلة للتقرب إلیه ، أحده ( مَناة) وکان ما بین المدینة ومکة المکرمة بالقرب من ساحل البحر الأحمر ، ولهذا الصنم احترامٌ خاص عند کل العرب انذاک ، فیقدمون إلیه القرابین ، وأکثر القبائل احتراماً وتقدیساً له قبیلة ( الاوس ) و ( الخزرج ) .

والثانی فی الطائف یُعرف باسم ( اللاّت ) ، وقد شُید فی مکانه الیوم مسجد وکانت ( ثقیف ) من أکثر القبائل احتراماً له .

والثالث من الأصنام الکبیرة هو ( العُزى ) وقد وضع فی الطریق المؤدی إلى العراق قریباً من منطقة ( ذات العِرق) ولقریش علاقة خاصة بهذا الصنم ،

وهناک أصنام اُخرى للقبائل والعشائر بل وللعوائل أیضاً إذ لا معنى لحیاة عرب الجاهلیة بدونها، فمثلاً لو أرادوا السفر فإنّهم یستاذنون من الصنم ولهم فی اسفارهم أصنام یصحبونها معهم .

وقد أشار القرآن الکریم فی سورة النجم إلى ذلک بقوله تعالى : ( اَفَرأَیتُمُ اللاَّتَ وَالعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الاُخَرى * اَلَکُمُ الذَّکَرُ وَلَهُ الاُنثَى). (النجم / 19 ـ 21)

ومن الجدیر بالذکر فی الحیاة الجاهلیة أنّهم کانوا یکرهون البنات ویئدونهن أحیاناً بالرغم من اعتقادهم بأنّ الملائکة بناتُ الله وهذه الأصنام تماثیل تلک الملائکة، لذلک واجههم القرآن الکریم بمنطقهم وهو کیف تقولون : أنّ لله بنات فی الوقت الذی تکرهونهن فیه ؟

و قد استنکر القرآن وذم تلک الأفکار الخرافیة المنحطة بقوله تعالى : ( وَجَعَلُوا المَلاَئِکَةَ الَّذِینَ هُمْ عِبَادُ الرَّحَمـنِ اِنَاثاً اَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُکتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَیُسْأَلُونَ ). (الزخرف/19)

وقد حارب الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) هذه العقائد الضالة الناشئة من التصورات الخاطئة وهوى النفس کما ورد فی ذیل الآیة الکریمة بعد أن أشارت إلى الأصنام الثلاثة الکبیرة المعروفة بقوله تعالى : ( اِنْ هِىَ إِلاَّ اَسمَاءٌ سَمَّیْتُمُوَها اَنتُمْ وَآبَاؤُکُمْ مَّا اَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِنْ سُلطَان اِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأنْفُسُ ). (النجم / 23)

صحیح أنّ المشرکین قد تشبثوا بدلیل واه لیبرّروا به عبادتهم للأصنام حیث قالو : (إنّ ذاتَ الله أسمى من أن یصلَ إلیها العقل والفکر الإنسانی وهو منزه عن أن نعبده بصورة مباشرة) ، وعلى هذا الأساس فالذین وکّل إلیهم أمر خلقهِ وتدبیرهِ هم الواسطةُ إلیه وهؤلاء هم الملائکة والجن وکل الموجودات المقدسة فهؤلاء اربابٌ نعبدهم وهم الذین یقربوننا إلى الله ( مَانَعبُدُهُمْ إِلاَّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلفَى ). (الزمر / 3)

وعلى هذا فإنّ أیدینا لا تصل إلى هذه المقدسات فنصنع لها تمثالاً ثم نَعبدُه ! وهذه التماثیل هی أصنامهم وفی تصورهم أن هناک وحدة واتحاداً بین هذه الأصنام والوجودات المقدسة فهم یخاطبونها بالآلهة والأرباب.

وهم بهذه الخرافات الواهیة ابتعدوا عن الله سبحانه وتعالى وهو أقرب إلى الإنسان من نفسه ، وبدلاً من أن یتوجهوا إلى الله الذی هو منبع الفیض والقدرة البصیر الموجود فی کل مکان لجأوا إلى مخلوقات ممکنة لا حول ولا قوة ولا شعور لها بل إنّها مخلوقة بایدی عبّادها ومع ذلک فقد أجلسوا تلک المخلوقات التی لا قیمة لها على عرش الربویة والاُلوهیة ناسین عظمة الذات الإلهیّة اللامتناهیة ولاهثین وراء سراب یحسبونه ماءً.

محیط دعوة الرسول (صلى الله علیه وآله):2 ـ تفشی حالة الفقر الشدید بین الناس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma