9 و 10 ـ أولئک لن یضروکم بشیء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
8 ـ إنّا أعطیناک الخیر الکثیر7 ـ الاعجاز القرآنی فی عدم وجود التناقض والاختلاف

فی الآیتین التاسعة والعاشرة من هذا البحث نلاحظ تنبؤات مهمّة:

1 ـ «إنّ أهل الکتاب لن یتمکنوا أن یلحقوا بکم ضررا ذا بال ویهددوا وجود الإسلام والمسلمین بالخطر لأنّ اضرارهم طفیفة وغیر مؤثرة» (لَنْ یَضرُّوکُم اِلاَّ اَذىً) .

إنّ کلمة «أذىً» وان شملت على حد قول «الراغب» فی «المفردات» کل مایلحق الضرر بروح الإنسان وجسمه ومتعلقاته لکنه نظرا إلى أنّها وردت بصیغة الاستثناء من جملة «لن یضروکم» ، ومجیئها بصیغة النکرة أیض ، دلّ ذلک على أنّ المقصود منها هی الاضرار الجزئیة سواء کانت مبادرة بشکل کلام جارح ، أو بشکل حرکات استفزازیة سطحیة .

ولا تتأتى هذه النبوءة المستقبلیة الصریحة إلاّ من طریق الوحی نظراً إلى القوة العسکریة الهائلة التی کان یتمتع بها أهل الکتاب وبالأخص الیهود ، وإلى حالة الضعف التی یعانى منها المسلمون من الناحیة الظاهریة .

2 ـ ثم یقول تعالى : إنّ هؤلاء سیکون نصیبهم الفشل والاندحار والفرار متى ما قاتلوکم وأثبتوا وجودهم فی میدان النزال : (وَاِنْ یُقَاتِلُوکُم یُوَلُّوکُم الاَدْبَارَ ثُمَّ لاَ یُنْصَرُونَ) .

إنّ هذا التنبؤ عن أنّ مصیر الیهود وسائر أهل الکتاب هو الفشل والتراجع فی کل حرب تقع بینهم وبین أصحاب النبی (صلى الله علیه وآله) لم یکن بالشیء الیسیر ولا یتأتى هذا التنبوء من الطرق العادیة أیض .

3 ـ إنّ هؤلاء الیهود لن یصمدوا بحال من الأحوال ، وأینما وجدوا کُتِبَ علیهم الذل والهوان إلاّ بالارتباط بالله (وإعادة النظر فی سلوکهم الخاطیء) ، أو الارتباط بالناس والتبعیة لهذا وذاک : (ضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِلّةُ اَیْنَ مَا ثُقِفُوا اِلاَّ بِحَبْل مِّنَ اللَّهِ وَحَبْل مِّنَ النَّاسِ) .

وتحققت هذه الوعود والبشائر السماویة الثلاثة فی عصر النبی کما ذکر التاریخ الإسلامی ، وبالأخص أنّ الیهود فی الحجاز وهم «بنی قریظة» ، و«بنی النضیر» ، و«بنی قینقاع» ، و«یهود خیبر» ، و«بنی المصطلق» ، قد خسروا الجولة فی نهایة الأمر ، وتواروا عن مسرح الحیاة بعدما قاموا به من انتهاکات کثیرة ، وتحرکات مثیرة ضد الإسلام ، هذا وإن لم یرد التصریح بذکر الیهود فی الآیات السابقة، لکن یستفاد من القرائن الموجودة فی هذه الآیة والآیات المشابهة لها (کالآیة 61 من سورة البقرة التی ذکر فیها اسم الیهود صریحاً) .

إنّ هاتین الآیتین ناظرتان إلى الیهود ، وبالأخص بالنسبة لما جاء فی الآیة الأخیرة من أنّ هؤلاء إنّما یستطیعون أن یمسحوا عن جبینهم وصمة الذل فی صورتین :

الاُولى : فی صورة «الرجوع إلى الله ، وترک العصیان ، والذنب ، والفساد فی الأرض» ، ولا یتمّ ذلک (إلاّ بحبل من الله) .

والثانیة : فی صورة «إتباع الناس والاتکال على الآخرین» ، (وحبل من الناس) .

وهذه الآیة تشیر إلى نفس الظاهرة المشهورة فی حیاة الیهود إلى یومنا هذ ، وتاریخهم یفصح إمّا عن حالة الضیاع والتشرد والذل ، وإمّا عن حالة التبعیة والانقیاد للقوى الاُخرى ، وتسخیر الذات فی خدمة مقاصدهم السیئة ، (وتشاهد الحالة الاُولى فی العصر الأخیر فی عهد النازیین والحالة الاُخرى فی یومنا هذا) .

وبالرغم ممّا ذکره المفسرون من احتمالات متعددة لتفسیر «حبل من الله وحبل من الناس» إلاّ أنّ ما تقدم ذکره آنفاً هو الأنسب ظاهر ، ویمکن الأخذ ببعض تفاسیر هؤلاء بعنوان مصداق لهذا المفهوم الکلی الذی ذکرناه .

 

 

8 ـ إنّا أعطیناک الخیر الکثیر7 ـ الاعجاز القرآنی فی عدم وجود التناقض والاختلاف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma