3 ـ نشاطات الروح المختلفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
2 ـ الروح .. الظاهرة الخفیة فی عالم الوجود4 ـ مقارنة عقل الإنسان بالعقول الألکترونیة

للإنسان نشاطات روحیة وفکریة عدیدة ، سواء فی الشعور أو فی اللاشعور ، بحیث یمکن لکل واحد من هذه النشاطات أن یکون موضوع بحث مستقل فی کتب متعددة ( وغالباً ما کان ) ، وقسم من هذه النشاطات على النحو التالی :أ) « التفکیر » من أجل الوصول إلى المجهولات ، أو بتعبیر الفلاسفة حرکة الفکر نحو المبادیء ، ثم حرکته الأخرى من المبادیء نحو الأهداف والمراد .ب) « الابتکار » من أجل حلّ مشاکل الحیاة غیر المتوقعة، ومواجهة الحوادث المختلفة ، ورفع الاحتیاجات المتنوعة والابداعات والاکتشافات والاختراعات .ج) « الذاکرة » لحفظ أنواع المعلومات التی یحصل علیها الإنسان عن طریق الحس أو التفکیر وتبویبها وخزنها ثم استذکارها عند الحاجة .د) « التجربة وتحلیل القضای » من أجل معرفة علل وجذور الحوادث عن طریق فصل المفاهیم الذهنیة عن بعضه ، ثم ترکیبه ، ثم الوصول إلى علل ونتائج الحوادث .هـ) « التخیل » أی إیجاد صورة ذهنیة قد لا تکون فی بعض الأحیان موجودة فی الخارج کمقدمة لفهم القضایا الجدیدة .و) « الإرادة والتصمیم » لأجل القیام بالأعمال أو التوقف عنها أو تغییره .ز) « الإدراکات الفطریة والعقلیة » وهی الأساس فی الاستدلالات النظریة وغیر البدیهیة .ح) العشق ، الحب ، العداوة وعشرات الظواهر الروحیة الأخرى ذات التأثیرات الإیجابیة أو السلبیة فی أفعال الإنسان .وبالطبع فهذه القضایا لیست منفصلة عن بعضه ، بل هی متمرکزة جمیعها فی داخل روح الإنسان ، إنّها أمواج من هذا المحیط اللامتناهی ، وأنوار من هذه الشمس الساطعة، وهذا مایدل على أنّ الروح الآدمیة أرفع آیات الله وأهم علاماته .وفی قول القرآن الکریم إشارة إلى هذه الحقیقة : ( وَفِى الأَرضِ آیاتٌ لِّلمُوقِنِینَ * وَفِى أَنفُسِکُم أفَلا تُبصِرُونَ ).(الذاریات / 21)

ولا نذهب بعیداً فإنَّ الذاکرة الإنسانیة التی تمثل أرشیفاً للمعلومات المختلفة على درجة من الغرابة والعجب بحیث لو أننا أردنا توظیف مئات الأشخاص لحفظ وظرافة وترتیب معلومات أحد الأشخاص لاستحال علیهم القیام بنشاط الذاکرة بهذه السرعة والدقة .ولو سلبت منّا الذاکرة لساعة واحدة لما أمکنتنا الحیاة، فلا نضلُّ الطریق إلى منازلنا فحسب ، بل سیصیبنا النسیان حتى فی أن نضع اللقمة فی فمنا عند تناول الطعام ، سیکون کل شیء بالنسبة لنا مجهولا ووحشیاً وغریباً ومُحیر .فقد أحد الشباب جزءً من ذاکرته نتیجة حادث سیر أصابه بضربة دماغیة ، وعندما حملوه إلى بیته أنکر بیته! وقال : إنّ هذه هی المرة الأولى التی أضع فیها قدمی هن ! بل حتى أمه کان یتصورها امرأة غریبة ، وبدت اللوحة الفنیة التی رسمها بیدیه مجهولة تماماً فی عینیه ، وکان یقول : إنّها اول مرّة أراه .إنّنا نحمل فی أرشیف ذاکراتنا صوراً لآلاف الموجودات وآلاف آلاف البشر وآلاف آلاف المواد المختلفة وآلاف آلاف الخواطر واللقطات وآلاف آلاف المعلومات المختلفة الاُخرى ، والعجیب أنّ استحضار احدى الخواطر لا یحتاج أکثر من واحد بالألف من الثانیة من أجل أن یستطیع الإنسان الانتباه إلى خاطرة معینة من بین معلوماته المبوبة التی مضت علیها لحظة أو سنة أو خمسون سنة ، خاصة وأنّ العلماء یشیرون إلى إحدى الأعمال المحیرة للذاکرة والتی یسمونها « معجزة الذاکرة » وهی بالترتیب الآتی :کثیراً ما ینسى الإنسان إسم شخص أو موضوع ثم یجهد ویحاول أن یتذکره ویقلّب رفوف أرشیف ذاکرته واحداً بعد الآخر ولکن دون جدوى .حسن ، إن کان الإنسان یعلم ذلک الاسم أو الموضوع ، فلماذا یبحث عنه ؟ وإن لم یکن یعلمه فکیف یبحث عن شیء لا یعلمه ؟ أفیمکن أن یبحث الإنسان عن ضالة لا یعرف ما هی أو من هی ؟ !

ومع هذا فیصدق على ذاکرة الإنسان أن تبحث عند النسیان عن ضالة لا تعلم ما هی ؟ وفجأة تصل إلى الرف الذی یحمل ضالتها فتعثر علیه (1).وهنا توجد نقطة دقیقة یکمن فیها الحل المذهل للقضیة ، وهی : فی مثل هذه المواضع لا یبحث الإنسان عن ذات ذلک الاسم أو الموضوع الذی لا یعرف ما هو بل من أجل العثور علیه تراه یبحث عن مجموعة الحوادث التی یعلم بشکل إجمالی أنّه اختزنها فی ذهنه بمعیة الاسم المطلوب ( لأنّ الحوادث المختلفة تُخْتَزَنُ على شکل مجموعات مجموعات ) ، فمثلا هو یعلم أنّه تعرف لأول مرّة على الشخص المعنی الذی نسی أسمه فی الیوم الفلانی والمحل الفلانی ، لذلک یطلب من أرشیف الذاکرة وبشکل فوری إضبارة ذلک الیوم وذلک المحل ویتصفحها بسرعة البرق لیعثر فی طیاتها على اسم ذلک الشخص .ونختم هذا الکلام بحدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) وَرَدَ فی توحید المفضل ، یقول : « تأمل یا مفضّل هذه القوى التی فی النفس وموقعها من الإنسان ، أعنی الفکر والوهم والعقل والحفظ وغیر ذلک ، أفرأیت لو نقص الإنسان من هذه الخلال الحفظَ وحده کیف کانت تکون حاله ؟ وکم من خلل کان یدخل علیه فی اُموره ومعاشه وتجارته إذا لم یحفظ ماله وما علیه وما أخذه وما أعطى ، وما رأى وما سمع ، وما قال وما قیل له ولم یذکر من أحسن إلیه ممن أساء به ، وما نفعه ممّا ضره ، ثم کان لا یهتدی لطریق لو سلکه ما لا یُحصى ، ولا یحفظ علماً ولو درسه عمره ، ولا یعتقد دین ، ولا ینتفع بتجربة ولا یستطیع أن یعتبر شیئاً على ما مضى ، بل کان حقیقاً أن ینسلخ من الإنسانیة أصل » .

ثم یضیف الإمام : « وأعظم من النعمة على الإنسان فی الحفظ النعمة فی النسیان ، فإنّه لولا النسیان لما سلا أحد عن مصیبة ولا انقضت له حسرة ، ولا مات له حقد ، ولا استمتع بشیء من متاع الدنیا مع تذکر الآفات .. » (2).


1. الاقتباس من کتاب « حافظة » من سلسلة « چه مى دانم » (بالفارسیة).2. بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 80 و 81 ( بشیء من التلخیص ) .

 

2 ـ الروح .. الظاهرة الخفیة فی عالم الوجود4 ـ مقارنة عقل الإنسان بالعقول الألکترونیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma