إنَّ حیاة النحل من أکثر ظواهر الخلق دهشةً ، وقد اکتشفت عجائبُ عن حیاة هذه الحشرة الصغیرة من خلال بحوث العلماء ، إذ یعتقد البعض أنَّ حضارتها وحیاتها الاجتماعیة أکثر تطوراً من حیاة الإنسان ، فانتم لا تعثرون على أی مجتمع متطور قد حلَّ مشکلة « البطالة » و« المجاعة » بشکل کامل ، إلاّ أنّ هذه المسألة حُلَّت تماماً فی عالم النحل ( خلایا النحل ) ، فلا یُعثُر فی هذه المدینة على زنبور عاطل عن العمل أو زنبور جائع أیض .فبناء الخلیة ، وکیفیة جمع رحیق الورود ، وصناعة العسل وخزنهِ ، وتربیة الصغار واکتشاف المناطق الملیئة بالأزهار ، واعطاء عنوان السکن لباقی النحل ، والعثور على الخلیّةِ من بین مئات أو آلاف الخلایا کل ذلک دلیلٌ على الذکاء الخارق لهذه الحشرة .إلاّ أنّ من المسلَّم به أنَّ الإنسان لم یکن یمتلک مثل هذه المعلومات عن النحل سابق ، ولکن القرآن الکریم أشار فی السورة المسماة باسم هذه الحشرة « النَّحل » باشارات ملیئة بالمعانی إلى الحیاة المعقَّدة والمدهشة لهذه الحشرة .بهذا التمهید نتأمل خاشعین فی الآیات الآتیة :

1 ـ ( وَأَوْحَى رَبُّکَ إِلىَ النَّحْلِ أَنِ أتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتاً ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا یَعرِشُونَ ) .(النحل / 68)

2 ـ ( ثُمَّ کُلىِ مِنْ کُلِّ الَّثمَراتِ فَاسلُکِى سُبُلَ رَبِّکِ ذُلُلا یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِیْهِ شَفاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیةً لِّقَوم یَتَفَکَّرُونَ ).(النحل / 6869 )