احدى الغایات لتأسیس البنوک هو النقل السریع والمطمئن للأموال، لتنفیذ العقود التجاریة والمعاملات السوقیّة، فلو لم یکن هناک بنک لنقل الأموال لواجهنا مشاکل کبیرة فی المعاملات التجّاریة بصورة عامّة، فلو فرضنا أنّه باع منزلا بمبلغ ثلاثین ملیون دیناراً لأحد الأشخاص، وأراد حساب المبلغ المذکور ونقله الى ملکیّة البائع، فهنا سیواجه مشکلة حقیقیّة فی ذلک، فأنّ حساب هذا المبلغ الضخم من الأموال قد یستغرق الساعات أو الأیّام، ولکن مع وجود البنوک تیسّرت هذه العملیّة بصورة سریعة ومطمئنة، فأنّ المشتری الذی لدیه حساب مصرفی فی البنک، سیقوم حینئذ بکتابة صک بمبلغ ثلاثین ملیون دینار، وهکذا تتمّ المعاملة بهذه السهولة، ویتقبّل البائع هذا الصک ویضیفه الى حسابه الخاص، وتتمّ عملیّة النقل والانتقال بدقیقة واحدة وبیسر وسهولة، دون أن یکون هناک خطر وضررٌ وتحمّل نفقات اضافیّة، ومن دون أن یقوم أحدٌ بتعداد النقود الورقیّة، أو یتحمّل نقل الأموال من هنا الى هناک .
 فلولا وجود البنوک فی دائرة الحیاة الإقتصادیّة فی عالمنا الیوم لتوقفت عجلة الاقتصاد واقعاً، أو أنّها ستواجه مشکلات کبیرة، وهذا الغرض والغایة تکفی لوحدها أیضاً لتشکیل وتأسیس البنوک.
 سؤال:
 إنّ ما ذکرتم من السببین أو الأسباب والغایات من تشکیل البنوک یفید ضرورة تشکیل البنوک للأثریاء والمتموّلین من الناس، ولکنّ ما فائدة البنوک بالنّسبة لعامة النّاس؟
 الجواب:
 أوّلا: إنّ الثروات الکبیرة لا تنحصر بملکیّة الأثریاء فقط، بل أنّ بیت مال المسلمین وثروات الدّولة والأموال المتعلّقة بملکیة المجتمع أیضاً تدخل فی دائرة خدمات البنک هذه، فإنّ البنوک تقوم بحفظ أموال بیت المال، والثروات، ورؤوس الأموال للمؤسسات المرتبطة بالدّولة والوجوه الشرعیّة و... وکذلک المعاملات المرتبطة بها.
 ثانیاً: إنّ وجود البنوک یؤثّر تأثیراً إیجابیاً ومفیداً فی حفظ الثروات الصغیرة والمتوسطة لعامّة الناس، ومساعدتهم کذلک فی تنفیذ المعاملات من هذا القبیل.