قصة یوم الدار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
بدایة مرحلة البعثة النبویة:الأشهر الأخیرة من حیاة الرسول (صلى الله علیه وآله):

وفی السنة الثالثة للبعثة أمر الله سبحانه رسوله الکریم (صلى الله علیه وآله) أن یعلن الدعوة الإسلامیة فنزلت الآیة الکریمة : ( وَاَنذِرْ عَشِیرَتَکَ الاَقرَبِینَ ). (الشعراء/ 214 )

وفی ا لآیة: ( فَاَصدَعْ بِمَا تُؤمَرْ وَاَعرِضْ عَنِ المُشرِکِینَ ). (الحجر/ 94)

فأعلن الرسول (صلى الله علیه وآله) دعوته مبتدئاً بالأقربین من عشیرته ، وهذه القصة معروفة ، وقد بیّناها فی القسم السابق .

وفی هذه الأثناء تعرض الرسول (صلى الله علیه وآله) إلى ضغوط متنوعة ، وتحرک الأعداء ضده من کل حدب وصوب .

والجدیر بالذکر أن تحرک الأعداء ضد الرسول (صلى الله علیه وآله) کان على عدّة مراحل واشکال مختلفة ( ویظهر أنّ هذه المراحل کانت موجودة فی جمیع الدعوات الإلهیّة) .

المرحلة الاُولى : کانت مرحلة الاستهزاء وهی أول المراحل فی زمان لم ینظر فیه المشرکون بشکل جدی إلى الدین الجدید ، ولم یحسوا بخطره الحقیقی ، بل تصوروا أنّ السخریة والاستهزاء سینهیان الأمر سریعاً ولا یحتاج إلى أکثر من ذلک، وقد جاء تعبیر عن تلک المرحلة بقوله تعالى : (وَاِذَا رَآکَ الَّذِینَ کَفَرُوا اِنْ یَتَّخِذُونَکَ إِلاَّ هُزُواً اَهَذَا الَّذِى یَذْکُرُ آلِهَتَکُمْ وَهُمْ بَذِکْرِ الرَّحَمـنِ هُمْ کَافِرُونَ) (1) . (الانبیاء / 36)

ولم تنحصر السخریة والاستهزاء بنبیّ الإسلام (صلى الله علیه وآله) بل تعرض لها جمیع الأنبیاء السابقین : ( وَمَا یَأْتِیهِمْ مِّن رَّسُول اِلاَّ کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِءُونَ ). (الحجر/ 11)

ولما رأى المشرکون أنّ السخریة والاستهزاء لم تؤثرا شیئاً وأنّ الإسلام ما زال یواصل تقدمه دون تلکؤ، انتقلوا إلى المرحلة الثانیة :

لقد تصور المشرکون أنّهم سیخرجون الرسول (صلى الله علیه وآله) من میدان الصراع بإلصاق التهم به کالجنون او ( السحر) ، أو (الشِعر) ، أو أنّ ما جاء به قد تعلمه على ید هذا أو ذاک أو أنّه منقول من أساطیر الأولین .

فمرة یقولون : ( یَااَیُّها الَّذِى نُزِّلَ عَلَیهِ الذِّکرُ اِنَّکَ لَمـَجنُونٌ ). (الحجر/ 6)

واُخرى یقول بعضهم للآخر : ( اَئِنّا لَتَارِکُوا آلِهَتِنا لِشَاعِر مَّجنُون ). (الصافات/ 36 )

وأحیاناً یقولون : ( هَذَا سِحْرٌ وَاِنَّا بِهِ کَافِـرُونَ ). (الزخرف/ 30)

وأضاف القرآن الکریم : إنّه لیس مشرکو العرب لوحدهم ألصقوا تلک التُهم بالرسول (صلى الله علیه وآله)فحسب بل إنّ هذه التهم قد عانى منها کل الأنبیاء : على مر التأریخ : ( کَذَلِکَ مَا اَتَى الَّذِینَ مِن قَبلِهِمْ مِّن رَّسُول اِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ اَوْ مَجنُونٌ ). (الذاریات/ 52)

وفی مکان آخر نقرأ قوله تعالى : ( وَلَقَدْ نَعلَمُ اَنّهُم یَقُولُونَ اِنَّمَا یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِى یُلحِدُونَ اِلَیهِ اَعْجَمىٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبىٌّ مُّبینٌ ) (2). (النحل/ 103)

وأحیاناً یقولون : (وَقَالُوا اَسَاطِیرُ الأَوِّلِینَ اکتَتَبَها فَهِى تُمْلَى عَلَیهِ بُکرَةً
وَاَصِیل)
. (الفرقان / 5)

و« اساطیر »: جمع ( اُسطورة ) ومعناها القصص الخیالیة التی لا صحة لها، وبهذا الاُسلوب ألصقوا أنواع التهم وکل ما یختمر فی أذهانهم بالرسول (صلى الله علیه وآله) ولکن لم یؤثر أیّ منه ، وأخذ الإسلام یشق طریقه بسرعة بین الطبقات المختلفة .

المرحلة الثالثة : بدأت المرحلة الثالثة بضغوط مختلفة : اجتماعیة وسیاسیة ولأنّهم أدرکوا مدى خطورة الإسلام علیهم سعوا إلى القضاء على الرسول (صلى الله علیه وآله) والمجموعة القلیلة التی آمنت به من هذا الطریق .

وقصة (شِعب أبی طالب ) معروفة إذ تمّ فیها محاصرة المسلمین فی ذلک الوادی المقفر لمدة ثلاث سنوات خلال السنة السادسة للبعثة حیث انتهت بموت اطفالهم وحتى بعض کبار السن .

وکذلک قصة الهجرة إلى الحبشة خلال السنة الخامسة للبعثة معروفة أیضاً على أثر تعرُّض المسلمین لضغوط شدیدة وتعذیب المشرکین لهم .

والعجیب أنّه لم یتعرض المسلمون وحدهم لهذه الضغوط فحسب ، بل جاء فی التاریخ أنّهم عقدوا معاهدة على مقاطعة کل بنی هاشم وبنی عبد المطلب سواء من أسلم منهم أم لم یسلم فلا یتزوجون منهم ولا یزوجونهم ، وأن لا یشتروا منهم ولا یبیعوهم شیئاً حتى یزداد الضغط على المسلمین .

مع العلم أننا لا نرى فی الآیات القرآنیة إشارات واضحة حول هذه المسألة ولکن ممّا کان یتواصى به المشرکون والکفار والمنافقون مع بعضهم فی المدینة نستطیع أن نعرف وضع مکة : ( هُمُ الَّذِینَ یَقُولُونَ لاَ تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى یَنْفَضُّو).(المنافقون/ 7)

إنَّ هذه الضغوط لم تجدِ نفعاً أیض ، بل ازداد تعاطف الناس شیئاً فشیئاً مع المسلمین وصار الإسلام أنشودة على کل لسان ، حیث إنّ المسلمین اکتسبوا مظلومیة تأثرت بها عواطف مجامیع عظیمة فانجذبوا إلیهم .

وأخذت مواجهات الأعداء شکلاً أکثر حدة فی :

المرحلة الرابعة : وفیها صمموا على قتل الرسول (صلى الله علیه وآله) وإراقة دمهِ لیتخلصوا منه إلى الأبد أو أن یبعدوه عن مکة على اقل تقدیر ، ففی ( دار الندوة ) محل اجتماعهم ومرکز مشاوراتهم ، اجتمعوا ووضعوا خطة شیطانیة دقیقة للوصول إلى أهدافهم تلک کما یقول القرآن : ( وَاِذْ یَمکُرُ بِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا لیُثبِتُوکَ اَو یَقْتُلُوکَ اَو یُخرِجُوکَ وَیَمْکُرُونَ وَیَمْکُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَیْرُ المَاکِرِینَ). (الانفال/ 30)

وکما نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أبطل کل خططهم الشیطانیة ونجا الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله)من سیوف الأعداء حیث هاجر إلى المدینة تلک الهجرة الکبیرة التی ترکت آثاراً عظیمة وتحولا کبیراً فی تاریخ الإسلام وفی العالم أجمع .

ومرة أُخرى نتأمّل فی القرآن حیث یُحدثنا بقوله تعالى : (اِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ اِذْ اَخرَجَهُ الَّذِینَ کَفَرُوا ثَانِىَ اثنَینِ اِذْ هُمَا فِى الغَارِ اِذْ یَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَتَحْزَنْ اِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَاَنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَیهِ وَاَیَّدَهُ بِجُنُود لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ کَلِمَةَ الَّذِینَ کَفَرُوا السُّفَلى وَکَلِمَةُ اللّهِ هىَِ العُلْیا وَاللّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ). (التوبة/ 40)

وبهذا الترتیب تخلص الرسول (صلى الله علیه وآله) من الأخطار المختلفة المحیطة به بلطف من الله سبحانه وبدأ هجرته المبارکة بهدوء وسکینة ودخل الإسلام عندها مرحلة جدیدة فی حیاته ، وباء الأعداء بالفشل الذریع فی هذه المرحلة أیض .

انتشر الإسلام فی المدینة بسرعة فائقة وکثر اتباع الدین الإسلامی فشکل الرسول (صلى الله علیه وآله)الحکومة الإسلامیة وصار للمسلمین جیش منظم وبیت للمال وکل ما تحتاجه الدولة آنذاک .

وفی مقابل توسع الإسلام وتثبیت أرکانه احس الأعداء بخطر أکثر جدیة فوسعوا مجابهتهم ودخلو :

المرحلة الخامسة : وهی المواجهة المسلحة مع الإسلام ، وبدأت الغزوات الإسلامیة کغزوة ( بدر الکبرى ) و ( الصغرى ) و ( أحد ) و ( خیبر ) و ( حنین ) و ..... واحدة تلو الاُخرى وفی کل مرة إلاّ فی مورد واحد ـ کان المسلمون یشهدون انتصارات ملفتة للنظر وکانوا فی تقدم مستمر .

