2 ـ لقاء إبراهیم (علیه السلام) بالملائکة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
1 ـ کیفیة خلق «آدم» کما ورد فی القرآن وفی العهدین3 ـ منشأ اختلاف اللغات

یبیّن القرآن الکریم قصة مجیء الملائکة إلى إبراهیم فی حالة مسیرتهم إلى قوم (لوط) لإنزال العقاب بحقهم فی قوله تعالى، على النحو التالی :

(وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا اِبْرَاهِیمَ بالبُشْرَى قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ اَن جَاءَ بِعِجْل حَنِیذ * فَلَمَّا رَءَآ اَیْدِیَهُمْ لاَ تَصِلُ اِلَیهِ نَکِرَهُمْ وَاَوْجَسَ مِنْهُم خِیفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ اِنَّا اُرْسِلْنَا اِلَى قَومِ لُوط * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِکَتْ فَبَشَّرنَاهَا بِاِسحقَ وَمِنْ وَرَاءِ اِسحقَ یَعْقُوبَ * قَالَتْ یَاوَیْلَتَى ءَأَلِدُ وَاَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلى شَیْخاً إِنَّ هَذَا لَشَىءٌ عَجِیبٌ * قَالُوا أتَعْجَبِینَ مِنْ أَمِرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ عَلَیْکُم اَهْلَ البَیْتِ إِنّهُ حَمِیدٌ مَّجِیدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ اِبْرَاهیِمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ البُشْرَى یُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوط * إِنَّ اِبْرَاهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُنِیبٌ * یَااِبْرَاهِیمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّکَ وإِنَّّهُم آتِیِهِم عَذَابٌ غَیْرُ مَرْدُود). (هود / 69 ـ 76)فی هذا المقطع التاریخی لا نواجه شیئا غریباً ومعقداً وغیر متعارف أو غیر منطقی مطلق ، فالقصة واضحة المعالم بکل تفاصیله : حیث أمر الله الملائکة بمعاقبة قوم لوط (علیه السلام)، وقبل ذلک جاءوا إلى إبراهیم(علیه السلام) یبشرونه بأنّه سیرزق ولد ، فقرر أن یطعمهم ، وسرعان ما اطلع على حقیقة الأمر وأراد أن یشفع لقوم لوط(علیه السلام) لیدفع العذاب عنهم ، غیر أنّ الأمر قد انتهى فقوم لوط لا یستحقون الشفاعة ، ثم یبشرونه وزوجته بولادة ابن لهما، وتنتهی فصول هذه القصة .ولکن لنرى ماذا نسج الکتاب المقدس ـ (کما یسمونه) ، وهو مورد قبول الیهود والنصارى من أساطیر فی هذا المجال وما الذی طرحه من مسائل غیر منطقیة ؟نقرأ فی الفصل الثامن عشر من سفر التکوین مایلی :«وظهر الله تعالى فی معبر یسمى «بلوطستان» بینما کان (إبراهیم) جالساً على باب الخیمة فی یوم قائظ ، وما أن فتح عینیه حتى رأى ثلاثة أشخاص واقفین أمامه . وحینما رآه أخذ یعدو من الخیمة لاستقباله وانحنى إلى الأرض وقال: سیدی الآن وقد حزتُ على التفاتة منک أرجوک ألاّ ترحل قبل أن آتیک بقلیل من الماء لأغسل رجلیک، وتستریح تحت هذه الشجرة وسأجلب بعض الخبز لتقوی به قلبک، وبعد ذلک أرحل لأنّهم سیقولون لقد عمل کما أمره عندما عبر بالقرب منی .ثمّ هرع إبراهیم إلى (سارة) فی الخیمة ، وقال : عجلی فی ثلاثة مکاییل من الحنطة أعجنیها واخبزیها أقراصاً بالتنور ، ثم اسرع إبراهیم إلى قطیع الأبقار وأخذ عجلاً ذکراً یافعاً واعطاه لشاب فأعده وحضره بسرعة ثم حمل الزبد والحلیب مع العجل الذی أحضره ووضعه أمامه ووقف بالقرب منه تحت تلک الشجرة لیتناول طعامه!ثمّ قال له: أین امرأتک سارة؟ فقال :ها هی فی الخیمة ، وقال آخر : سأعید لک عمرک وهذه امرأتک سارة سیکون لها ولدٌ ، وکانت سارة عند باب الخیمة وراءه تسمع ذلک وهی وإبراهیم کانا عجوزین طاعنین فی السن ، وانقطعت عن سارة عادة النساء ضحکت سارة من دون قصد، وقالت : بعد أن هرمت أنا وزوجی هل یمکن أن أکون مسرورة ؟ ! ثم قال الله تعالى لإبراهیم: لماذا ضحکت سارة ؟ قالت : هل سألد حقّاً بعدما أصبحت عجوز ، وهل یصعب على الله أمر م ، والحال سأعید لک عمرک فی الوقت الموعود ، وسیکون لسارة ولد ، وانکرت سارة وقالت : لم أضحک ، لأنّها ذعرت، فقال : لیس کذلک بل ضحکت حق ! ونهض هذا الشخص من هناک واتجه إلى سدوم وشایعه إبراهیم لیسلک الطریق .وقال الله : لا أخفی على إبراهیم الأمر الذی أفعله ، لأنّ إبراهیم سیکون حقاً قوماً عظیماً وکبیراً وتتبرک به کافة طوائف الأرض ...

وقال الله تعالى: حیث إنّ صیحة (سدوم) و(عموراه) وعالیة ذنوبهم عظیمة فسأهبط لأرى هل قاموا بهذه الصیحة کما أخبرت ، وإذا لم یکن کذلک فسأطلع على الأمر ، وتوجه هؤلاء الأشخاص من هناک وتحرکوا باتجاه (سدوم) والحال أنّ إبراهیم لازال واقفاً أمام الله ، ثم أخذ إبراهیم یتقرب وقال : هل ستقوم باهلاک الصالح مع الطالح حقاً؟ من الممکن أن یوجد 50 فرداً صالح ، فی أعماق المدینة ، هل یمکن أن تهلک المکان ولا تنقذه بسبب مایوجد فی الأعماق من 50 فرد صالح ، حاشا لک أن تقوم بهذا العمل وتهلک الصالحین مع الطالحین فیکون الصالح مساویاً للطالح، حاشا لک ، هل یمکن لمن یحکم الأرض بأجمعها أن لا یکون عادلاً؟

ثم قال الله تعالى: إذا وجدت 50 فرداً صالحاً فی وسط مدینة سدوم فسأخلص کافة أهل ذلک المکان بسببهم ، وقال إبراهیم فی الجواب : الآن وقد شرعت فی الکلام من التراب والرماد ، أطلب من سیدی ، لو انقصنا خمسة أفراد من مجموع 50 فرد صالح .. هل یمکن أن تهلک کل أهل المدینة بسبب أولئک الخمسة أفراد؟ فقال الله : لو وجدت 45 فرداً لما أهلکته .

وتحدث معه مرة اُخرى ، قال لو وجد فیها 40 شخص ، فقال هو : لا أقوم بهذا الأمر بسبب 40 شخص ، وقال: إبراهیم أرجو أن لا یغضب سیدی حتى أتکلم بل وجد فیها 30 شخص ، قال: لو وجدت فیها 30 شخصا لما فعلت ذلک .

وقال اُخرى: والآن وقد منح لی أن أتکلم مع سیدی ، بل وجد هناک 20 شخص ، قال هو لا أهلکها بسبب 20 شخص ، وقال تارة اُخرى ، أرجو أن لا یغضب سیدی حتى أتکلم مرّة اُخرى بل وجد هناک 10 أشخاص ، فقال هو سوف لا أهلکلهم بسبب 10 أشخاص وعندما قضى الله الکلام مع إبراهیم بدأ المسیر وعاد إبراهیم إلى مکانه »(1) .

استناداً إلى هذه المخطوطة فی التوراة إطلع الله تعالى وثلاثة من الملائکة على إبراهیم فی معبر یدعى «بلوطستان» فی أحد الأیّام الحارة ، ویقوم إبراهیم باستقبال الملائکة الثلاثة استقبالاً حار ، وهم بدورهم یتناولون من طعامه (وفهم البعض من هذه العبارة أنّ الله تعالى أکل من طعامه!! وأنّ هؤلاء النفر الثلاثة کانوا من المظاهر الثلاثیة لله وفقاً لعقیدة التثلیث) وعلى کل حال حمل الله البشارة إلى «سارة» بأنها سترزق ولد ، إلاّ أنّ سارة ضحکت وعاتب الله سارة بالقول لماذا ضحکت فأنکرت ذلک بأنّها لم تضحک إلاّ أنّ الله أکد علیها بأنّک ضحکت .

ثم إنّ هؤلاء عزموا على الرحیل وأخذ إبراهیم یشایعهم ، وفی منتصف الطریق یحدث الله نفسه بأنّه لماذا لا یخبر إبراهیم بالقرار الذی یرید أن یتخذه فی حق قوم لوط ، لذلک قال له : سمعت ضجة کبیرة من بلاد قوم لوط وقد نقل عنهم ارتکابهم لمعاصی کثیرة ، فهبطت من السماء لاحقق النظر فیما أخبرت به هل کان صحیحاً أم ل ، وإذا کان صحیحاً فسأبیدهم عن آخرهم ، ثم إنّ هؤلاء الثلاثة تحرکوا تجاه «سدوم» غیر أنّ إبراهیم لم یزل واقفاً أمام الله تعالى ، وبدأ بالمحاورة والمجادلة أو بالاصطلاح (الرد والبدل) فقال : لیس من العدالة بمکان أن تهلک هذه البلاد لو وجد فیها 50 فرداً صالح ، فطمأنه الله تعالى على أنّه لو وجد فیها ذلک لما أهلکهم ، ثم یبدأ إبراهیم بالعد التنازلی بشیء من الحیطة والحذر ، وفی کل مرة یشرع فی حدیثه یطلب العفو والمسامحة لئلا یغضب الله تعالى ، حتى أنّه قال مرتین بصراحة : (أرجو أن لا یسبب ذلک فی ازعاجک وغضبک) إلى أن وصل العدد إلى عشرة ، ویبدو أنّ إبراهیم لم یجرأ على التنزل أکثر من ذلک ، لذا فی هذه الحالة اختار السکوت على مواصلة الحدیث ، ولما وصلت المحاورة إلى طریق مسدود ، انتهى کلام الله مع إبراهیم وتحرک الله تعالى باتجاه (سدوم) وعاد إبراهیم إلى مقره الأصلی ، وانطلاقاً من أنّ المقصود من الله عزّ وجلّ فی هذه الآیات (أو بالأصح ، الجُمل) هو نفس باری هذا الکون یمکن أن نستنتج المطالب التالیة .

أ) نسبة الجسمانیة إلى الله تعالى وقد لاحظنا هذا الموضوع فی موارد متعددة من هذه العبارات .

ب) نسبة الجهل إلى الله تعالى وذلک بقوله هبطت إلى الأرض ، لاحقق النظر فی شأن قوم لوط .

ج) التعصب والتشدد الإلهی ! بحیث یلتمس منه إبراهیم أن لا یغضب ، وکان یتوسل بالحیل اللطیفة ، من أجل النزول بحالة الغلظة والحدة الإلهیّة ازاء عباده إلى ادنى مستوى ممکن!

د) الملائکة یتناولون الطعام!

هـ) (سارة) تلک المرأة المؤمنة العارفة ضحکت على أثر بشارة الله ثم بعد ذلک أنکرت أیض .

هذه من نقاط الضعف الواضحة لهذه الاسطورة الکاذبة فی التوراة المحرفة التی نسبت إلى الله عز وجل ولکن عندما نطالع أصل الواقعة فی القرآن ، لا نشاهد أی واحدة من هذه الاشتباهات والنسب الشنیعة ، فمن خلال هذه المقارنة تتبین حقائق کثیرة فی هذا المضمار .


1. التوراة، سفر التکوین، الفصل 18.
1 ـ کیفیة خلق «آدم» کما ورد فی القرآن وفی العهدین3 ـ منشأ اختلاف اللغات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma