الطائفة الاُولى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الربا و البنک الإسلامی
(2) الرِّبا فی الرّوایات الإسلامیّةالطّائفة الثّانیة

ما ورد فیها مقایسة ومقارنة بین الرِّبا والأعمال القبیحة المنافیة للعفّة،
واعتبرت الرِّبا من أشدها قبحاً وسوءاً.
منها ما جاء فی الحدیث الشریف عن رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)، فی قوله للامام علی(علیه السلام):
«یاعلی درهم ربا أعظم عند الله من سبعین زنیة».
بل أنّ هناک عبارات أشد وأخطر من هذا التعبیر فی سائر الرّوایات الشریفة من هذه الطائفة والتی لا مجال لاستعراضها جمیع(1).
هذا التعبیر ورد فی الرّوایات الاُخرى على شکل أعداد وأرقام مختلفة، ففی بعض الرّوایات أنّ الرِّبا یعادل ثلاث وثلاثین(2) زنیة، وفی روایات اُخرى یعادل ثلاثین مرّة(3)، وفی بعضها یعادل عشرین(4)، وفی آخر یعادل مرّة واحدة(5) وهکذا.
وکما هو معلوم أنّ الإسلام یمنع بشدّة هذا العمل المنافی للعفّة، ویوعد علیه أشدّ العقاب، فکیف بما یفوقه قبحاً وسوءً؟ وبهذه الصورة تعلن الشریعة المقدّسة عن مدى شناعة الرِّبا وفداحة خطرة بهذه العبارات الشدیدة، ویعتبر هذا من أکثر الأدلّة صراحةً على تحریم الرِّبا.
وهنا یعترضنا هذا السؤال: ما السبب فی إختلاف الأعداد والأرقام فی هذه الرّوایات الکریمة بالنسبة إلى معادل الرِّبا من الأعمال المنافیة للعفّة؟
ویمکن أن یقال فی الجواب: إنّ الرِّبا یختلف باختلاف الموارد، فجمیع أنواع الرِّبا قبیحة ومذمومة وظالمة، ولکنّ بعضها أقبح من البعض الآخر، وما نراه من تفاوت الأعداد یعود إلى تفاوت أنواع الرِّبا، مثلا الرِّبا من النوع الأضعاف المضاعفة ـ الذی مرّ شرحه سابقاً ـ یختلف عن الرِّبا المتعارف، ویکون أقبح وأسوء من غیره. وأخذ الرِّبا من إنسان ضعیف وفقیر قد إقترض مبلغاً من المال لعلاج ولده المریض، یختلف عن أخذ الفائدة الرّبویّة من الأفراد العادیّین الذین لا یمرّون بمثل هذه الظروف الحرجة، ولذا کان الأوّل أشدّ ظلماً وقبحاً من الآخر.
وکذلک المعاملات الرّبویّة الظّالمة التی تؤخذ من الشعوب المستضعفة لحساب الدول المستکبرة ـ قد تجرّ إلى تدمیر إقتصاد البلدان الضعیفة ـ یختلف عن أخذ الفائدة من شخص واحد، فالرِّبا ظلم شنیع، وعمل قبیح ومذموم فی جمیع أفراده ومصادیقه، ولکن مع حفظ سلسلة المراتب المختلفة فی أفراده الکثیرة.
أمّا لماذا وردت مقارنة الرِّبا فی هذه الرّوایات الشریفة مع الأعمال المنافیة للعفّة، واعتبر الرِّبا أقبح منها وأسوأ؟
قد یکون السّبب فی ذلک أنّ الرِّبا هو أحد العوامل الأساسیّة فی تعمیق الفقر وإیجاد التفاوت الطبقی فی المجتمع، وزیادة الهوة والفاصلة بین الأثریاء وعامّة الناس.

ونظراً إلى أنّ الفقر وسوء الأحوال الاقتصادیة یؤدی إلى عزوف الشباب عن تشکیل الاُسرة وبالتالی جرّهم إلى مهاوی الرّذیلة، فهو أحد الأسباب فی شیوع الفحشاء.
فاذا تمّ القضاء على الفقر، فهذا یعنی القضاء على أحد الأسباب المهمّة فی انتشار الرذیلة وإشاعة الفحشاء على الأقل، وتطهیر المجتمع من الفساد الأخلاقی، وبما أنّ هؤلاء المرابین یسعون إلى توکید مقدمات الفقر، وتجذیرها فی المجتمع، فهم شرکاء فی إنحراف المجتمع وانحطاطه، وعملهم هذا یعادل عدّة موارد من الموارد المنافیة للعفّة والأخلاق فی المجتمع.
وعلى کلّ حال، فانّ هذه الرّوایات الشّریفة تؤکّد بصراحة بالغة ووضوح تام على حرمة الرِّبا، وتجعله مرادفاً لأکبر الذنوب والآثام فی الإسلام، (إلى حدّ الزنا بالمحارم وأکثر) وبالنظر إلى سعة وشمول هذه الرّوایات ولحنها الشّدید، فلو لم یکن دلیل على حرمة الرِّبا سوى هذه الطّائفة من الرّوایات، لکان ذلک کافیاً لاثبات المطلوب.


(1) وسائل الشّیعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا، الحدیث 12 ومثله الرّوایة 19 و21 من هذا الباب، والحدیث8 و 3 ـ من الباب (1) من کتاب مستدرک الوسائل، المجلد 13.
(2) مستدرک الوسائل، المجلد 13، أبواب الرِّبا، باب1، الحدیث 14.
(3) وسائل الشّیعة، المجلد 12، أبواب الرِّبا، باب1، الحدیث5.
(4) وسائل الشّیعة، المجلد12، أبواب الرِّبا، باب1، الحدیث6 و 22.
(5) مستدرک الوسائل، المجلد13، أبواب الربا، باب1، الحدیث8.
(2) الرِّبا فی الرّوایات الإسلامیّةالطّائفة الثّانیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma