جمع الآیات وتفسیرها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
تمهید :أ) تأثیر القرآن وجاذبیته المنقطعة النظیر

فی جمیع الآیات السبع المذکورة رکّز القرآن الکریم على مسألة التحدی (الدعوة إلى المعارضة) التی هی من ارکان الاعجاز، فتارة یقول بصراحة وتارة اُخرى بالدلالة الالتزامیة :

انَّ هذا الکتاب السماوی هو من عند الله وإذا کنتم فی شک وریب ممّانزلنا فاجمعوا کلَّ قواکم من أجل الإتیان بمثله أو بسورة منه ، لأنّه إذا کان من نتاج فکر البشر فأنتم بشر أیضاً ولدیکم فکر وذکاء ، وفی الواقع أنّ القرآن وبواسطة هذا المنطق العقلی الواضح أثبت اعجازه بصورة إجمالیة .

إنَّ الآیة الاُولى تقف بوجه المعاندین قائلة : (قُلْ لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الاِنسُ وَالجِنُّ عَلَى اَنْ یَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لاَ یَأْتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو کانَ بَعَضُهُم لِبَعض ظَهِیراً ) .

فهذه الآیة تدعو من جهة أفراد البشر کافة دعوة عامة ، ومن جهة اُخرى فهی تدعو جمیع أفراد البشر فی عصرنا والعصور الآتیة نظراً إلى خلود دعوة القرآن ، ومن جهة ثالثة ، وبملاحظة کلمة ( اجتمعت ) ، وجملة ( بَعضُهْم لِبعَض ظَهِیراً ) تبین أنّها دعوة للمشرکین کافة للتعاون فیما بینهم وشحذ الهمم ، وتوحید أفکارهم فی مجرى واحد من اجل المقابلة بالمثل ، ومن جهة رابعة ، فإنّ إثارة الخصم والتحرش به من أجل تأجیج غیرته قد اتخذ أقوى أشکال التحدی ، وحینما خاطبهم بکلام قاطع : ( لایأتون بمثله ) ، فهو دلیل قوی على ارتباطه الوثیق بعالم ما وراء الطبیعة .

إنّ هذا التحدی وهذا النداء کان موجهاً إلى أبناء البشر جمیعاً فی کل زمان ومکان، لأنّ دوافع أعداء الإسلام للقضاء علیه فی عصر النبوة وفی کل عصر وزمان قائمة وقویة ، ومن المُسلَّم أنّه لو کانت لدیهم قدرة على ذلک لما تماهلوا عن ذلک ، وتاریخ الإسلام وتاریخ کل العالم لم یذکر لنا بأنّ شخصاً أو جماعة قد أقدمت على هذا العمل، وهذا دلیل على عجزهم وعدم قدرتهم، وفی النتیجة فهو دلیل على عظمة واعجاز القرآن الکریم.

ویستفاد من هذه الآیة أنّ الاجتماع وحده لا یؤثر فی حل المشکلات مالم یکن بعضهم ظهیراً لبعض لحمایة ومساعدة بعضهم للبعض الآخر وإسداء النصح لبعضهم الآخر.

کما نلفت الانظار إلى أنّ القرآن لا یکتفی فی التحدی بالبلاغة وجمال البیان فقط ، بل الشبه من جمیع الجوانب الشاملة للمحتوى والمعارف والأحکام وکل شیء ، وهذا ما تؤکده کلمة (مثله) الواردة فی الآیة .

فی الآیة الثانیة یقلص القرآن تحدیه عن الاتیان بمثله ، ویطلب من الخصم أن یأتی بعشر سور وهو أقل من عشر کل القرآن قائل : (أَمْ یَقُولُونَ افتَرَاهُ قُلْ فَأْتوا بِعَشْرِ سُوَر مِّثلِهِ مُفَتَرَیات) ولم یکتف بهذا بل صرح : (واَدعُوا مَنِ استَطَعُتم مِّن دُونِ اللَّه اِن کُنُتم صَادِقِینَ) .

وفی الآیة الثالثة نرى أنّ التحدی القرآنى یصل إلى أقل من 1 % قائل : (وَاِن کُنتُمْ فِى رَیب مِّمَا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة مِّن مِّثلِهِ) ثم أضاف : (وَادعُوا شُهَدَاءَکُم مِّن دُونِ اللَّهِ إن کُنتُمْ صَادِقِینَ) .

فمن الواضح أنّ المراد من : (شُهَدَاءَکُم مِّن دُونِ اللَّه) أنصارهم وکل من اعتقد اعتقادهم لأنهم هم الذین شهدوا لصالحهم فی رد وتکذیب رسالة النبی (صلى الله علیه وآله) . ومن الطبیعی أن یتعاونوا فیما بینهم لیأتوا بسورة واحدة مماثلة لسورة من القرآن وإلاّ لو کان المراد من (شُهَدَاءَکُم مِّن دُونِ اللَّه) الإتیان بسورة تماثل سورة من القرآن لکان من المفروض مطالبة الله بالشهادة قبل أی شخص آخر ، ولذا فإنّ أول تفسیر للآیة نقله المرحوم الطبرسی فی مجمع البیان عن ابن عباس هو : المراد منها الأعوان والأنصار ، وأضاف : إنّه یطلق على الأعوان والأنصار : شهداء ، لحضورهم وشهودهم حین التعاون .

وقدر رجح الفخر الرازی فی تفسیره بعد ذکر معنیین للفظ الشهداء ( أی : الأصنام ، والأعوان ، والأنصار ) المعنى الثانی (1) . وارتضى بعض المفسرین هذا المعنى أیض .

والسورة: تمثل جزءاً من آیات القرآن، تبدأ بـ «بسم الله...».

وتختم قبل مجىء «بسم الله» جدیدة فی السورة التی تلیها، ماعدا سورة واحدة وهی سورة التوبة أو سورة براءة.

وقیل: إنّ کلمة سورة مأخوذة من «سُور» وهو الجدار المحیط بالمدن، فکأنّما أعتُبرَ القرآن بمجموع آیاته، دولة عظیمة واسعة، والسور القرآنیة مُدن هذه الدولة العظیمة.

وبناءً على هذا الدلیل نعتقد بوجود ترابط واتصال بین آیات السورة الواحدة ، وإن لم یکن واضحاً فی الظاهر أحیاناً وهذا الارتباط نظیر وجود نوع من الانسجام والارتباط بین البیوت والعمارات والشوارع لکل مدینة مع أنّ فیها المساجد والمدارس والأسواق والمناطق المأهولة بالسکان ، کل کیان فی موضعه المناسب .

ویستفاد من هذا المعنى أنّ السور کانت فی وقت نزول القرآن على هذه الهیئة العالیة بخلاف تصوُّر بعض الجّهال وإن کان بعض من الآیات النازلة أحیاناً یُتخذ له مکان معین فی سورة خاصة بأمر من النبی (صلى الله علیه وآله) .

وجملة : «من مثله» تتضمن معنى شیء یکون على شاکلة القرآن فی کل أوصافه التی تشمل ( الفصاحة ) و ( بلاغة الألفاظ ) مع المحتویات والمعارف القیّمة (2).

والشاهد على هذا الکلام ما ورد فی قوله تعالى : (فَأتُوا بِسُورَة مِثلِهِ). (یونس / 38)

ونقرأ فی قوله تعالى: (فَلَیأتُوا بِحَدیث مِّثلِهِ) . (الطور / 34)

وعلى هذا الأساس یستبعد کثیراً احتمال عودة ضمیر (مثله) إلى النبی (صلى الله علیه وآله)بأنّ یکون معناه : إذا کنتم مرتابین فی أصل هذه الآیات السماویة فأعثروا على رجل مثل محمد (صلى الله علیه وآله)لم یکن قد درس على الاطلاق وأتوا بآیات تناظر الآیات التی أتى به .

إنَّ هذا المعنى بعیدٌ وإن ذکرهُ جماعة من المفسرین إمّا على وجه الاحتمال أو على وجه القبول .

ویحتمل أیضاً اجتماع التعبیرین فی هذا المعنى ، ویصیر مفهومه بهذا الشکل : آتوا بسورة مثل سور القرآن من شخص لا یعرف القراءة والکتابة ، کالنبی (صلى الله علیه وآله) .

والحدیث الذی ورد فی «تفسیر البرهان» جمع هذین المعنیین فی عبارة واحدة(3) .

وعلى کل حال یقول عز من قائل فی تعقیب هذه الآیة : ( فَإِنْ لَّم تَفعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فاتَّقُوا النّّارَ الَّتی وَقُودُها النَّاسُ وَالحِجَارَةُ اُِعدَّتْ لِلکَافِرِینَ ) .

وتضمنت الآیة الرابعة أیضاً التحدی بالاتیان بسورة تشابه سور القرآن فیقول عز وجل : ( اَمْ یَقولُونَ افتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بسُورَة مِّثلِهِ وادعُوا مَن استَطَعتُم مِّن دُونِ اللَّهِ اِن کُنُتم صَادِقِینَ ) .

إنّ لفظة « سورة » تشمل السور الطوال والقصار فی القرآن ، والتعبیر ( بمثله ) إشارة إلى مماثلته من جمیع الجهات ، وجملة : ( وَادعُوا مَنِ استَطَعتُمْ مِّن دوُنِ اللَّهِ ) شاملة لکل ما سوى الله تعالى.

فعلى هذا الأساس إذا کان القرآن نتاج فکر بشری ، فإنّ إنساناً آخر یستطیع أن یأتی بمثله فضلاً عن أن یستعین أیضاً بأشخاص لا یحصون ، وبالأخص مع کثرة وجود الفصحاء والبلغاء فی أوساط العرب الجاهلیین سابق .

ویستفاد ضمنیاً من هذه الآیة والآیات السابقة أنّ أفضل طریق للوصول إلى الأهداف المهمّة هو الاستفادة من الأطروحات المشترکة ، وقد ذکر القرآن ذلک فی الوقت الذی لم تکن مسألة الاجتماعات والمؤتمرات للوصول إلى حقائق المسائل المهمّة مطروحة على صعید الواقع وحتى مساعی وجهود العلماء کانت تتخذ صبغة فردیة وشخصیة .

فی الآیة الخامسة ذکر هذا المعنى نفسه فی قالب آخر، یقول عز من قائل : ( اَمْ یَقولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لاَّ یُؤمِنُونَ * فَلْیَأْتُوا بِحَدِیث مِّثلِهِ إن کَانُوا صَادِقِینَ ) .

و « تَقَوَّلَ »: مأخوذة من لفظة ( تَقُّول ) بحسب ماورد عن المرحوم « الطبرسی » فی مجمع البیان : هو بمعنى الکلام الذی یختلق ویفتعل بتکلف ومشقة ، ویستعمل عادةً فی الکذب والزور ، لأنّه لیس من الواقع فی شیء ولایخلو من تکلف(4) .

ویمکن الإشارة « بحدیث مثله » إلى تمام القرآن أو بضع سور أو سورة واحدة ، أو حتى أقل من ذلک لاطلاق کلمة ( الحدیث ) على کل منه .

یقول الراغب فی المفردات : کل کلام ینقل إلى الإنسان عن طریق السماع المباشر ، أو الوحی ، فی الیقظة ، أو فی المنام ، فهو یسمى بالحدیث .

الآیة السادسة من سورة القصص تطرقت إلى الحدیث عن الإتیان بکتاب یشابه هذا الکتاب ( القرآن ) ، یقول عز من قائل : ( قُل فأتُوا بِکِتَاب مِّن عِندِ اللَّهِ هُوَ اَهًدى مِنهُمَا اَتَّبِعْهُ اِنْ کُنْتُم صَادِقِینَ ) .

ثم من أجل تعریة وفضح أساریرهم الملوثة ، وبیان الاعجاز القرآنی یعقب الله تعالى بقوله : ( فَانِْ لَّمْ یستَجیبُوا لَکَ فَاعلَم أَنـَّمَا یَتَّبِعُونَ اَهَواءَهُم ) .

أی : إذا عجز هؤلاء عن الإتیان بمثله فهو دلیل على أنّ هذا الکتاب لیس ولید فکر البشر . وإلاّ فلیس هناک مبرر لعجز الفصحاء والبلغاء الذین یعیشون بین ظهرانیهم مع کل جهودهم ومساعیهم التی بذلوه .

و لفظة ( کتاب ) تعنی کل شیء ( مکتوب ) و ( مدوّن ) .

وبناءً على هذا فهو شامل لتمام القرآن ولاجزائه المختلفة أیض ، خصوصاً إذا نظرنا إلى أنّ هذه الآیة جاءت فی سورة القصص ، وقد نزلت فی مکة، ومن المعلوم أنّ القرآن لم ینزل بتمامه فی ذلک الزمان ، فیتضح أنّه إضافة إلى کونه معجزة بأجمعه فإنّ أجزاءه المختلفة معجزة أیض .

وفی الآیة السابعة والأخیرة من البحث جاء الردُّ على المحتجین فیقول تعالى على لسانهم : (وَقَالُوا لَولاَ اُنزِلَ عَلَیهِ آیَاتٌ مِّن رَبِّهِ ) ، فیرد علیهم بقوله : ( قُلْ اِنَّمَا الآیَاتُ عِندَ اللَّهِ واِنَّمَا أَناَ نَذِیرٌ مّبِینٌ ) .

ثم یعقِّب على ذلک بقوله : ( اَوَلَمْ یَکْفِهِم أَنَّا انَزَلنَا عَلیکَ الکِتَابَ یُتلَى عَلیِهِم ) .

یعنی لماذا یطلب هؤلاء معجزات اُخرى على الرغم من وجود هذه المعجزة الإلهیّة العظیمة ؟

فعلى هذا الأساس یُعلن بصراحة عن اعجاز القرآن ویتحدى المناوئین بالدلالة الالتزامیة ویدعوهم إلى المنازلة .

یقول المفسر الکبیر المرحوم الطبرسی فی مجمع البیان : إنّ فی إنزال القرآن دلالة واضحة ومعجزة لائحة وحجة بالغة تنزاح معه العلة وتقوم به الحجة فلا یحتاج فی الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غیره. على أنّ إظهار المعجزات مع کونها إزاحة للعلة تراعى فیه المصلحة فاذا کانت المصلحة فی اظهار نوع منها لم یجز إظهار غیره (5) .

وتتبین أهمیّة هذا البحث من خلال التوجه إلى النکتتین اللتین وردتا فی ( تفسیر القرطبی ) و ( ظلال القرآن ) :

إحداهم : إنّ خوارق العادات الجسمیة تتوافق غالباً مع الأفراد المبتلین بالمسائل الحسیة ، وتتناسب مع بدایة التفکیر البشری ، أمّا مثل هذه المعجزة الروحیة التی تنطوی على جنبة معنویة فهی تنسجم مع الحقبة المتفتحة للفکر البشری .

والاُخرى : اضافة إلى مخالفته خوارق عادات الأنبیاء ( نظیر معجزة موسى وعیسى (علیهما السلام)التی ألقیت علیها مسوح السحر تشکل هذا الإعجاز ( الذی هو من جنس الکلام ) من ألفاظ یقوى علیها جمیع الأفراد من أصحاب تلک اللغة(6) .

تحصَّل من ذلک أنّ القرآن الکریم أشار فی سبع آیات من السور المختلفة على الأقل إلى أنّه معجزة إلهیّة کبرى ، وقام بتحدی المنکرین له بطرق مختلفة .

ومن المعلوم أنّ أیَّ شخص قام بعمل خارق للعادة ودعا جمیع الناس إلى معارضته ومنازلته وعجزوا عن القیام به فذلک دلیل على إعجاز عمله.

وبعبارة اُخرى احتج القرآن علیهم فی هذه العبارات بکلام فرید من نوعه بقوله : إذا کنتم تعتقدون بأنّ هذه الآیات هی من صنع عقل البشر فأنتم أیضاً بشر ، ولکم عقول وأفکار ولا یندر وجود البلغاء والمتکلمین والفصحاء فی أوساطکم ، فاذا کنتم صادقین فی هذا الادّعاء فأتوا بآیات مثل هذه الآیات . فیدعوهم إلى المشارکة فی هذه المنازلة من خلال عباراته المتنوعة والمثیرة .

من جهة اُخرى لو کان بإمکان أولئک الانتصار فی مثل هذه المنازلة ، لحشدوا کلَّ قواهم لأنَّ الانهزام فی هذه المواجهة یساوی التضحیة بکل شیء عندهم .

لقد کان القرآن فی مواجهة حادة مع اُسس ثقافتهم المتمثلة فی عبادة الأوثان والمتغلغلة فی مختلف شؤون حیاتهم ، ولم یقف الأمر عند هذا الحد ، بل أنزل شیوخهم ووجهاءهم وأثریاءهم المغرورین من اوج جبروتهم وقدرتهم إلى منتهى الحضیض ، وسلب منهم امتیازاتهم المصطنعة والموهومة کافة .

وبغض النظر عن الشواهد التاریخیة التی سوف نشیر إلیها لاحقاً فإنّ العوامل المحرکة للمقابلة بالمثل کانت کثیرة جدّاً وإذا کان باستطاعتهم حقاً أن یجردوا النبی محمد (صلى الله علیه وآله) من السلاح بهذا الاُسلوب ، لما دعت الحاجة إلى کل هذه الحروب الدمویة ، والمجابهات الساخنة وحیث إننا نراهم قد توسلوا بکل شیء سوى محاولة الإتیان بمثل آیات القرآن ، فهذا بنفسه أکبر دلیل على انهزامهم فی هذه المنازلة .


1. تفسیر الکبیر، ج 2 ، ص 119 .
2. وبناء على ذلک فإنّ ( من ) إمّا زائدة أو بیانیة .
3. تفسیر البرهان، ج 1 ، ص 67 . ح 1 .
4. تفسیر مجمع البیان، ج 9 ، ص 168 .
5. تفسیر مجمع البیان، ج 7 ، 8 ، ص 289 .
6. تفسیر فی ظلال القرآن، ج 6 ، ص 422 ; وتفسیر القرطبی، ج 7 ، ص 571 .
تمهید :أ) تأثیر القرآن وجاذبیته المنقطعة النظیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma