1 ـ یذکر الراغب فی کتابه: (مفردات القرآن)(1) للربا فی اللغة معنیین وهما: 1ـ الزّیادة 2ـ العلو، فیقول:
«ومنه ربا، إذا زاد وعلا، قال تعالى (فَإذا أنْزَلنا عَلَیها الماءَ إهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)والرِّبا: الزّیادة على رأس المال لکن خصّ فی الشرع بالزّیادة على وجه دون وجه، وباعتبار الزّیادة قال تعالى (وَما آتُیتُم مِنْ رِبا لِیَربُوا فِی أمْوالِ النّاسِ فَلا یَربُو عِنْدَ اللهِ)»(2).
وبعض أُدباء العرب أدخل معنى (النمو والرشد) جزءً من معنى الرِّبا، فعلى هذا یکون الرِّبا مرادفاً للنمو والزّیادة والرشد، وهذا المعنى الثالث یتلاءم ویتناغم مع الآیة المذکورة أعلاه، ولهذا یقال أیضاً: (التربیة) لهذه الجهة، أی أنّها تربی الإنسان وتنمیه، فیحصل الإنسان بواسطتها على النمو والرشد.
ثم یضیف هذا العالم الشهیر:
الرِّبا هو کلّ زیادة فی رأس المال، ولکن فی عرف الشرع یطلق على الزّیادة بنحو خاص.
والخلاصة أنّه ذکر للربا معنیین: 1ـ الزّیادة 2ـ العلو والنمو.
2 ـ قال صاحب مقاییس اللغة: الرِّبا ورد بصورتین (الرِّب) و (رباء)، والمراد من کلیهما معنىً واحداً، وهو الزّیادة والنّموّ والعلو.
وبهذا تحصّل لدینا ثلاث مفاهیم فی معنى الرِّبا.
3 ـ یقول مؤلف «لسان العرب» ـ والذی یعتبر من کتب اللغة الشاملة والواسعة ـ: الرِّبا بمعنى الزّیادة والنمو.
4 ـ وأخیراً یقول صاحب «التحقیق فی کلمات القرآن الکریم»: (والتحقیق أنّ الأصل الواحد فی هذه المادّة هو الانفتاح مع زیادة، بمعنى أن ینفتح شیء فی ذاته، ثمّ یتحصّل له فضل وزیادة).
من مجموع ما ذکر أعلاه، نخلص إلى نتیجة وهی: إنّ الرِّبا فی لغة العرب له ثلاث معانی: ـ1ـ الزّیادة ـ2ـ العلو ـ3ـ النمو.
وفی إصطلاح الشرع یراد به الزّیادة فی المعاملات أو القروض بشرائط خاصّة.
وعلى هذا الأساس، فانّ آیات الرِّبا فی القرآن المجید، تشمل الرِّبا القرضی، أو ربا المعاوضة، أو کلیهما، سواءً قصد بالفائدة والزّیادة ما کان فعلا أو صفة أو منفعةً أو علمیّة أو منافع اُخرى، ولو لم یکن هناک دلیل على حرمة الأقسام الخمسة المذکورة للربا والواردة فی کتاب تحریر الوسیلة، غیر الآیات الشریفة، فانّ إطلاق الآیات المذکورة کافیاً لاثبات المدّعى، لأنّ کلمة الرِّبا بمعناها الواسع شاملة لکل قسم من الأقسام الخمسة للزیادة الرّبویّة(3).

(1) کتاب المفردات من أفضل کتب اللغة، حیث فسّر فیه کلمات القرآن الکریم، بل انه یعتبر بحدّ ذاته تفسیراً مصغّراً.
(2) مفردات القرآن، ص193، کلمة (ربو).
(3) ومع الأسف، أنّ بعض الفقهاء قلیلاً ما یرجعون فی مباحثهم الفقهیة الى القرآن الکریم وآیات الاحکام، وهذه المسألة قد توجب أحیاناً مردودات سلبیة فی جانب الافراط، والحال أنّه ینبغی علینا أن نتوجه أولاً الکتاب الکریم، ومن ثمّت نوافق الرّوایات الشریفة مع الآیات الکریمة.