لقد تقدّم فی الآیة ـ 279 ـ من سورة البقرة (لا تَظلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ)، فالقرآن الکریم یضع الرِّبا فی دائرة الظلم، فلا ینبغی للمسلم أن یظلم الآخرین فی أخذه الفائدة على القرض، وکذلک إذا أعطیتم قرضاً لأحد الأشخاص وأبى المقترض من تسدید دینه لکم، فأنّکم فی هذه الحالة مظلومین، وقد ظلمکم المدین بامتناعه عن إعادة رأس المال لکم، فکما لا ینبغی لکم ظلم الآخرین بأخذ الفائدة على القروض، فکذلک لا یجدر بالآخرین ظلم الدائن وصاحب المال بالامتناع من تسدید القرض أو التسویف والمماطلة.
فالآیة الشریفة المذکورة أعلاه تعتبر الرِّبا أحد مفردات الظلم، ولا یحتاج قبح الظلم إلى بیان، لأنّه من المستقلاّت العقلیة کما فی إصطلاح الفقهاء والاُصولیین ـ وقد تقدّم فی روایة محمّد بن سنان عن الإمام الرضا (علیه السلام) أنه قال: (ولما فی ذلک من الفساد والظلّم)(1).
فقد أکّد (علیه السلام) هذا المعنى للربا، وأنّه منشأ الفساد والظلم، فیکون حراماً لذلک.