9 ـ قصة النجاشی وعلماء الحبشة المسیحیین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
8 ـ القصة المثیرة للسید قطب10 ـ تأثیر القرآن فی اوساط العلماء الاجانب

لقد جاءت أول هجرة للمسلمین إلى الحبشة وذلک بسبب الضغوط والأذى الذی تعرضوا له من مشرکی مکة، ممّا اضطرهم إلى الهجرة إلى الحبشة بأمر من رسول الله(صلى الله علیه وآله)، وقد آواهم ملک الحبشة وعاشوا فیها بأمان.

ویعدُ هذا الأمر من العوامل الرئیسیة التی ساعدت فی انتشار الإسلام بشکل تدریجی فی الحبشة، وکذلک ساعد على انتشار الإسلام فی مکة وذلک لأنّ المسلمین وجدوا لهم مخرجاً، فعندما کانوا یتعرضون للاذى والمضایقة فکّروا أن یهاجروا إلى الحبشة.

یذکر ابن هشام فی تاریخه المعروف ... :

«فلما رأت قریش أنّ أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وآله) قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، وأنّهم قد أصابوا بها داراً وقرار ، اِئتمروا بینهم أن یبعثوا رجلین من قریش جَلْدین إلى النجاشی فیردّهم علیهم لیفتنوهم فی دینهم ویخرجوهم من دارهم التی اطمأنوا بها وأمنوا فیه ، فبعثوا عبد الله بن أبی ربیعة وعمرو بن العاص بن وائل وجمعوا لهما هدایا للنجاشی ولبطارقته... وأمروهما بأمرهم وقالوا لهم : ادفعا إلى کل بَطْریق هدیته قبل أن تکلما النجاشی فیهم ، ثم قدِّما إلى النجاشی هدایاه ، ثم سَلاهُ أن یُسلِّمهم إلیکما قبل أن یُکلِّمهم ، فخرجا حتى قدّما إلى النجاشی هدایاه وقالا لکل بَطْریق منهم : إنّه قد ضوى إلى بلد الملک منّا غلمان سفهاء فارقوا دین قومهم ، ولم یدخلوا فی دینکم ، وجاءوا بدین مبتدع ، لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملک فیهم أشراف قومهم لیردهم إلیهم ، فإذا کلمنا الملک فیهم فأشیروا علیه بأنّ یُسلِّمهم إلینا ولا یُکلِّمهم فإنّ قومهم أعلى بهم عینا وأعلم بما عابوا علیهم .

فقالوا لهم : نعم ، ثم کلّما الملک : یاأیّها الملک ، إنّه قد ضوى إلى بلدک منّا غلمان سفهاء فارقوا دین قومهم ولم یدخلوا فی دینک وجاءوا بدین ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إلیک فیهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إلیهم ، فهم أعلى بهم عیناً وأعلم بما عابوا علیهم وعاتبوهم فیه، فقال بطارقته الذین کانوا حوله : صدقا أیّهالملک ، قومهم أعلى بهم عیناً وأعلم بما عابوا علیهم فأسلمهم إلیهما فلیرداهم إلى بلادهم وقومهم ، فغضب النجاشی ثم قال : لاها الله إذا لا أسلمهم إلیهما ولا یُکادُ قوم جاورونی ونزلوا بلادی واختارونی على من سوای حتى ادعوهم فاسألهم عمّا یقول هذان فی أمرهم ، فإنْ کانوا کما یقولان أسلمتهم إلیهما ورددتهم إلى قومهم وإن کانوا على غیر ذلک منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاورونی . ثم أرسل إلى أصحاب محمد (صلى الله علیه وآله) فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه ؟ قالو : نقول والله ما علمنا وأمرنا به نبیّن (صلى الله علیه وآله) فلما جاءوا وقد دعا النجاشی أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم : ما هذا الدین الذی فارقتم قومکم فیه ولم تدخلوا فی دینی ولا فی دین أحد من هذه الملل ؟ فقال جعفر (علیه السلام): «أیّها الملک کنّا قوماً أهل جاهلیة نعبد الأصنام ونأکل المیتة ونأتی الفواحش ونقطع الأرحام ونسیء الجوار ویأکل القوی منا الضعیف حتى بعث الله إلینا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته ، وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما کنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمر بصدق الحدیث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والکف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأکل مال الیتیم ... وأمرنا بالصلاة والزکاة ، والصیام، فعدد علینا اُمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ماجاء به من الله ... فعدا علینا قومنا فعذبونا وفتنونا عن دیننا لیردونا إلى عبادة الأوثان فخرجنا إلى بلادک ورغبنا فی جوارک ورجونا أن لا نُظلم عندک أیّها الملک »، فقال له النجاشی : هل معک ممّا جاء به عن الله من شیء ؟ قال جعفر : نعم ، قال النجاشی : فاقرأه علیّ ، فقرأ جعفر (علیه السلام) کهیعص ذکِرُ رحمتِ رَبّکَ عَبْدهُ زکریا.... ، فبکى النجاشی حتى اخضلّت لحیته وبکى أساقفته حتى أخضلّت مصاحفهم ... فضرب النجاشی بیده على الأرض ، فأخذ منها عود ، ثم قال : «والله ما عدا عیسى بن مریم ما قلتَ هذا العود إنّ هذا والذی جاء به عیسى لیخرج من مشکاة واحدة، إِنطلق ، فلا والله لا أسلمهم إلیکما ولا یکادون» .

فخرجا من عنده مقبوحین مردوداً علیهما ما جاءا به»(1) .


1. سیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 356 ، بشکل مُلخص .

 

8 ـ القصة المثیرة للسید قطب10 ـ تأثیر القرآن فی اوساط العلماء الاجانب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma