1 ـ کیفیة خلق «آدم» کما ورد فی القرآن وفی العهدین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
الخطوط العریضة للتاریخ فی القرآن:2 ـ لقاء إبراهیم (علیه السلام) بالملائکة

بیّنَ القرآن الکریم (خلقة) الإنسان فی سورة البقرة فی الآیات (30 إلى 37) بالشکل التالی :(وَاِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلمَلاَئِکَةِ اِنـِّى جاعِلٌ فِى الاَْرضِ خَلِیفَةً قَالُوا اَتَجْعَلُ فِیهَا مَنْ یُفْسِدُ فِیَها وَیَسْفِکُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَنُقَدِّسُ لَکَ قَالَ اِنِّى اَعْلَمُ مَالاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الاَسْماءَ کُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلاَئِکَةِ فَقَالَ اَنْبِئُونِى بِاَسْماءِ هَــؤُلاَءِ إنْ کُنْتُم صَادِقِینَ * قَالُوا سُبْحَانَکَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاَّ مَاعَلَّمْتَنَا اِنَّکَ اَنْتَ العَلِیمُ الحَکِیمُ * قَالَ یَاآدَمُ اَنبِئهُمْ بِاَسَمائِهِم فَلَمَّا اَنبَاَهُمْ بِاَسمائِهِم قَالَ اَلَمْ اَقُلْ لَّکُمْ اِنِّى اَعْلَمُ غَیْبَ السَّمَــوَاتِ وَالاَرضِ وَاَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ * وَاِذْ قُلْنا لِلمَلاَئِکةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا اِلاَّ اِبلِیسَ اَبَى وَاَسْتَکْبَرَ وَکَانَ مِنَ الکَافِرِینَ * وَقُلْنَا یَاآدَمُ اسْکُنْ اَنْتَ وَزَوْجُکَ الجَنَّةَ وَکُلاَ مِنَها رَغَداً حَیْثُ شِئْتَُما وَلاَتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونَا مِنَ الظَّالِمِینَ * فاَزَلَّهُمَا الشَّیْطَانُ عَنهَا فاَخْرَجَهُمَا مِمَّا کَانَا فِیهِ وَقُلْنا اهْبِطُوا بَعْضُکُم لِبَعْض عَدُوٌّ وَلَکُمْ فِى الاَرضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ اِلَى حِین * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَّبِّهِ کَلِمات فَتَابَ عَلَیهِ اِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ). (البقرة / 30 ـ 37)وقد أشیر إلى هذا المعنى أیضاً فی سور قرآنیة اُخرى کالأعراف وطه .ویستفاد من الآیة (12) من سورة طه بشکل واضح ، أنّ الشیطان خدع آدم من خلال قوله له : إنّ هذه الشجرة ، شجرة الحیاة الأبدیة ، فی حین أنّ آدم تلقى إنذاراً مُسبقاً یقضی بأنّ الشیطان عدوٌّ لک فلا تغتر بأقواله .وکذلک یستفاد من الآیة (26 و 27) من سورة الأعراف و (121) من سورة طـه هذا المعنى أیضاً هو أنّ آدم وزوجته کانا یرتدیان الأثواب فی الجنّة لکن عندما تناولا من تلک الشجرة المُحرّمة علیهم ، خُلعت عنهما أثواب الجنة .وصنعوا لأنفسهما لباساً من اوراق اشجار الجنة ، واستناداً إلى الآیات السابقة نستنتج مایلی :أول : من الممیزات الأساسیة لشخصیة آدم(علیه السلام) هی نیله مقام الخلافة الإلهیّة وسجود الملائکة له ، وهی نفس حالة اطلاعه على «علم الأسماء» وعلمه بالحقائق والأسرار الکونیة .ثانی : السبب وراء خروج آدم من الجنّة ، هو تناوله من تلک الشجرة التی حُظرت علیه من قبل وإن کان القرآن لم یذکر اسماً لهذه الشجرة ، لکن ظاهر الأمر أنّها کانت تحمل فاکهة طیبة ولذیذة والغایة من الأمر بترکها هو اختبار آدم (علیه السلام) وامتحانه من أجل غربلة إیمانه وصقل إرادته فی مقابل الوساوس النفسانیة والشیطانیة .ویتضح من عبارة (فأزَلَّهُما الشَّیطانُ) معنى أنّ التناول من تلک الشجرة المحظورة لایعدو أن یکون مخاضاً من المخاضات ولیس هو من نوع ارتکاب الذنب والطغیان أمام قدرة الله وانتهاک حرمة العبودیة .والآن نعرج على التوراة لنرى کیف امتزجت هذه الحادثة التاریخیة بأنواع الخرافات والمسائل غیر المنطقیة والصبیانیة ؟جاء فی الفصل الثانی من (سفر التکوین 7 ـ 25) مایلی :* ثم صور الله تعالى آدم من صعید الأرض ونفخ فی انفه نسمة الحیاة ، فأخذ روح آدم ینبض بالحیاة .

