8 ـ التطور السریع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
7 ـ من هم المؤمنون به ؟تمهید :

إنّ التطور السریع ، والتقدم الخارق لدین م ، وإیجاده لتحول عظیم وواسع ، یمکنه أن یشکل قرینة اُخرى على أصالته وحقانیته ، لأنّ تأثیراً کهذا یکون ممکناً فقط إذا کانت قواعد هذا الدین مستندة إلى فطرة الحیاة وواقعیاته ، ومنطبقة مع قوانین الخلق والإبداع ، أی نفس القوانین المتحکمة بحیاة البشر .

فالقانون غیر الفطری ، وغیر المنسجم مع الترکیب النفسی والبدنی للإنسان، یتقدم بصعوبة بالغة ، وإذا تقدم فبسبب استخدام عوامل سلطویة مشددة ، فمثلاً فی بدایة دعوة الشیوعیة لنفسها کان لها تقدم سریع ومثیر ، ولکننا نعرف جمیعاً أنّ ذلک تمّ باللجوء إلى استخدام القوّة وسفک الدماء والدکتاتوریة الشدیدة ، فی حین أنّ التقدم الفکری السریع والعمیق إذا جرى فی عمق أفکار المجتمع کان دلالة على أصالته ، ونحن نعلم بأنّ الإسلام قد انتشر فی مناطق شاسعة فی القرون الاُولى من ظهوره بدون أن تطأها أقدام حتى جندی مسلم واحد .

على کل حال إنّ الانتشار السریع للإسلام فی ظاهر المجتمع البشری وباطنه ، وبمناطق شاسعة من هذا العالم ، وذلک فی خلال برهة زمنیة قصیرة أیض ، لیس بالشیء الذی یبقى خافیاً على أحد ، والمثیر أنّ هذا الدین ظهر فی منطقة نصف متوحشة ، وبسط نفوذه على کل العالم المتمدن فی ذلک الزمان وفی مدّة وجیزة .

وهذا النفوذ السریع والشامل لازال یشکل لغزاً مُحیّراً للمؤرخین الکبار من غیر المسلمین ، وکنموذج على ذلک :

1 ـ عندما یصل مؤلفو کتاب (حضارة الغرب ومرتکزاتها فی الشرق) وهم ثلاثة من العلماء الغربیین المعروفین ـ إلى فصل ظهور وانتشار الإسلام ، یعترفون بصراحة قائلین : «کل المحاولات التی جرت لمعرفة الإسلام وانتشاره السریع ـ إلى الحد الذی استطاع أن یبسط ظلاله على القسم الأعظم من العالم المتحضر آنئذ فی أقل من قرن ـ وعلى الرغم من کل التفسیرات والتحلیلات التی وردت عن هذه الحقبة التاریخیة فلا زالت هذه القضیة باقیة على شکل لغز من الألغاز»(1) .

2 ـ کتبت السیدة (فاغلری) العالمة الاوربیة المعروفة کتاباً بعنوان (انتشار الإسلام السریع) یمکن اعتباره شاهداً آخر على هذه المسألة ، إذ اعتبرت الانتشار السریع للإسلام بأنّه أمر اعجازی ، کما أنّ القرآن کتابٌ اعجازىٌّ لا یمکن أبداً لمحمد (صلى الله علیه وآله) العربی الاُمی أن یبتدعه .

3 ـ وعبَّر باحث ایطالی فی أحد فصول کتابه عن تاریخ الریاضیات حول (الریاضیات عند المسلمین) بأنّها احدى معجزات العرب .

واعتبر أنّ ما أحدثه الإسلام سریعا وعمیقاً إلى درجة یعجز المنطق والتعبیر العادی عن تفسیره .

ثم یضیف : «إنّ ما ینسبه البعض من المسلمین للمشیئة والقدرة الربانیة فی ظهور الإسلام وثقافته ... هو فی الحقیقة دلالة على أنّ أصل تطور الحضارة البشریة هذا کان غیر متلائم مع موازین إمکانات ومقتضیات تلک الأزمنة إلى الحد الذی جعلهم لم یستطیعوا أن یجدوا له تفسیرا سوى مشیئة الله وتقدیره»(2) .

4 ـ یقول الکاتب الانجلیزی الشهیر (برنارد شو) فی أحد کتبه حول عظمة نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) : «إننی أنظر دائماً إلى دین محمد (صلى الله علیه وآله) باحترام کبیر ، لأنّه یتمتع بحرکة وطراوة عجیبة ، وأعتقد بأنّ الإسلام هو الدین الوحید الذی یتطابق مع أدوار الحیاة المختلفة ، ویتلائم مع کل عصر وزمان ... نحن ننظر إلى القرآن ککتاب لمحمد (صلى الله علیه وآله) بنفس التعظیم والثقة التی ینظر فیها المسلمون له ویعتبرونه کتاب الله»(3) .

5 ـ یتنبأ هذا العالم الانجلیزی (برنارد شو) فی مقال عن جاذبیة الإسلام وانتشاره ویقول : «إنّ الإسلام وبما یمتلکه من نفوذ معنوی یزید باضطراد من اتباعه خاصةً فی البلدان الاوربیة»(4) .

وإذا أردنا جمع شهادات المؤرخین المسلمین وغیر المسلمین حول هذا الموضوع فإنّها تشکل کتابا ضخم ، لذا نکتفی بهذا المقدار :

1 ـ الأخلاق والصفات الخاصة الاُخرى لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) بذاتها شاهد معبر على أنّه یبتغی هدفاً مقدس ، وینفذ مهمّة إلهیة ، ولم تلاحظ أی علامة من علامات المدعین الکاذبین ومنتهزی الفرص المنتفعین فی أخلاقیاته .

وأشارت کل کتب التاریخ تقریباً ـ سواء التواریخ التی کتبها المسلمون أو غیر المسلمین ـ إلى قضیة نزاهته وأمانته وإلى ذلک الحد الذی یعرف فیه کل الناس هذه الصفات حتى فی الجاهلیة ویلقبونه بـ(الأمین) ، بل وبعد ظهور الإسلام کذلک کان معارضوه وأعداؤه یودعونه أماناتهم ، ولهذا السبب عندما أراد النبی(صلى الله علیه وآله) الهجرة إلى المدینة بعد مضی (13) عاماً من ظهور الإسلام أمر علی (علیه السلام) أن یبقى فی مکة لیعید للناس أماناتهم ثم یهاجر إلى المدینة .

ومن المناسب أن نتأمل فی هذا الحدیث عن لسان الآخرین ، لنرى ما لدى أولئک الذین هم غرباء عنه فی الظاهر من شهادات صریحة عن هذا الموضوع :

ینقل عن کتاب (الاعتذار إلى محمد (صلى الله علیه وآله)) للانجلیزی (جان دیفن بورت) قوله : «بلا شک إذا لم نأت به «محمد» کواحد من نوادر العالم وکأطهر نابغة استطاع الکون تربیتهم حتى الآن ، فیجب أن نعتبرهُ من أعظم البشر ، والشخصیة الوحیدة التی یمکن لقارة آسیا أن تفتخر بوجود هکذا ابن لها»(5) .

2 ـ فی کتاب (محمد رسول الله (صلى الله علیه وآله)) نقلاً عن کتاب (الإسلام من وجهة نظر فولتیر) أن (نابلیون) قال منتقداً (مسرحیة فولتیر) التی وردت فیها اهانات لساحة الرسول (صلى الله علیه وآله) : «إنّ فولتیر خان التاریخ والوجدان الإنسانی لأنّه أنکر السجایا السامیة لمحمد (صلى الله علیه وآله) ، وصور هذا الرجل العظیم الذی سلط نوراً إلهیاً على وجوه العاملین ، على صورة موجود آخر»(6) .

3 ـ وصدفة أنّ (فولتیر) نفسه غیر رأیه بهذه المسرحیة المهینة أواخر عمره واعترف صراحة بالقول : «یوجد فی محمد شیء یدفع الجمیع لاحترامه ، وأننی أسأت کثیراً بحق محمد» (7) .

4 ـ جاء فی کتاب (دائرة المعارف البریطانیة) فی ذیل کلمة (القرآن) : «یعتبر محمد من بین الرجال والشخصیات الدینیة العظیمة فی العالم، أکثر الشخصیات توفیقا وظفر ، وکانت رسالته مرادفة للنجاح والانتصار»(8) .

5 ـ یقول الفرنسی (غوستاف لوبون) مؤلف الکتاب المعروف (حضارة الإسلام والعرب) : «إنّ بساطة ووضوح اُصول العقائد الإسلامیة بالإضافة إلى التعامل مع الناس بالعدل والاحسان الذی طبع وجه الدین الإسلامی بطابعه المنیر صار سبباً فی أن یبسط نفوذه على وجه الأرض کلها» .

6 ـ یقول (لامارتین) الشاعر الفرنسی المعروف بعد بیان مفصل فی مدح نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) : «هذا هو محمد الذی لو أردنا أن نزنَ عظمته بأی میزان فإننا سوف نضطر للقول : بأنّه ما من رجل فی العالم أعظم من محمد»(9) .

7 ـ طبیب وکاتب لبنانی مسیحی معروف اعتبر فی أشعاره التی نظمها عن (نبی الإسلام)(صلى الله علیه وآله) بأنّه أفضل مدبر وحکیم وعالم ، ورب للکرم والکلام ، ورجل العقل والسیاسة ، وبطل میدان المعارک ، ووصفه بصفات لیس لها نظیر(10) .

8 ـ مع أنّ البعض من مؤرخی الغرب المغرضین والمنتفعین حاولوا أن یعطوا صورة عن نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) مخالفة للواقع ، ولکن الرد علیهم هو نفس الرد الذی کتبه أحد من باحثیهم باسم (یوحنا واکنبرت) الذی انتقد فی کتابه (محمد والإسلام) الکتاب المتعصبین والمغرضین الذین کتبوا عن نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) خلافاً للحقیقة، یقول : «بالقدر الذی یعود فیه الشخص إلى الحقائق المعتبرة تاریخی ، والمصادر الموثقة والصحیحة التی کتبت عن أقوال وأفعال وحالات محمد فسوف یبدو فی نظره شاتمو هذا النبی أمثال (مارکس) و(برایدر) وسائر هؤلاء الأشخاص توافه وحقراء وضعفاء جدّاً»(11).

ملخص القول : لیس أصدقاؤه واتباعه فحسب ، بل ومخالفوه والبعیدون عنه تحدثوا عن صفاته وسجایاه وملکاته الأخلاقیة الفاضلة ، وبرامج حیاته الشخصیة والاجتماعیة القیمة بالقدر الذی لو جمعت أقوالهم هذه لشکلت عدة کتب کبیرة .

من مجموع هذه القرائن العشر التی کان لنا فی کل منها إشارة عابرة ، یمکن أن نستنتج بأنّه کان نبیّاً صادقاً ورسولاً حقیقیاً ومبعوثاً من الله العظیم ، ولا یوجد فی ذلک أدنى شک أو تردد وحتى لو غضضنا النظر عن کل معجزاته وخوارق العادات التی جاء بها.

هذا الدلیل یعتبر کافیاً لوحده ، بل وکما أشرنا سابقاً أیضاً أنّ هذا الدلیل بالنسبة للعلماء أسمى وأعلى من المعجزات .


1. حضارة الغرب ومرتکزاتها فی الشرق، فصل ظهور الإسلام وانتشاره .
2. قاموس دارسی الشؤون الإسلامیة الأجانب، ج1، ص 60، تألیف حسین عبد اللهی خوروش (باللغة الفارسیة).
3. المصدر السابق، ج 1، ص 74.
4. المصدر السابق ، ج 2، ص 505.
5. عذر التقصیر إلى ساحة محمد والقرآن، ص 14 (فارسی) .
6. محمد رسول الله، ص 142 .
7. محمد رسول اللّه، ص 143 .
8. دائرة المعارف البریطانیة ، مادة (قرآن) .
9. نقلاً عن کتاب (تاریخ ترکیا) حسب کتاب (قاموس دارسی الشؤون الإسلامیة، الاجانب) ص 61 (فارسی) .
10. قاموس دارسی الشؤون الإسلامیة الاجانب، ص 534 (فارسی) .
11. محمد من وجهة نظر الآخرین، نقلاً عن قاموس دارسی الشؤون الإسلامیة، الاجانب، ج1 ، ص 164 (فارسی) .

 

7 ـ من هم المؤمنون به ؟تمهید :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma