2 ـ نظریة الخوف

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
1 ـ نظریة الجهل3 ـ نظریة العامل الاقتصادی

ذکر المؤرخ الغربی المعروف « وِل دیورانت » فی تاریخه ضمن بحث بعنوان منابع الدین عن الحکیم الرومانی « لوکروتیوس » بأنّ « الخوف هو الأم الأولى للآلهة ، ومن بین أنواع الخوف هو الخوف من الموت الذی یَحتل مکانة أهم بین بقیّة أنواع الخوف ... ولهذا لم یکن باستطاعة الإنسان البدائی أن یصدق بأنّ الموت ظاهرة طبیعیة ولذا کان یتصور له سبباً ما ورائیاً على الدوام »(1) .

ویکرّر « راسل » نفس هذا الکلام بصیاغة أخرى فی قوله :

« أتصور أنّ مصدر الدین هو الخوف والرهبة قبل کل شیء ، الخوف من الکوارث الطبیعیة ، الخوف من الحروب وما شاکل ، والخوف من الأعمال غیر اللائقة التی یرتکبها الإنسان أثناء غلبة الشهوات علیه »(2) .

ویتّضح بطلان هذه الفرضیة من حیث إنّ أتباعها کأنّهم قد تعاهدوا جمیعهم بشکل ضمنی على الاتفاق بأنّه لیس ثمة جذور ما ورائیة للدین والاعتقاد بعبادة الله ، ولابدّ من البحث عن سبب له فی الطبیعة ، سبب یعود إلى نوع من الظن والخیال ، ولهذا فهم دائماً یرون الأمور الفرعیة وینسون المسألة الأصلیة .

صحیح أنّ الإیمان بالله یمنح الإنسان طمأنینة واقتداراً روحی ، وصحیح أنّه یمده بالشجاعة قبال الموت والحوادث العصیبة ، إلى درجة أنّه فی بعض الأحیان یکون مستعداً لکل ألوان التضحیة والفداء ، لکن لماذا ننسى ما هو أمام أعین البشر دائماً أی النظام الذی یحکم الأرض والسماء والنباتات والأحیاء ووجود الإنسان ذاته ؟ !

وبعبارة أخرى فإنّ الإنسان مهما کان جاهلا بعلم التشریح والفسلجة وما شابه ، لکنّهُ حینما ینظر إلى بناء عینه وأذنه وقلبه ویده ورجله یراه بناءً عجیباً ودقیق ، وهذا لا یمکن تفسیره أبداً بعوامل اللاشعور والصدفة، فنمو غصن من الزهور ، زنبور العسل، بزوغ الشمس والقمر وسیرهما المنتظم وبقیة الظواهر الاُخرى لا یمکن تفسیر کل هذه الظواهر بالصدفة واللاشعور.

هذا هو الشیء الذی کان موجوداً ولا یزال دائماً أمام أعین الإنسان وهو السبب الأصلی فی ظهور الإیمان بوجود الله ، لماذا یتجاهلون هذه الحقائق البینة ویتشبثون بمسألة الخوف والجهل ؟ لا شیء غیر خوفهم من نمو العقائد الدینیة ؟ لماذا ترکوا الطریق الأصلی النیّر وسلکوا الطریق المنحرف ؟ والسبب هو أنّ الأحکام المسبقة حالت بینهم وبین معرفة الحقیقة ؟ !


1. قصة الحضارة، ل «وِلْ دیورانت »، ج 1، ص 89.
2. العالم الذی أعرفه، ص 54.

 

1 ـ نظریة الجهل3 ـ نظریة العامل الاقتصادی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma