التعقید والدقة فی نظام الخلق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
آیات الأنفس الأولى تمهید

یقولون : إنّ للجهاز الفلانی نظام معقد ، هذا عندما یکون بناؤه متکوناً من أجزاء وتشکیلات مختلفة ذات ارتباطات متعددة ومتنوعة ، ویقوم بأعمال متباینة مهمّة ، فمثلا الحاسبة الألکترونیة التی تستطیع فضلا عن أعمال الحساب الأصلیة أن تحل أنواع المعادلات الجبریة والقضایا الهندسیة وتؤدّی مختلف الحسابات الریاضیة بسرعة أو تحفظها فی حافظته ، تعتبر ذات نظام معقد .یقول العلماء : إنّ خلف غشاء شبکیة العین یُوجد تسعون ألف حزمة عصبیة تربط بین خلایا الشبکیة وسلسلة الأعصاب ( بالطبع لکل عین من عینی الإنسان تسعون ألف حزمة ) وهذا نظام عجیب ومعقد جدّ ، وبأخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار نعود إلى أصل البحث :فی عالم الخلقة وعلاوة على قضیة الظرافة والدقّة ، ثمّة أنظمة معقدة غایة التعقید ، تبهت الإنسان وتحیره ، وحسب تعبیر بعض العلماء فإنّ فی مدینة جسم الإنسان العظیمة أبنیة تکون أکبر ناطحات السحاب فی العالم إلى جانبها مثل کوخ طینی .وکنموذج : نأخذ بناء الخلیة وهی من بین الأنظمة المعقدة فی العالم، والذى اکتشفت الیوم أسرار عظیمة منه .وکذلک فإنّ الإنسان وبشکل معدل فی جسمه « عشرة ملایین ملیار » وحدة حیة صغیرة تسمى « الخلیة » .کان أول من اکتشف الخلیة ووضع لها تسمیة ، عالمٌ یدعى « هوک » فی القرن السابع عشر المیلادی ، وطبعاً فإنّه لم یکن یعلم یومذاک ما فی بناء هذه الوحدة الصغیرة من تعقید یبعث على الحیرة ، ولکن العلماء الذین جاؤوا بعده واصلوا مساعیه وتوصلوا إلى أسرار نسرد فیما یلی جانباً من شهاداتهم :

1 ـ یمکن تشبیه خلیة مجهریة واحدة بمدینة فیها آلاف التأسیسات مجهزة بمنشآت ومعامل لتبدیل المواد الغذائیة إلى المواد التی یحتاجها الجسم ، بحیث لا یمکن أن نقیس أعظم وأحدث الظواهر الصناعیة للبشر به .2 ـ تتکون هذه المدینة الصغیرة والصاخبة من ثلاثة أقسام :أ) جدار الخلیة وهو بمثابة سور المدینة .ب) القسم الأوسط للخلیة ( السایتو بلازم ) .ج) النواة أو مرکز القیادة .إنّ السور المصنوع حول الخلیة من اللطافة والظرافة بحیث لو وضعن 500 ألف من هذه الجدران إلى جانب بعضها فمن الصعب أن تساوی سمک ورقة اعتیادیة ! ومع هذا فهو حساس ومحکم قبال هجوم العوامل الخارجیة إلى درجة أن سور الصین المعروف لیس شیئاً یذکر بالقیاس إلیه !وهذا السد الرقیق مصنوع بدوره من ثلاثة جدران أو من ثلاث طبقات اصطلاح ، یتشکل طرفاه من الأنسجة البروتینیة وأسفله ملیءٌ بالدهنیات وهذه الدهنیات لاتسمح لشیء أبداً بالدخول داخل المدینة إلاّ بمفتاح رمزی ، وهذا المفتاح الرمزی هو : أنّ المواد التی ترید الدخول إلى المدینة یجب أن تتمکن من إذابة دهون الجدار فیها والنفوذ إلى الداخل ، وهذا دلیل یثبت أنّها صدیقة ولیست من الاعداء ، وبهذا فإنّ هذه المدینة محروسة بشدة من کل جانب بدون حاجة إلى حارس .3 ـ یوجد فی داخل هذه المدینة (الخلیة ) قنوات کثیرة تمتد من الجدران إلى أطراف « النواة » ، أی حصن قیادة الخلیة ، تأخذ المواد الغذائیة وتحیلها إلى بروتینات .واللطیف أنّ 23 نوعاً خاصاً من الأحماض تدخل هذه الخلیة ، والبروتین یتکون من ترکیب عدة أنواع منه .4 ـ النواة الأصلیة بمفردِها تمثل ناطحة سحاب مکوّنة من آلاف الطبقات بحیث تکون ناطحات السحاب المعروفة فی نیویورک منزلا متواضعاً إلى جانبه .

للنواة الأصلیة فی الخلیة وهی مقر القیادة تشکیلات معقدة : غشاء النواة ، العصارة الداخلیة ، والحزمات الرفیعة حولها التی تتولى کل منها مهمّة خاصة .5 ـ العجیب أنّ فی نواة الخلیة وحدات صغیرة جدّاً وظریفة تسمى « الجینات » یصل عددها طبقاً لدراسات العلماء إلى حدود 25 ألف جین.

لیست « الجینات » هی الکل فی الکل فی أعمال الخلایا وحسب ، بل إنّها تمسک بکل نشاطات الجسم ، ومن أهمها التحکم بالأُمور الوراثیة ونقل الصفات والخصائص إلى الخلایا اللاحقة ، أی أنّ انتقال کل الصفات الوراثیة عند البشر وسائر الحیوانات یتمّ عن طریق الجینات .ولأنّ العمل الأساسی للجین یقع على عاتق الحامض الخاص فی النواة ، لذا یمکن تسمیته بالعقل الألکترونی أو کامبیوتر الجین .والأعجب من هذ ، أنّ نفس هذه الجینات متکونة من أجزاء أخرى تصل طبقاتها من 30 إلى 50 ألف حسب ما یعتقد العلماء.ومختصر الکلام أنّ هذه المدینة العظیمة بذلک السور العجیب وآلاف المنافذ والبوابات ، وآلاف المعامل والمخازن وشبکة الأنابیب ومرکز القیادة بتأسیساته الکثیرة وارتباطاته المتعددة والنشاطات الحیاتیة المتنوعة فی تلک الحدود الصغیرة ، من أعقد وأدهش مدن العالم ، إذ إنّنا لو أردنا أن نصنع مؤسسات تقوم بنفس الأعمال ( ولا نستطیع ذلک أبد ) ، وجب علینا اقتطاع عشرات الآلاف من الهکتارات من الأرض لوضعها تحت اختیار هذه المؤسسات والأبنیة المختلفة والأجهزة المعقدة لتکون جاهزة لمثل هذا البرنامج ، لکن المدهش أنّ نظام الخلق قد ضغط کل هذا فی مساحة تعادل 15 ملیون ملیمتر !(1).أجل ، فی خلقة الإنسان آلاف آلاف من الآیات والعلامات الإلهیّة: ( اَلْعَظَمَةُ لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ ) .


1. من کتب فسلجة الحیوان ، فسلجة الوراثة ، والسفر إلى أعماق وجود الإنسان .

 

آیات الأنفس الأولى تمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma