5 ـ قصة اسعد بن زرارة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
4 ـ قصة عثمان بن مظعون6 ـ قصة الأصمعی المثیرة

وردت هذه القصة فی کتاب ( أعلام الورى ) و ( بحار الأنوار ) وقد تحدثت عن الجاذبیة والتأثیر الهائل لآیات القرآن فی نفوس المخاطبین.

و استناداً إلى ( بحار الأنوار ) ننقل الحکایة بصورة موجزة وکمایلی :

«قدم أسعد بن زرارة وذکوان بن عبد قیس فی موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج ، وکان بین الأوس والخزرج حرب قد بقوا فیها دهراً طویلاً وکانوا لا یضعون السلاح لا باللیل ولا بالنهار ، وکان آخر حرب بینهم یوم بعاث ، وکانت للأوس على الخزرج ، فخرج أسعد بن زرارة وذکوان إلى مکة فی عمرة رجب یسألون الحلف على الأوس ، وکان أسعد بن زرارة صدیقاً لعتبة بن ربیعة فنزل علیه فقال له : إنّه کان بیننا وبین قومنا حرب وقد جئنا نطلب الحلف علیهم ، فقال له عتبة : بعدت دارنا من دارکم ، ولنا شغل لا نتفرغ لشیء ، قال : وما شغلکم وأنتم فی حرمکم وأمنکم ؟ قال له عتبة : خرج فینا رجل یدّعی أنّه رسول الله ، سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وأفسد شبابن ، وفرّق جماعتن ، فقال له أسعد : من هو منکم ؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب من أوسطنا شرف ، وأعظمنا بیت ، وکان أسعد وذکوان وجمیع الأوس والخزرج یسمعون من الیهود الذین کانوا بینهم : النضیر وقریظة وقینقاع، أنّ هذا أوان نبی یخرج بمکة یکون مهاجره بالمدینة لنقتلنّکم به یا معشر العرب، فلما سمع ذلک أسعد وقع فی قلبه ما کان سمع من الیهود ، قال : فأین هو ؟ قال : جالس فی الحجر وأنّهم لا یخرجون من شعبهم إلاّ فی الموسم ، فلا تسمع منه ولا تکلمه فانّه ساحر یسحرک بکلامه .

وکان هذا فی وقت محاصرة بنی هاشم فی الشعب، فقال له أسعد : فکیف أصنع وأنا معتمر لابدّ لی أن أطوف بالبیت ؟ قال ضع فی أذنیک القطن ، فدخل أسعد المسجد وقد حشا اُذنیه بالقطن ، فطاف بالبیت ورسول الله جالس فی الحجر مع قوم من بنی هاشم فنظر إلیه نظرة فجازه ، فلما کان فی الشوط الثانی قال فی نفسه ، ما أجد أجهل منّی ؟ أیکون مثل هذا الحدیث بمکة فلا أتعرفه حتى أرجع إلى قومی فأخبرهم ، ثم أخذ القطن من أذنیه ورمى به ، وقال لرسول الله : أنعم صباح ، فرفع رسول الله (صلى الله علیه وآله) رأسه إلیه وقال : «قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذ ، تحیة أهل الجنة : السلام علیکم »، فقال له أسعد : إنّ عهدک بهذا لقریب ،
إلى ما تدعو یا محمد ؟ قال : «إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّی رسول الله ، وأدعوکم إلى « أن لا تشرکوا به شیئا وبالوالدین احساناً ولا تقتلوا أولادکم من إملاق نحن نرزقکم وإیّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التی حرم الله إلاّ بالحق ذلکم وصّاکم به لعلکم تعقلون ولا تقربوا مال الیتیم إلاّ بالتی هی أحسن حتى یبلغ أشده وأوفوا الکیل والمیزان بالقسط لا نکلف نفساً إلاّ وسعه وإذا قلتم فاعدلوا ولو کان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلکم وصّاکم به لعلکم تذکرون » .

فلما سمع أسعد هذا قال له : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّک رسول الله ، یارسول الله بأبی أنت واُمی أنا من أهل یثرب من الخزرج ، وبیننا وبین اخوتنا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها الله بک ، ولا أجد أعزّ منک ، ومعی رجل من قومی فإن دخل فی الأمر رجوت أن یتمم الله لنا أمرنا فیک ، والله یارسول الله لقد کنا نسمع من الیهود خبرک ، ویبشروننا بمخرجک ، ویخبروننا بصفتک ، وارجو أن یکون دارنا دار هجرتک عندن ، فقد أعلمنا الیهود ذلک ، فالحمد لله الذی ساقنی إلیک ، والله ما جئت إلاّ لنطلب الحلف على قومن ، وقد آتانا الله بأفضل ممّا أتیت له. ثم أقبل ذکوان فقال له أسعد : هذا رسول الله الذی کانت الیهود تبشرنا به ، وتخبرنا بصفته ، فهلّم فأسلم ذکوان ، ثم قال : یارسول الله ابعث معنا رجلاً یعلمنا القرآن ، ویدعو الناس إلى أمرک ، فقال رسول الله لمصعب بن عمیر ، وکان فتى حدثاً مترفاً بین أبویه یکرمانه ویفضلانه على أولادهما ولم یخرج من مکة ، فلما أسلم ، جفاه أبواه ، وکان مع رسول الله فی الشعب حتى تغیّر وأصابه الجهد ، وأمره رسول الله بالخروج مع أسعد ، وقد کان تعلم من القرآن کثیر ، فخرجا إلى المدینة ، ومعهما مصعب بن عمیر فقدموا على قومهم وأخبروهم بأمر رسول الله وخبره ، فأجاب من کل بطن الرجل والرجلان (1) .


1. بحار الأنوار، ج 19 ، ص 8 ـ 10 .

 

4 ـ قصة عثمان بن مظعون6 ـ قصة الأصمعی المثیرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma