نقرأ فی سیرة ابن هشام : أنّ أبا سفیان بن حرب وأبا جهل بن هشام والاخنس بن شریق بن عمرو بن وهب الثقفی ، حلیف بنی زهرة خرجوا لیلة لیستمعوا من رسول الله (صلى الله علیه وآله) وهو یصلی ویتلو القرآن فی بیته فأخذ کل رجل منهم مجلساً یستمع منه وکلٌ لا یعلم صاحبه ، فباتوا یستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطریق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض : لا تعودو ، فلو رآکم بعض سفهائکم لأوقعتم فی نفسه شیئ ، ثم انصرفو ، حتى إذا کانت اللیلة الثانیة عاد کل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا یستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقو ، فجمعهم الطریق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ، ثم انصرفوا حتى إذا کانت اللیلة الثالثة أخذ کل رجل منهم مجلسه فباتوا یستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقو ، فجمعهم الطریق ، فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد ألاّ نعود ، فتعاهدوا على ذلک ، ثم تفرقو (1) .
نعم لقد کانت جاذبیة القرآن شدیدة إلى درجة بحیث خضع لها حتى ألدُ الأعداء ، فلو أُزیلت عنهم حجب العصبیة والنعاد والتعلق بالمصالح الشخصیة لآمنوا بالله بصورة قطعیة .