إنّ توجه الناس نحو استثمار أموالهم فی العقود الرّبویّة یؤدی إلى أن یترک الناس المعاملات التجاریة المشروعة والمفیدة لصعوبتها، ولما یکتنفها من مشاکل وتعقیدات ومشقّات، ویقتصرون فی نشاطاتهم الاقتصادیة على تلک المعاملات الفاسدة ذات الربح الوفیر والتعب القلیل، وفی هذا المجال هناک روایات متعدّدة تحذّر من هذه العاقبة بالذات، فعن هشام بن الحکم أنّه سأل أبا عبدالله (علیه السلام)عن علّة تحریم الرِّبا، فقال (علیه السلام):
«إنّه لو کان الرِّبا حلالا لترک النّاس التّجارات وما یحتاجون إلیه، وحرّم الله الرِّبا لتنفر النّاس من الحرام إلى الحلال وإلى التّجارات من البیع والشّراء فیبقى ذلک بینهم فی القرض»(1).
وبعبارة اُخرى: إنّ المرابین یمثلون النخبة التی تعیش على أتعاب الآخرین فی المجتمع الانسانی، فیکون حالهم حال بعض الحشرات التی تعیش على امتصاص دم الحیوانات الاُخرى دون أن تبذل جهداً فی تحصیل قوتها، وعمل المرابی هذا یکون مصداقاً للروایة المشهورة عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث قال: (ملعون من ألقى کلّه على النّاس)(2).
المصارف والبنوک الرّبویّة فی عالم الیوم کذلک، حیث تعدّ بؤرة لجذب الأرباح الکاذبة، فتتراکم ثرواتها یوماً بعد آخر فی مقابل إزدیاد فقر الفقراء وبؤس المساکین فی المجتمع.