4 ـ عباده العجل من قبل بنی اسرائیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
3 ـ منشأ اختلاف اللغات5 ـ قصة النبی داود(علیه السلام) وزوجة اوری

وردت الإشارة إلى قصة عجل السامری فی القرآن الکریم فبعدما جاء موسى(علیه السلام) إلى ملتقى الوعد الإلهی (جبل الطور) لیتسلم آیات الوحی وجه الله تعالى إلیه الخطاب بالقول :

(قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَاَضَلَّهُمُ السَّامِرِىُّ * فَرَجَعَ مُوسَى اِلَى قَوْمِهِ غَضْبانَ اَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ اَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدَاً حَسَنًا اَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ اَمْ اَرَدتُّم اَنْ یَحِلَّ عَلَیکُم غَضَبٌ مِن رَّبِّکُم فَاَخْلَفْتُم مَّوْعِدِى * قالُوا مَا اَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا اَوْزاراً مِنْ زِینَةِ القَومِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذلِکَ اَلْقَى السَّامِرِىُّ * فَاَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقالُوا هَذَا اِلـهُکُم وَاِلَهُ مُوسَى فَنَسِىَ * اَفَلاَ یَرَوْنَ اَلاّ یَرجِعُ اِلَیهِم قَوْلاً وَلاَ یَمْلِکُ لَهُم ضَرَّاً وَلا نَفْعَ * وَلَقَدْ قَالَ لَهُم هَارُونُ مِنْ قَبْلُ یاقَومِ اِنَّمَا فُتِنْتُم بِهِ وَاِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحمَنُ فَاتَّبِعُونِى وَاَطِیعُوا اَمْرِى * قَالُوا لَنْ نَّبْرَحَ عَلَیهِ عَاکِفِینَ حَتّى یَرْجِعَ اِلَیْنَا مُوسَى * قَالَ یَا هَارُونُ مَا مَنَعَکَ اِذْ رَاَیْتَهُم ضَلُّو * اَلاَّ تَتَّبِعَنِ اَفَعَصَیتَ اَمْرِى * قَالَ یَبْنَؤُمَّ لاَ تَاَخُذْ بِلِحْیَتِى وَلاَ بِرَاْسِی اِنِّى خَشِیتُ اَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِى اِسْرَائِیلَ وَلَمْ تَرقُبْ قَوْلِى * قَال فَمَا خَطْبُکَ یَا سَامِرِىُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّن اَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَکَذلِکَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى) .(طه / 85 ـ 96)

یستفاد من مجموع هذه الآیات أنّ بنی اسرائیل فی غیاب موسى قد غرّر بهم «السامری» ذلک الرجل المنحرف والذی یقال إنّ له خبرة فی صیاغة الذهب ، فصنع لهم من حُلیّهم وزینتهم عجلاً من ذهب وانبرى هارون إلى منازلتهم . إلى أن یقول القرآن فی مقام اعتذار هارون من موسى: (إنَّ القَومَ اسْتَضعَفُونِى وَکَادُوا یَقتلُونَنى). (الأعراف / 150)

وأخیراً انزعج موسى (علیه السلام) کثیراً من هذه القضیة ، وألقى باللائمة على أخیه ، وعاتب السامری ، وأحرق صنمه بالنار ، وذرَّ رماده فی البحر ، ووجه عقاباً صارماً إلى بنی اسرائیل ، والآن لنلقی نظرة على ما تقوله التوراة فی هذا المجال :

جاء فی الفصل الثانی من سفر الخروج فی التوراة مایلی :

«ولما رأى القوم أنّ موسى (علیه السلام) یتریث فی هبوطه من الجبل ، اجتمع أولئک القوم عند هارون) ; وقالوا له: انهض واصنع لنا آلهة تسیر أمامن ، لأننا لا نعلم ما حلّ بذلک الرجل الذی أخرجنا من ملک مصر ـ وقال لهم هارون أخرجوا الاقراط الذهبیة من آذان نسائکم وصبیانکم! وبناتکم واجلبوها عندی ـ فاخرج جمیع القوم الأقراط الذهبیة التی کانت فی آذانهم وجاءوا بها إلى هارون ، فأخذها من أیدیهم ، فصورها بشکل بارز ، وصبت على شکل عجل وقالوا: یاأسرائیل هذه هی آلهتک التی أخرجتک من أرض مصر .

وعندما رأى هارون ذلک أقام مذبحة مقابل ذلک ، ونادى هارون وقال غداً سیکون عیداً نعقده لهذا الإله ـ وقاموا فی وقت السحر وقربوا القرابین المحترقة وقذفوا الهدایا بالقرب منها للحفظ والسلامة وجلسوا للأکل والشرب وقاموا من فورهم للّعب ـ وقال الله تعالى لموسى (علیه السلام) انزل إلى قومک ، لأنّ القوم الذین أخرجتهم من أرض مصر قد فسدو ـ بل إنّهم انحرفوا بسرعة عن المسلک الذی أمرتهم به ، وصنعوا لأنفسهم عجلاً أعدوه من قبل وسجدوا له وقدموا له قرباناً أیض ، وقالوا لاسرائیل هاهی آلهتک التی اخرجتک من أرض مصر ، لکن موسى طلب من ربّه وقال : لماذا تصب غضبک على القوم الذین أخرجتهم من أرض مصر بحولک العظیم لکی لا یتکلم أهل مصر بأنّک أخرجتهم لقصد سىّء ، حتى تقضی علیهم فی وسط الجبال ولتبیدهم من على وجه الأرض ; تنازل من شدّة سخطک! وغیّر إرادتک بصدد انزال البلاء على قومک ، واذکر عبادک إبراهیم واسحاق واسرائیل ، لأنّهم أقسموا بذاتک من أجلهم ، قلت لهم : بأنّی سأبارک فی ذرّیتکم واجعل عددکم بعدد النجوم .

ووقع الأمر بالفعل ، فعندما اقترب من المخیم شاهد العجل والمهرولین وثارت ثائرة موسى ، فألقى الألواح من یده ، وکسرها تحت الجبل ، وأخذ العجل الذی صنعوه وأحرقه بالنار وسحقه إلى أن أصبح تراباً ثم نثره فی الماء ، وسقى بنی اسرائیل منه! وقال موسى لهارون : ماذا فعل بک هؤلاء القوم حتى أقدمت على ارتکاب هذا الذنب العظیم ، فقال هارون : لاتثر ثائرة سیدی لأنّک تعلم أنّهم یمیلون إلى الخطای ، وقالوا لی اصنع لنا آلهة نقتدی بهم ونمضی خلفهم ، لأنّ موسى الرجل الذی أخرجنا من أرض مصر ، لا نعلم ماذا حلَّ به ، وأنا قلت لهم : لیخرج کل من کان لدیه قطع ذهبیة ، ثم أعطونی إیّاها والقیتها فی نار حامیة فخرج هذا العجل...

ورجع موسى إلى ربّه ، وقال وا أسفی على ما ارتکب هؤلاء القوم من ذنب عظیم لأنّهم صنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب ، والآن لو رفعت عنهم وزرهم وإلاّ ألتمس منک أن تمحو إسمی من الکتاب الذی عهدته لی (مقام النبوة)!

وقال الله تعالى لموسى : کل من أقام على الذنب امحو اسمه من کتابه ، فإذن تحرک الآن وارشد هؤلاء القوم إلى المکان الذی أوصیتک به(1) .

ویستفاد من العبارات السابقة المنقولة عیناً من کتاب العهد القدیم عدّة نکات :

1 ـ إنّ الأمر بصنع الصنم وعبادته صدر من هارون ، کما أنّ الأمر تحقق بمعونته أیضاً وهو فضلاً عن عدم نهیه عن هذا العمل کان مروجا له ومرسیاً لدعائمه ، ولم یأت الحدیث عن السامری فی هذا الفصل مطلق ، ترى هل یمکن تحقق هذا العمل من قبل شخص یقوم مقام موسى ، بصفته وزیراً مساعداً وملازماً ورئیساً لکهنة بنی اسرائیل ـ بشهادة التوراة ـ کیف یصدق العقل والمنطق أن تُنسب هذه النسبة القبیحة والمخجلة إلى هارون(2) ؟

2 ـ إنّ الله تعالى اشتد غضبه على أثر هذه القضیة بحیث أراد أن یبید قوم موسى لکن موسى نبّهَ الله تعالى إلى نکتتین (خصوصاً أنّه یخاطب الله تعالى بجملة واحدة ویقول لا یعزب عن بالک لیهدأ من فورة غضبه وسخطه ، الاُولى : إنّک إذا قمت بهذا العمل فإنّ أهل مصر سیقولون : ألهذه الغایة اخرجت بنی اسرائیل من مصر ، کی تقتلهم فی وسط الجبال وتبیدهم من على وجه الأرض ، والاُخرى ، هی أنّک اعطیت موثقا بأنی سأزید من نسل أبنائکم بعدد نجوم السماء ، وهذا العمل لا ینسجم مع هذا القول والقسم! وتغیرت مشیئة الله تعالى على أثر تنبیهات موسى له کما هو المصرح به فی التوراة .

3 ـ إنّ موسى(علیه السلام) بعد أن أحرق العجل بالنار ، نثر رماده فی الماء وأعطى هذا الماء لبنی اسرائیل کی یشربوا منه فهل کانت هناک خصوصیة فی الرماد المتبقی من العجل حتى یشربوا من مائه؟!

4 ـ حینما اعترض موسى على هارون ، قال هارون بهدوء تام له : أنت تعلم مدى میل هؤلاء القوم نحو الخطایا وهم طلبوا منی وأنا لبیت طلبهم (یاله من عذر؟!...) وموسى لم یعترض علیه فی المرة الثانیة (فیاله من مصلح متقاعس) .

5 ـ وفی نهایة المطاف ذهب موسى(علیه السلام) إلى محضر القدس الإلهی ، وهدد الله بالاستقالة من مقام النبوة قائل : إذا غفرت لهؤلاء العاصین فهو الأحسن وإلاّ فامحو اسمی من الکتاب الذی دونته! (واعهد بهذه المهمّة الشاقة إلى شخص آخر...) .

لاحظوا جیداً إلى ما رسمته التوراة عن الله ، والنبی ، ووزیره ، ثم قارنوا بعد ذلک بین هذا الفصل التاریخی وبین ماورد فی القرآن!


1. نقلاً عن التوراة المترجم والذی طبع فی بریطانیا سنة 1878 ص 104 و105 ، (سفر الخروج الباب 23) .
2. مؤلف کتاب «القاموس المقدس » هاکس الامیرکی یقدم توجیهاً مضحکاً لهذه القصة إذ یقول :
«لقد قام هارون بهذا العمل لإسکات القوم » ، فمع أنّ هذا الکلام یصدق علیه القول المعروف «العذر أقبح من الفعل» ، فهو لا یتلائم أبداً مع اقامة المذبحة والأمر بالقربان وتعیین العید .
3 ـ منشأ اختلاف اللغات5 ـ قصة النبی داود(علیه السلام) وزوجة اوری
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma