« بَشَرْ »: من أصل ( بَشَرَة ) بمعنى ظاهر جلد الإنسان ، ولکن یستفاد من « مقاییس اللغة » أنّ أصلها هو ظهور شیء ذی حسن وجمال ، لذا فإنّ حالة « البُشر » ( على وزن الیُسر ) بمعنى الفرح والانبساط ، وانطلاقاً من أنّ هذه الحالة خاصة بالإنسان ، کانت مفردة « البشر » اسماً للنوع الإنسانی(1) ، وهذه المفردة تطلق على الرجل والمرأة والمفرد والمثنى والجمع (2).
«سُلالة»: ( على وزن عُصارة ) بمعنى الشیء المأخوذ من شیء آخر ، فیکون خلاصته وعصارته ، وهی فی الأصل من ( سَلَّ ) على وزن (حَلَّ ) بمعنى سحب وجرَّ برفق وتستخدم لسحب السیف من القراب أیضاً ثم اطلقت على عصارة وخلاصة الأشیاء (3)، وحینما نقرأ فی الآیات المذکورة أنّ الله خلق الإنسان من سلالة من طین ، فمعنى ذلک من العصارة المصطفاة من الطین ، وقال البعض : إنّ المراد من هذا هو أنّ آدم مخلوق من عصارة کل الأتربة الموجودة على الأرض ( ولهذا فقد استخلص آثار الجمیع فی وجوده ) وإطلاق « السلیل » على « الابن » من باب أنّه ناتج من عصارة وجود الأب والأم .
«النطفة»: فی الأصل بمعنى « الماء الصافی » ، واعتبرها بعض أهل اللغة بمعنى « الماء القلیل » ، وبما أنّ الماء الذی یمثل المبدأ فی ظهور الإنسان قلیل ومصطفىً وعصارة من کل الجسم فقد أُطلقت هذه المفردة علیه ، ویقال للسوائل الجاریة « ناطف » أیض .
«أمشاج»: جمع « مَشْج » ( على وزن نشج ) بمعنى الشیء المخلوط ، والبعض اعتبرها جمعاً لـ « مشیج » ، ولأنّ ماء الرجل والمرأة یختلطان عند انعقاد نطفة الإنسان فقد أطلقت هذه المفردة علیه .
جاء فی « لسان العرب » أنّ هذه المادة فی الأصل بمعنى اللونین المختلفین الذین یمتزجان مع بعضهما ( ثم أطلقت على الأشیاء المختلفة التی تختلط مع بعضه ) .
خلق الإنسان من ( نطفة أمشاج ) ، یمکن أن تکون إشارة إلى المواد المختلفة التی تشکل النطفة ، أو القابلیات المتنوعة التی تجتمع فی النطفة عن طریق عامل الوراثة وغیره من العوامل ، أو أنّه إشارة إلى کل هذه الامتزاجات .