2 ـ « عجائب الطیور » و« الطیور العجیبة »

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
1 ـ فَنُّ الطیران الْمعقَّد3 ـ الطیور فی خدمة الإنسان والبیئة

للطیور أنواع مختلفة وعجیبة ، وبعضها أکثرُ عجب ، إذ یقول بعض العلماء : شوهد 289 نوعاً من الحمام و 209 نوع من الحجل و 100 ألف نوع من الفراشة لحد الآن (1) .ویمکن ذکر « الخفاش » مثلا من بین الطیور العجیبة ، فهو یضجر من ضوء الشمس على عکس سائر الطیور ، ویطیر فی ظلام اللیل بکل شجاعة وجرأة وبأیّ اتجاه شاء ، وجسمه خال من الریشِ تماماً واجنحتُه متشکلة من جلد رقیق ، وهو لبونٌ ولودٌ ، فیحیضُ ، ویأکل اللحم ، ویقالُ إنَّ الطیور تنصبُ له العداء ، کما أنّه یعادیها أیض ! لهذا فهو یقضی حیاته منعزل .وحرکته السریعة والجریئة فی ظلمة اللیل من دون أن یصطدمَ بمانع تبعث على الحیرةِ ، فهو یَمر من خلال انحناءات والتواءات کثیرة بدون أن یضِّل طریقه ، ویوفر طعامه بدقّة أینما کان مختفیاً ومن دون خط ، لامتلاکه لجهاز خفی یشبه « الرادار » .فهو یرى بأذنه « أَجَلْ بأذنه ! » لأنَّ الأمواجَ الخاصَّة التی یصدرها من حنجرته ویرسلها إلى الخارج عبر أنفهِ ترتطمُ بکل ما یصادفها وتعود ، وهو یلتقط الأمواج المنعکسة بأذنه ، ویتحسسُ الوضعَ فی جمیع الجهات فیتجنب العقبات .إنَّ بناءَ حنجرته وانفهِ وأذنهِ عجیبٌ ، دقیقٌ لا یوجد له مثیل فی أیٍّ من اللبائن .والأمواج التی یرسلها إلى الخارج هی أمواج ما وراء الصوت ، التی لا نستطیع سماعه ، وفی کلِّ ثانیة یرسل 3060 مرّة إلى کل الاتجاهات المحیطة به ویستلم ردَّه .

لقد اجروا بحوثاً کثیرة حول « الخفّاش » وأَلّفُوا مقالات عدیدةً ، تتشکل منها دروس حقة لمعرفة الله .ولهذا یتحدث أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی نهج البلاغة فی خطبة معروفة باسمِ « خطبة الخفّاش » عن هذا الحیوان ، ویُبینُ مهارتَه ودقته فی بیانهِ العظیم والبلیغ ، حیث یقول :« من لطائف صنعته ، وعجائب خلقته ، ما أرانا من غوامض الحکمة فی هذه الخفافیش ... »(2) ثم یضیف بصدده قائل :« وقیل من الحیوانات من یحتضن صغاره ، ویحمله تحت جناحه وربما قبض علیه بفیه وهو فی حنوه علیه واشفاقه علیه وربما ارضعت الانثى ولدها وهی طائرة ... » (3) .ومن عجائب الخلق طائرٌ آخر یُسمى « الطاووس » ، بریشه الجمیل الذی تصیب الدهشة من یتمعن بألوانه ، فکأنّما خرجَ لتوِّهِ من تحت ید رسّام ماهر ملیئاً بالألوان الخلابة الزاهیة الشفّافة والجذّابة ، مصففاً ریشه بمظلة عجیبة التی إذا رأیتها فسوف لن تغیب عن بالک، أنّ ذلک لآیة اُخرى من آیات خلقِ الله .لهذا أکَّد معلمُ التوحید ومعرفة الله ، الإمام علی (علیه السلام) فی احدى خطب نهج البلاغة « خطبة الطاووس » على هذا الأمر قائل :«ومِنْ أَعجبِها خلقاً الطاووس الذی أَقامَهُ فی أَحکَمِ تعدیل ، ونضّد ألوانه فی أحسن تنضید بجناح أشرج قَصَبَهُ وذنب أطال مَسْحَبَه إذا درج إلى الانثى نثره من طیّه وسما به مطلا على رأسه کأنّه قلع داری عنجة نوتیّةٌ یختال بألوانه ... » (4) .و« الطیور المهاجرة » من أکثر أنواع الطیور إثارة للدهشة أیض ، فهی تقطع أحیاناً کل المسافة بین القطب الشمالی والقطب الجنوبی ، ثم تعودُ إلى مکانها الأول ، قاطعة سفراً طویلا بعیداً قد یبلغ آلاف الأمیال ، والعجیب أنّها تستخدم فی هذه المسافة الشاسعة آلات خفیة تستطیع بها تشخیص طریقها بین الجبال والغابات والصحارى والبحار .والأعجب من کل هذا مواصلة طیرانها لعدّة أسابیع بدون توقف لیلا ونهاراً دون الحاجة إلى غذاء ، لأنّها تبدأ بالأکل قبل بدایة سفرها بدافع داخلیِّ، أکثر من الحد اللازم ، وتختزن هذه الأطعمة على هیئةِ دهون فی جسمه ، کی تکتسب الطاقة اللازمة لهذا الطیران الطویل المستمر .فهل تستفید من الجاذبیة المغناطیسیة للأرض من أجل تشخیص طریقه ؟ أو من استقرار الشمس فی السماء والنجوم أثناء اللیل ؟ وفی هذه الحالة یجب أن تکون هذه الطیور من الفلکیین المرموقین ، أو تستفید من طریقة خفیَّة اُخرى نجهلها لحد الآن ؟والأهم من ذلک أنّها تنام فی السماء أحیاناً وهی طائرةٌ وتواصل مسیرتها نحو هدفها! کما أنّها تتوقعُ التحولات فی الجو قبل حصولها من خلال تنبؤ ذاتی ، فتستعد للحرکة .لعلکم شاهدتم بأعینکم أنَّ الطیور المهاجرة تتحرک بشکل جماعیٍّ وتُشکِّلُ نسقاً على هیئةِ رقم 7 ، فهل هذا حدثَ صدفةً ؟ لقد أثبتت بحوث العلماء أنَّ الطیر عندما یحرِّک جَناحَیهُ فی الهواء فهو یخفضه ممّا یسهل عملیة تحریک جناح الطائر الذی یلیه ، لهذا فانَّ الطیور حینما تتحرک بالشکل أعلاه قلیلا ما تتعب ، وتختزن کمیةً لا بأس بها من طاقته ، فایُّ معلِّم اعطاها هذا الدرس الدقیق ؟


1. یراجع کتاب أسرار حیاة الحیوانات، ص 142 إلى 196 .
2. نهج البلاغة، الخطبة 155 .
3. سفینة البحار، ج 1، ص 403 .
4. تراجع بقیة هذا الحدیث فی الخطبة 165 من نهج البلاغة .

 

1 ـ فَنُّ الطیران الْمعقَّد3 ـ الطیور فی خدمة الإنسان والبیئة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma