الرّوایات التی تدلّ على هلاک المرابین فی الدنیا:
قال الإمام الصادق (علیه السلام): «إذا أراد الله بقوم هلاکاً ظهر فیهم الرِّبا»(1). ومعنى هذه الرّوایة أنّ للربا عقوبة دنیویة أیضاً، وینتهی بهلاک المرابین، وهذا المعنى ورد أیضاً فی روایة اُخرى کذلک(2).
وقد یبرز لنا سؤال وهو: لماذا إذا أراد الله هلاک قوم أشاع بینهم الرِّبا حتّى ینتهی إلى دمارهم وهلاکهم؟
الجواب على هذا السؤال واضح، فانّ إرادة الله تبارک وتعالى لا تکون عفویة وبدون دلیل، فلابدّ أن یرتکب هؤلاء الأقوام من الذنوب والآثام الشدیدة بحیث تکون سبباً فی أنّ الإرادة الإلهیة تتعلق باهلاکهم وتدمیرهم، وهکذا ینتشر الرِّبا فی شرایین المجتمع الاقتصادیة، وینخر فی مفاصل بنیتهم الاجتماعیة حتى یقضی علیهم.
وهناک ملاحظة جدیرة بالتأمل وهی انّه لیس من الضروری أن یکون هلاک الأقوام الحاضرة دائماً مثل هلاک الأقوام الماضیة التی عوقبت بالزلزلة والصاعقة والریاح الصرصر، کقوم لوط وعاد وثمود، بل قد یکون إهلاک اُمّة من الاُمم یتخذ أشکالا اُخرى، کأن یکون بسبب الأمراض العسیرة العلاج والمزمنة کالأیدز، وکذلک الاعتیاد بالمخدرات، وأنواع الأمراض النفسیّة
التی تشغل فضاءً کبیراً فی أوساط المجال الصحّی، وقسطاً وافراً من أسرّة المستشفیات فی الدول الغربیّة المادیّة، فهذه کلّها یمکن أن تکون أسباباً لهلاک الاُمم والأقوام المذنبة والآثمة.
وعلى کلّ حال فهذه الطائفة من الرّوایات تدلّ أیضاً على حرمة الرِّبا الشدیدة.