ومن جملتها مسألة اللحوم المحللة والمحرمة والقوانین المخزیة الفارغة التی کانوا یسنونها لأنفسهم کما ذکر ذلک القرآن الکریم: ( وَقَالُوا هَذِهِ اَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ یَطعَمُهَا اِلاَّ مَنْ نَّشاءُ بِزَعمِهِم وَاَنعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا ). (الأنعام/ 138 )
ویقول فی الآیة التی بعده : ( وَقَالُوا مَا فِى بُطُونِ هذِهِ الاَنعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُکُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلَى اَزوَاجِنَا وَاِنْ یَکُنْ مَّیْتَةً فَهُم فِیهِ شُرَکَاءُ ). (الأنعام/ 139 )
وقد وعَد القرآن أصحاب تلک البِدع القبیحة التی ابتدعوها بالخسران کما ورد فی ذیل هذه الآیات من قوله تعالى : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا اَولاَدَهُم سفَهًا بِغَیرِ عِلم وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَد ضَلُّوا وَمَاکَانُوا مُهتَدِینَ ). (الأنعام/140)
حتى أنّهم قد حرَّموا بعض السنن الباقیة من الأنبیاء (علیهم السلام) وأصبحت غیر مؤثرة مثل سُنة تحریم القتال فی الاشهر الحرم ( ذی القعدة ، ذی الحجة ، محرم ، رجب ) حیث کان ذلک المعتقد عاملاً مهماً فی منعهم عن سفک وإراقة دمائهم، لکن تلک السُنة الخرافیة ( النسیء ) کانت تبطل تأثیرها، فمتى ما أرادوا تجاوز حرمة هذه الأشهر الحُرم ، قالوا لا مانعَ من جعل شهر آخر مکان هذا الشهر، فعابَ علیهم القرآن هذا العمل السیء بقوله تعالى : ( اِنَّمَا النَّسِىءُ زِیادَةٌ فىِ الکُفرِ ). (التوبة / 37)
إنّ الحج وزیارة بیت اللهِ الحرام التی کانت من سنن إبراهیم (علیه السلام) ودافعاً إلى الوحدة والتقرب إلى الله سبحانه ، قد تلوث بخرافاتهم ولم تصبح سبباً وعاملاً للابتعاد عن الله سبحانه فحسب بل وللتفرقة والتشتت بین الناس ، لأنّ التعصب للقومیة والشرک وعبادة الأصنام کانت سائدة علیه .