3 ـ عباداتهم العجیبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثامن)
2 ـ تفشی حالة الفقر الشدید بین الناس4 ـ الخرافات الاُخرى لعربِ الجاهلیة

کانت عبادة المشرکین غریبة للغایة ، ویجیب القرآن الکریم على ادّعاء المشرکین الذین یزعمون: بأنّه إذا کان محمدٌ (صلى الله علیه وآله) قد اتى بعبادات فإنّ لنا مثلها وکنا نصلی إلى جانب الکعبة کذلک ، فیقول القرآن :( وَمَا کَانَ صَلاَتُهُم عِندَ البَیتِ إِلاَّ مُکَاءً وتَصدِیَةً ). (الانفال / 35)

نعم، إنّهم یُسمّون صفیرهم الاحمق وتصفیقهم الأبله صلاةً ، « فالمکاء » یعنی : صوت الطیور ، وجاء تشبیه أصوات العرب فی الجاهلیة حول الکعبة بصوت الطیور، ربّما لأنّه خال من أی مفهوم کصوت الطیور الذی لا محتوى فیه، أو أن کل ماکان یفعلونه ما هو إلاّ مجرّد غناء .

وأمّا « التصدیة » فمعناها التصفیق ، وهو ضرب الید على الاُخرى والصوت الناتج من ذلک یسمى تصدیة، وعلى هذا الأساس سمی تردد الصوت بین الجبال بالصدى ، ولم ینتهوا إلى هذا الحد بل کانوا یطوفون عراة کما ولدتهم اُمهاتهم حول الکعبة ، وهذا ما اشیر إلیه عندما نزلت سورة براءة وقام بإبلاغها أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی شهر ذی الحجة بقوله : « لا یطوفَنَّ بالبیت عُریانٌ ولا یحُجنَّ البیتَ مشرکٌ ... »(1) .

ویقال : إنّ السبب من طوافهم عراة أنّ مجموعة من العرب یُسمّون أنفسهم ( حُمس )(2)یعتقدون بأنّ طوافهم حول الکعبة یجب أن یکون بلباس خاص ، ومن لم یملک ذلک اللباس ویطوف بملابسه المعتادة فعلیه أن یرمیها بعیداً بعد انتهاء الطواف ولا یحق له وللآخرین استخدامها ولذلک یطلقون على هذه الألبسة (اللَقاء)، أی ما یُلقى من الثیاب، وإذا اُخذ بنظر الاعتبار أنّ أکثر الناس کان یسودهم فقر مدقع ولا یملکون إلاّ لباساً واحداً فیضطرون لخلعه من أجل الاحتفاظ به ویطوفون عراة حول الکعبة .

وقد استفاد أصحاب الشهوات أحیاناً من هذه الخرافة لیتمتّعوا بالنظر إلى الشباب من الرجال والنساء عندما یعرضون أجسادهم عاریة(3) .

ویذکر ابن هشام أنّ الرجال کانوا عراة تمام . أمّا النساء فکنَّ یخلعن کل ملابسهن ما عدا ثوباً مشقوق الذیال یبدی أجسامهن ثم ینشغلن بالطواف ، وذات یوم طافت امرأة فی تلک الهیئة أمام أعین رجال شرهة فأنشأت هذا الشعر الذی حفظه لنا التاریخ :

الیَومَ یَبدُو بَعضُهُ أَو کُلُّهُ *** فما بَدا مِنهُ فَلا أحِلُّهُ(4) أمّا القرابین التی یقدمونها إلى الأصنام فلها قصةٌ مفصلةٌ ، فمن جملة ذلک أنّ الناس فی ( دومة الجندل ) (5) کانوا یقدمون شخصاً فی کل سنة قُرباناً إلى الآلهة مع مراسم خاصة ثم یدفنون جسده المدمى قرب المذبح، حتى کتب بعضهم: ا نّ المصریین کانوا یقدمون أجمل الشباب والشابات قرابین إلى ( آلهة النیل ) ، وقد بقی ذلک التقلید عُرفاً اجتماعیاً لبعض قبائل العرب فینذر الآباء أبناءهم أحیاناً قرابین إلى الآلهة أیضاً (6) .


1. تفسیر مجمع البیان، ج 5 ، ص 3 ، فی ذیل الآیات الاُولى لسورة البقرة.
2. «حُمس» على وزن «خُمس» جمع «أحمس» وهو من تعصب لدینهِ، ولأنّ قریش کانت توطد عقیدة الشرک لذلک وصفوا أنفسهم بال ( حُمس ) .
3. الإسلام والعقائد والآراء البشریة، ص 288 .
4. سیرة ابن هشام، ج 1 ، ص 215 .
5. منطقة فی شمال غربی ( نجد ) فی قمة جبال الجزیرة العربیة ، وهناک کانت قصة وقوع التحکیم بصفین .
6. الإسلام وعقائد وآراء البشر، ص 278 .

 

2 ـ تفشی حالة الفقر الشدید بین الناس4 ـ الخرافات الاُخرى لعربِ الجاهلیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma