بدون شک أنّ ادّعاء أیّ مدع حول أی قضیة لا یمکن قبوله إلاّ بالدلیل المقنع ، فکیف إذا کانت القضیة غایة فی الأهمیّة مثل نبوّة الأنبیاء والادّعاء بنزول الوحی والارتباط بالله سبحانه ودعوة الناس إلى اتباعهم ؟! .

و على هذا فإنَّ أوّل المسائل التی نواجهها هی مسألة الأدلةُ على نبوة الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) .

وإنَّ هذه الدلائل التی نعلم إجمالاً بتفرعها تقع تحت أربعة عناوین وهی :

1 ـ المعجزات .

2 ـ مضمون الدعوة .

3 ـ أخبار الأنبیاء الماضین والکتب السماویة السابقة .

4 ـ القرائن المختلفة: من دراسة سوابق حیاته واقربائه وأصحابه والوسائل المتخذة للوصول إلى الهدف ، ومقدار تأثیره فی المجتمع ، ومقدار اعتقاده وایثاره فی سبیل هدفه ، والأخلاق والصفات الاُخرى التی تشکل أرضیة لمعرفة صدق ادعائه .

بعد هذه الإشارة المختصرة نعود إلى معجزات النبی (صلى الله علیه وآله) فنقوم ببحث ودراسة للقرآن الذی یعتبر أول وأفضل وأخلد معجزة للنبی (صلى الله علیه وآله) وقبل کل شیء نقرأ منطق القرآن فی وصف نفسه :

1 ـ ( قُل لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى اَن یَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرَآنِ لاَ یَأْتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو کانَ بَعضُهُم لبعض ظَهِیراً ) . (الاسراء / 88 )

2 ـ ( أَمْ یَقُولُونَ افتَرَاهُ قُلْ فَأْتوُا بِعَشْرِ سُوَر مِّثلِهِ مُفَتَریَات وَادْعُوا مَنِ استَطَعتُمْ مِّنْ دُونِ اللَّهِ اِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ ) . ( هود / 13)

3 ـ ( وَاِنْ کُنتُمْ فِى رَیْب مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فأْتُوا بِسُورَة مِّنْ مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَائَکُمْ مِّنْ دُونِ اللَّهِ اِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ * فَاِنْ لَّمْ تَفعَلُوا وَلَنْ تَفعَلُوا فَاَتَّقُوا النَّارَ التَّى وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ اُعِدَّتْ لِلکَافِرِینَ ) . (البقرة / 23 ـ 24)

4 ـ ( أمْ یَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَة مِّثلِهِ وادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِّنْ دَون اللَّهِ اِنْ کُنْتُم صَادِقِینَ ) . (یونس / 38)

5 ـ ( أَمْ یَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لاَّ یُؤْمِنُونَ فَلْیَأْتُوا بِحَدِیث مِّثلِهِ اِنْ کَانُوا صَادِقِینَ ) .(الطور / 33 ـ 34)

6 ـ ( قُلْ فَأْتُوا بِکَتاب مِّنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ اَهدَى مِنْهمَا اَتَّبِعْهُ اِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ * فِاَنْ لَّمْ یَستَجِیبُوا لَکَ فاعْلَمْ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ اَهوَاءَهُم وَمَن اَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ لا یَهدِى القَومَ الظَّالِمِینَ ) . (القصص / 49 ـ 50)

7 ـ ( وَقَالُوا لَوْلاَ اُنزِلَ عَلیَهِ آیَاتٌ مِّنْ رَبِّهِ قُلْ اِنَّمَا الآیَاتُ عِنْدَ اللَّهِ واِنَّمَا أَنَا نَذِیرٌ مُبینٌ * اَوَلَمْ یَکْفِهِمْ اَنَّا اَنَزَلْناَ عَلیْکَ الکِتَابَ یُتلَى عَلَیِهمْ اِنَّ فِى ذَلِکَ لَرَحَمةً وذِکْرى لِقَوم یُؤْمِنُونَ ) . (العنکبوت / 50 ـ 51)