* وغرس الله تعالى بستاناً فی الجانب الشرقی من عدن ، وأنزل الإنسان الذی صوره هناک .

* وأنبت الله تعالى کل شجرة بدیعة ولذیذة المطعم ، وانبت شجرة الحیاة وسط البستان وشجرة المعرفة (بالحسن والقبُح) ... * وأخذ الله تعالى آدم وأنزله فی بستان عدن لیرعاه ویحرسه . * وأمر الله تعالى آدم وقال انک مخیر بأنّ تأکل من کل اشجار البستان . * ولکن لا تأکل من شجرة المعرفة ، لأنک ستستحق الموت حین تناولک منه ... * وکان آدم وزوجته کلاهما عاریین ولا یستحیان .ووردت تتمة هذه الواقعة فی الفصل الثالث من (سفر التکوین) نفسه على النحو التالی :1 ـ خلق الله الأفعى (الشیطان) أمکر من کل ذی روح یدب على وجه الصحراء ، فقالت للمرأة : هل قال الله حقاً لا تأکلا من جمیع أشجار البستان .

2 ـ وقالت المرأة للافعى بأننا نأکل من فاکهة أشجار البستان .

3 ـ إلاّ أنّ الله تعالى أمرنا بأنّ لا نأکل من ثمار الشجرة التی فی وسط البستان ولا نلمسها حتى لا نموت .

4 ـ وقالت الأفعى للمرأة وبالطبع لا تموتان .

5 ـ الحقیقة أنّ الله یعلم أنکما یوم تأکلان منها تتنور بصیرتکم ، وتصبحان کالآلهة (الملائکة) الذین یعلمون الحسن والقبح .

6 ـ فرأت المرأة أنّ من الصلاح أن تأکل من الشجرة التی تبدو رائعة المنظر ، جذابة لمن یعشق المعرفة فوظفت من ثمارها واکلت واعطت لزوجها أیضاً فأکل .

7 ـ حینئذ تنورت بصیرتهم ، وعلما أنّهما عاریان فحاکا من أوراق شجرة التین إزاراً لهما.

8 ـ وسمعا صوت الله تعالى حینما کان یتبختر صباحاً فی البستان ، فاختفى آدم وزوجته بعیداً عن حضرة الله بین الأشجار .

9 ـ ونادى الله آدم وقال له این أنت ؟

10 ـ فأجابه إننی سمعت نداءک فی البستان وأصابنی الهلع ، لأننی عار من اللباس ولهذا اختفیت .

11ـ فقال الله من قال لک إنّک عار ؟ هل تناولت من الشجرة التی أمرتک أن لا تأکل منه ؟

12ـ وقال آدم: إنّ المرأة التی منحتها لی لتکون معی هی التی أعطتنی من تلک الشجرة فأکلت.

13 ـ وقال الله تعالى للمرأة ما هذا الذی فعلت ؟ قالت المرأة لقد أغوتنی الأفعى فأکلت .

14 ـ وقال الله تعالى للأفعى : لأنک فعلت ذلک فأنت ملعونة من بین کل البهائم ، والحیوانات الصحراویة ستمشین على بطنک وستأکلین التراب طیلة أیّام حیاتک ...

22 ـ وقال الله تعالى نظراً لأنّ آدم أصبح واحداً منّا لعلمه بالحسن والقبح ، فلا ینبغی أن یمد یده إلى شجرة الحیاة أیضاً فیأکل منها ویعیش عیشاً أبدی .23 ـ إذن لهذا السبب ابعده الله تعالى من بستان عدن ، لیشتغل بزراعة الأرض التی نشأ منه .24 ـ وأبعد آدم واسکن الکروبیین (الملائکة) فی الجانب الشرقی من «بستان عدن» وکانوا یطوفون حول شجرة الحیاة بالسیف البتار لیحرسونها .وخلاصة ما جاء فی التوراة بصدد تاریخ خلق آدم وخروجه من الجنّة على النحو التالی :خلق الله آدم ، وأسکنه بستاناً فی الجانب الشرقی من عدن ،لیرعاه ، وختم هذا البستان بین أشجاره شجرتین .إحداهم : (شجرة العلم، بالحسن والقبح) وهی شجرة یحصل من یأکل من ثمارها على العقل والذکاء ، ولأنّ آدم لم یکن قد تناول منها شیئ ، فلم یدرک معنى الحسن والقبح . ولهذا السبب لم یستح من عُریه هو وزوجته قط ، والاُخرى : کانت (شجرة الحیاة) ومن أکل منها حَظی بالعمر الخالد . وأمر الله تعالى آدم أن لا یتناول شیئاً من شجرة العلم، المعرفة والحسن والقبح على الاطلاق وإلاّ فسیموت ، وسرعان ما ألقى الشیطان وسواسه فی روع زوجة آدم (حواء) وقال له : لِمَ لا تأکلین من (شجرة العلم ، والمعرفة) لأنّک لو أکلت لانُیرت بصیرتک ولاطّلعت على الحسن والقبح کالملائکة ، وکان منظر تلک الشجرة جذاباً جمیل ، ومن ثمّ أکلت منها حواء واعطت منها لآدم أیضاً فتفتحت عیناهم ، واطلعا على الحسن والقبح ، وأدرکا قبح العری فصنعا من الورق العریض لشجرة التین ستراً لهما وربطوه حولهم ، حینما کان الله تعالى یتمشى فی الجنّة عمد آدم إلى اخفاء نفسه بین أشجاره ، فلم یشاهده الله تعالى وناداه أین أنت ؟ فأجاب الله تعالى إنّی هنا بین الأشجار وقد أخفیت نفسی لأننی عار فسأله الله تعالى : من أین علمت أنّک عار ؟ لعلک تناولت شیئاً من شجرة الحسن والقبح (شجرة العلم والمعرفة) ، فالقى التبعة على عاتق زوجته ، لما عُوتبت حواء ألقت التبعة على عاتق الأفعى (الشیطان) ، هنا عاقب الله الأفعى ، بأنّ تزحف على بطنه ، وتأکل من تراب الأرض طیلة حیاته .من ناحیة اُخرى ، بعد أن تناول آدم من ( شجرة العلم والمعرفة ) وأصبح کأحد الآلهة ، احترس الله تعالى من أن یتناول من (شجرة الحیاة) أیضاً ویحظى بالعمر الخالد . ولذلک اصدر الله تعالى أمراً بإخراجه من الجنّة وأمر الملائکة أن یحرسوا شجرة الحیاة بالسیف البتار لئلا یقترب منها آدم .ولا یخفى علینا أنّ هذا هو التوراة نفسه الذی یعد الیوم (الکتاب المقدس) لجمیع یهود ومسیحیی العالم ، ویؤمن جمیعهم بمحتواه ویعتقدون أنّه الکتاب عینه الذی کان فی أیدی الیهود والنصارى فی عصر نزول القرآن . وبطبیعة الحال فإنّنا لا نعتقد بوجود مثل هذا النوع من الخرافات الصبیانیة المبتذلة فی الکتاب السماوی لموسى (علیه السلام) ، أو أنّ الأنبیاء بعده دافعوا عنه ، ولکن على أی حال احتوت هذه الاُسطورة الغریبة على اُمور جارحة فی حق الله تعالى ، بحیث إنّ کل واحدة منها أشنع من الاُخرى ومن جملته :1 ـ نسبة الکذب إلى الله تعالى استناداً إلى ما نقلوه من قوله أنّکما لو تناولتما شیئاً من شجرة (العلم والمعرفة) فستموتان .2 ـ نسبة البخل إلیه جل وعلا بمانقلوه من أنّه لم یوافق على أن یأکل آدم وحواء من شجرة العلم والمعرفة ، فیحظیا بالعقل والإدراک وکان یرید لهما البقاء على جهلهما وعدم معرفتهم .3 ـ إنّ الله تعالى لم یمنحهما العقل والعلم الکافیین لیدرکا قبح کونهما عاریین ، بل وکان تعالى کثیراً ما یرتضی لهما هذه الحالة .4 ـ القول بأنّ له جسماً وأنّه یتمشى على قدمیه فی البستان ، وفی الوقت نفسه یغفل ولا یعلم بما یدور حوله ، بحیث یمکن لآدم وحواء أن یتواریا عن نظره وکل واحد من تلک الاُمور یعد کفر ، ولا ینسجم مع مقام الألوهیة اطلاق .5 ـ إنّ الشیطان (نعوذ بالله) أشد حرصاً من الله تعالى على آدم وحواء لأنّه أرشدهما إلى معرفة الحسن والقبح ، وهو لم یکف عن اضلاله فحسب بل دعاهما إلى طریق التکامل ، بینما الحقیقة هی أننا ندین الشیطان فی علومنا ومعارفن .6 ـ إنَّ الجنة منزل الجهال والأغبیاء لأنّ الله أخرج آدم وحواء من الجنّة بجریرة حصولهما على العلم .7 ـ إنّ الشیطان إنّما لعن وطرد من ساحة الرحمة الإلهیّة ، لأنّه کان یطلب الخیر لآدم ، فعوقب من دون أن یرتکب ذنباً معین . وکذلک فیما یخص الخرافات الاُخرى ، کالعلم والمعرفة والحیاة ، وثمار أشجار البستان ، أو أنّ غذاء الأفعى هو التراب دائم ، وأمثال ذلک . والآن یمکننا اجراء مقارنة بسیطة بین ما بینه القرآن فی صدد تاریخ نشوء آدم وصراعه مع الشیطان ، وبین ما قرأناه فی العبارات السابقة ، لنعلم أیّهما هو الکتاب السماوی وأیّهما نتاج عقل إنسان جاهل ؟

 

الخطوط العریضة للتاریخ فی القرآن:2 ـ لقاء إبراهیم (علیه السلام) بالملائکة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma