ما هو المراد من إصطناع المعروف؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الربا و البنک الإسلامی
رابعاً: تجمید الاحساسات والعواطف الإنسانیة(4) التّرابط الوثیق بین الأخلاق والمعاملات الإقتصادیة

المراد هو القرض الحسن(1) الذی یعتبر من أوضح وأجلى مظاهر العواطف الإنسانیة، وأسمى أشکال التفاعل الاجتماعی فی المجتمع البشری، بل أنّه أفضل من الصدقة أیضاً، ولذا جاء فی الرّوایات الشریفة أنّ الصدقة فیها عشرة حسنات والقرض فیه ثمانیة عشرة(2).ولعلّ الحکمة فی ذلک أنّ القرض الحسن له جانبان فی هذه العملیّة الاجتماعیة، فهو من جهة یقضی حاجة المحتاج فیشترک من هذه الجهة مع الصدقة، ومن جهة اُخرى یحفظ ماء الوجه للأفراد المحتاجین، وأصحاب الشرف وعلو الهمّة، حیث لا یتقبّلون الصدقة، فیکون القرض باعثاً على قضاء حاجتهم مع حفظ ماء وجههم، وأمّا بالنسبة إلى تخصیص هذا العدد وهذا الرقم من الحسنات والثواب، فانّ الصدقة تکون بعشرة أضعاف وذلک للمبدأ القرآنی القائل بأنّ: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثاله)(3) وبما أنّ القرض له جانبان من الفائدة والنفع (رفع الاحتیاج، وحفظ ماء الوجه) فلذا إستحقّ عشرین حسنة، ولکن بما أنّ رأس المال سوف یعود إلى المقرض وصاحب المال، فسوف ینقص منه حسنتان، ولذا أصبح ناتج القرض (18) حسنة، والصدقة بعشر حسنات، لأنّ الصدقة لیس فیها أکثر من عمل خیری واحد (فتأمل).
فتحصّل من ذلک أنّ الحکمة والغایة الرابعة فی تحریم الرِّبا أنّ أکل الرِّبا یمیت فی الإنسان العواطف النبیلة ومکارم الأخلاق.


(1) کما ورد فی روایة محمّد بن سنان الحدیث 11، الباب 1، من ابواب الرِّبا، المجلد 12، وسائل الشّیعة عن الامام الرّض(علیه السلام) أنّه قال: « وترکهم القرض والقرض صنایع المعروف».
(2) ورد القسم الاخیر من هذه الرّوایة فی الوسائل الشیعة، ج13، أبواب الدین والقرض، الباب 6، الحدیث 4، عن الامام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «القرض الواحد بثمانیة عشر وان مات حسبتها من الزّکاة» ولکن المضمون الذی ذکر فی المتن ورد بشکل تام فی روایة مستدرک الوسائل ، المجلد 13، ابواب الدین والقرض، الباب 6، الحدیث 3، نقلاً عن أبی الفتوح الرازی، قال رسول اللّه(صلى الله علیه وآله): «رأیت مکتوباً على باب الجنّة الصّدقة بعشرة والقرض بثمانیة عشر، فقلت: یا جبرائیل ولِمَ ذلک؟ والذی یتصدّق لا یرید الرجوع والذی یقرض یُعطی لان یرجعه، فقال: نعم هو کذلک ولکن ما کل من یأخذ الصدقة له بها حاجة والذی یستقرض لا یکون إلاّ عن حاجة، فالصدقة قد تصل الى غیر المستحق والقرض لا یصل إلاّ الى المستحق ولذا صار القرض أفضل من الصدّقة»
(3) سورة الأنعام، آیة 160.
رابعاً: تجمید الاحساسات والعواطف الإنسانیة(4) التّرابط الوثیق بین الأخلاق والمعاملات الإقتصادیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma