إنَّ کثرة ووفرة آیات الله فی عرض السموات ، وجمال السماء فی اللیل ، دَفَعَ القرآن الکریم والأحادیث إلى دعوة الناس باسرهم وخص المؤمنین منهم إلى التفکُّر فی السموات من أجل کسب المزید من الإیمان ، فیقول القرآن الکریم فی الآیة 6 من سورة ق : ( أَفَلَمْ یَنْظُرُوا إِلىَ السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ کَیْفَ بَنَیْناهَا وَزَیَّنَّاهَا وَمَالَها مِنْ فُرُوْج ) ؟! .وقد أمَرت الروایات « المستیقظین فی الاسحار » خاصة ، أن ینظروا إلى السماء أولا حینَ ینهضون « لصلاة اللیل » ، وأن یقرأوا الآیات الاخیرة من سورة آل عمران التی تنعکس فیها جمیعُ هذه الحقائق بنحو عرفانیٍّ : ( إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَواتِ وَالاَرْضِ ... )ثم یتوجهون نحو العبادة ( حیث یمتلیء الدعاء بعطر التوحید ومعرفة الله ) (1) .ورُویَ أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) حینما کان یستیقظ لصلاة اللیل یبتدىء بالمسواک ثم یلقی نظرةً على السماء ، ویردد هذه الآیات (2) .وورد فی صفات أمیر المؤمنین (علیه السلام) أیضاً عن أحد أصحابه ویدعى ( حبة العرنیّ ) حیث قال : « بینا أنا ونوف ( أحد أصحاب الإمام علی (علیه السلام) ) نائمین فی رحبة القصر إذ نحن بأمیر المؤمنین (علیه السلام) فی بقیة من اللیل ، واضعاً یدیه على الحائط شبیه الواله ، وهو یقول : ( اِنَّ فى خَلْقِ السَّموات وَالاَرْضِ ) إلى آخر الآیة ، قال : ثم جعل یقرأ هذه الآیات ویمّر شبه الطائر عقله ، فقال لی : أراقدٌ أنت یا حبّة أم رامق ؟ قال : قلت : رامقٌ هذا أنت تعمل هذا العمل فکیف نحن ؟ فأرخى عینیه فبکى ، ثم قال لی : یا حبّة ، إنّ لله موقفاً ولنا بین یدیه موقف لا یخفى علیه شیء من أعمالن ، یا حبّة إنّ الله أقرب إلیَّ والیک من حبل الورید ، یا حبّة إنّه لن یحجبنی ولا إیاک عن الله شیء .... » (3) .