«النَبات»: یعنی فی الأصل کلَّ نوع من الزرع الذی یخرج من الأرض سواء کان له ساق کالشَجَر، أو بدون ساق والذی یُسمِّیه العربُ بـ «النَّجم»، إلاّ أنّ هذا اللفظ غالباً ما یُطلق على الزرع الذی لیس له ساق، وفی التعابیر الأکثر شمولا یُطلق «النبات» على کل موجود نام سواء کان نباتاً أم حیواناً أم إنسان(1).
و«الشَجَرْ»: تعنی النباتات ذات السیقان، ولهذا جاء فی القرآن الکریم أزاء «النجم» الذی یعنی النبات الذی لا ساق له: (والنَّجْمُ والشَّجرُ یَسجُدان).(الرحمن / 6)
وورد فی «مقاییس اللغة» أنّ «الشَّجَرَ» له معنیان فی الأصل: هما الارتفاع والعلو، وتداخل أجزاء الشیء مع بعضها، وحیث إنّ الأشجار ترتفع عن الأرض، کذلک فانَّ أغصانها تتداخل فیما بینها، لذلک اُطلقَ علیها «شَجَرْ»، و«مشاجرة»: تعنی النزاع والاختلاف والمحادثة لأنَّ حدیث الجانبین یتداخل مع بعضه.
إلاّ أنّ البعض یعتقد أنّ أصلَ هذه المادة یعنی الشیء الذی ینمو ویرتفع وتتفرع منه أوراقٌ وأغصان، وقد یُطلق على الاُمور المعنویة أیضاً کما فی: (والشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فى الْقُرآن). (الاسراء / 60)
(التی تمَّ تفسیرها بمعنى «شجرة الزقوم» أو «الیهود» أو «بنی اُمیّه»)(2).
وکما یُفهم من کتب اللغة المختلفة فإنّ «الزرع» تعنی فی الأصل نثر البذور والحبوب فی الأرض، ومن هنا حیث سیتبعُ نثر البذور نمو النبات وحصاده، فیُطلقُ على کل واحد من هذه العملیات «زرعاً».
ویقول بعض اللغویین: إنَّ الزرع تعنی الإنماء، وهذا فی الحقیقة هو فعلُ الله تعالى، وإذا اُطلقَ لفظ الزارع على العباد فهو بسبب توفیرهم لأسباب ومقدّمات ذلک، وقد یقال ل «المزروع» زرعاً أیضاً.
وغالباً ما یُطلق لفظ «زرع» على الحنطةِ والشعیر، إلاّ أنّ مفهومه أکثر شمولا، حیث یشملهما وغیرهم(3).
وأمّا الـ «ثَمَرْ» فقد جاء فی «مقاییس اللغة» أنّ هذا اللفظ یعنی فی الأصل کلَّ شیء یتولد من شیء آخر، وقال بعض اللغویین، أنّه یعنی ما یحصل من الشجرة فقط.
وصرَّحَ قسمٌ آخر من ارباب اللغة، بان کل موجود یحصل ویتولد عن موجود آخر مأکولا کان أم غیر مأکول، مرغوباً کان أم غیر مرغوب، حلواً کان أم مُراً، یسمى «ثَمَراً».
لکن الظاهر أنّ الثمر کان له فی الأصل مفهومٌ محدودٌ وهو الفاکهة الحاصلة من الشَجَر، لکنَّ هذا المفهوم اتَّسَعَ فیما بعد واُطلقَ مجازاً على محصول ومنتوجِ أىّ شیء، حتى أصبح یقالُ إنَّ ثمرةَ هذا المذهب وهذه التعالیم کانت کذا وکذا، وجاء فی الروایة: «اُمُّک أَعْطَتکَ مِنْ ثَمَرةِ قَلبها»، إشارة إلى حلیب الاُم أو محبتها، وفی الروایات أیضاً اُطلقَ على الوَلَد بانه ثمرة الفؤاد.
1. «النبات» لها معنىً مصدری، واسم مصدری أیضاً.
2. مفردات الراغب; مقاییس اللغة; مصباح اللغة; والتحقیق فی کلمات القرآن الکریم.
3. مفردات الراغب; لسان العرب; والتحقیق فی کلمات القرآن الکریم; وصحاح اللغة.