وقد أشار القرآن الکریم فی کثیر من الآیات إلى هذه المرحلة من حیاة الرسول (صلى الله علیه وآله)حیث تعد من أکثر المرتکزات المهمّة فی هذا المقطع من تاریخ الإسلام .

فی الآیة التالیة إشارة اجمالیة إلى هذه الغزوات بقوله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَکُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ کَثِیرَة وَیَوْمَ حُنَین) . (التوبة / 25)

فکلمة ( مَواطِن ) جمع ( مَوْطِن ) وتأتی أحیاناً بمعنى وطن ومحل الإقامة الدائمیة وأحیاناً بمعنى ساحة القتال ومن هنا جاءت « مواطن کثیرة » أی الساحات المتعددة للحروب الإسلامیة حیث بلغ عدد هذه الغزوات ثمانین غزوة، لذا نقرأ فی الحدیث أنّه : عندما نذر أحد خلفاء بنی العباس أنّه إذا عافاه الله سبحانه فإنّه یعطی مالاً کثیراً للفقهاء ولمّا تماثل للشفاء اجتمع الفقهاء حوله عاجزین عن تعیین مقدار ( المال الکثیر ) إلاّ أنَّ الإمام التاسع (محمد بن علی التقی (علیه السلام) فسّر ال (کثیر ) ب ( ثمانین ) ( ربّما تکون ثمانین ألف درهم ) لأن الآیة السالفة الذکر قد اطلقت مواطن کثیرة على الغزوات الإسلامیة البالغة ثمانین غزوة(3) .

ثم جاء الفتح المبین و ( فتح مکة ) وحکم الإسلام شبه الجزیرة العربیة بأجمعها وحطم المسلمون آخر معقل للأعداء .

ولکن العدو المهزوم لم یستسلم فقد اضطر إلى تشکیل جمعیة سریة ( وهم المنافقین الذین کانوا یتظاهرون بالإسلام وفی الخفاء کانوا منهمکین بأنواع المؤامرات ضده الدین الإسلامی ) .

وبهذا الاُسلوب دخلو :

المرحلة السادسة : ( مرحلة نهایة الحرب مع الأعداء ) ، وبالطبع أنّ ظهور المنافقین بدأ مع أول انتصار للإسلام وتوسع فی مقابله وما زال مستمراً إلى الآن .

وفی هذه المرحلة فقد باؤوا بالفشل الذریع أیضاً حیث کلما أرادوا التآمر على الإسلام کشفهم الله سبحانه وأبطل حیلهم ولم یبقَ منها سوى نار خامدة تحت الرماد لم یظهر اشتعالها ثانیةً إلاّ بعد رحلة الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله) .

نزلت آیات قرآنیة کثیرة حول هذه المرحلة أیضاً تعد من مقاطع القرآن المهمّة فی اسداء العبر والدروس، ففی سورة (الأحزاب) ، و(التوبة) ، و(المنافقون) بحوث حیة ومجدیة تحکی لنا عن عمق المؤامرات التی قام بها المنافقون ومن جملتها الآیة الکریمة فی قوله تعالى حیث ذکرت بحوثاً کثیرة حول هذه الجماعة ومخالفتهم وفتنتهم وتجسسهم، قال تعالى : (لَقَدِ ابتَغَوُا الفِتنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَکَ الاُمُورَ حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ اَمرُ اللَّهِ وَهُم کَارِهُونَ) . (التوبة / 48)

إنّ هذه المراحل الست السالفة الذکر لم تکن فی مقابل الثورة الإسلامیة للرسول الکریم وحده (صلى الله علیه وآله) فحسب بل فی مقابل کل الثورات الإلهیّة وهی بدورها موضوع لقصة مفصلة نتعلم منها الکثیر .

ولکن لم یفلح الأعداء بکل مساعیهم للاطاحة بالإسلام وظلت شجرته زاهیةً مثمرةً حیث غطّت باغصانها واوراقها کل أصقاع شبه الجزیرة العربیة کما دلت الآیة الکریمة (اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالفَتْحُ * وَرَأیْتَ النَّاسَ یَدْخُلُونَ فِى دینِ اللَّهِ اَفْوَاج). (النصر / 1 ـ 2 )


1. وجاء مثل هذه المعنى فی الآیة 41 من سورة الفرقان (وَإِذَا رَأَوْکَ اِن یَتَّخِذُونَکَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِی بَعَثَ اللهُ رَسُول ) .
2. جاء فی التفاسیر أن رجلاً یدعى (بلعام) کان فی مکة وأصله عبد رومی لبنی حضرم وکان المشرکون یقولون : إنّ محمد (صلى الله علیه وآله) تعلم القرآن منه ، وقال بعضهم : إنّ کلامه إنّما نقله من عبدین نصرانیین أحدهما یسار والآخر جبر أو ذکروا اسم سلمان الفارسی ، ولم تکن لغة أی منهم العربیة بینما یعد القرآن معجزة فی الفصاحة والبلاغة .
3. تفسیر نور الثقلین ، ج 2 ، ص 197 .

 

بدایة مرحلة البعثة النبویة:الأشهر الأخیرة من حیاة الرسول (صلى الله علیه وآله):
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma