فی الوقت الذی بُعثَ فیه الرسول (صلى الله علیه وآله) کان عرب الجاهلیة غارقین فی فقر شدید إلى الحد الذی کانوا یقتلون فیه أبناءهم وحتى الذکور منهم أولئک الذین یشکلون الحجر الأساس لحیاتهم المادیة والاقتصادیة ـ لیقللوا عدد الأفواه الجائعة ، قال تعالى: ( وَلاَتَقتُلُوا اَولاَدَکُمْ خَشْیَةَ اِملاَق نَّحنُ نَرزُقُهُمْ وَاِیَّاکُم )(1) . (الإسراء / 31)

وقد جسّم أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) هذا المعنى فی تحلیل جامع فقال (علیه السلام) : « إنّ اللهَ بَعَثَ محمد (صلى الله علیه وآله) نذیراً للعالمین ، وأمیناً على التنزیل وأنتم معشر العرب على شرِ دین وفی شر دار منیخون بین حجارة خُشن وحیّات صُمٍّ ، تَشربونَ الکَدِرَ ، وتأکلونَ الجَشِبَ »(2) .

1. هناک احتمال أنّ هذه الآیة إشارة إلى قتل البنات اللاتی ینظر إلیهن المجتمع باحتقار ویعدهن لوحدهن مخلوقات وضیعة مستهلکة ولکن الاحتمال هنا یشمل الأولاد أیضاً لوجود ضمیر جمع المذکر ولقوله تعالى ( إن قتلهم کان خِطأً کبیر ) ویعود هذا الضمیر إلى الأولاد فی صدر الآیة التی نزلت إمّا بخصوص الأولاد فحسب أو الأولاد والبنات على أقل تقدیر وقد استخدم ضمیر الجمع للمذکر لتغلیب الذکور على الإناث .
2. نهج البلاغة، الخطبة 26 .