4 ـ عجائبُ عالم النباتات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
3 ـ الأنواع غیر المحدودة للنباتات5 ـ أسرار خلق النباتات فی توحید المفضل

لو ترکنا کلَّ ما قیل بخصوص النباتات بشکل عام، سنلاحظ أنّ هناک عجائب جَّمةً فی عالم النباتات، حیثُ صار بعضها طی النسیان لاعتیادنا علیها.

فأوراق وسیقان النباتات الضخمة ترفع یومیاً ملیارات الأطنان من الماء من الأرض خلافاً لقانون الجاذبیة، ثم تنثُره بخاراً فی الفضاء المحیط بها، أیُّ قانون یسمحُ للنباتات أن تستعرض قوتَّها هکذا خلافاً لقانون الجاذبیة التی تجذب کلَّ شیء نحو الأسفل - لا سیما الماء؟ ـ هنالک الکثیر من النباتات کورد عباد الشمس تدور مع حرکة الشمس فتتحرک أزهارها الکبیرة نحو الشرق فی أول الصباح ونحو الغرب أثناء الغروب.

والنباتات آکلة اللحوم من أکثر ظواهر عالم النباتات إثارةً.

وقد اجرى البروفسور «لیون برتن» مدیر «متحف التاریخ الوطنی الطبیعی الفرنسی» تحقیقات بخصوص هذه النباتات آکلةِ اللحوم حیث یوجد منها عشرة أنواع فقط فی فرنسا، وأشهرها النباتات الآتیة:

أ) «آلدروفوند»: ویکثر فی ولایة «جیرفوند» الواقعة غرب فرنسا على سواحل المحیط الأطلسی، فهذا النبات ذو ورقة تتکون من قطعتین خاصتین متقابلتین کصفحتی کتاب مفتوح، تتصلان من الأسفل بواسطة مفصل خاص، وتغطی سطح الأوراق طبقةٌ حساسةٌ.

وعندما تقترب ذبابةٌ منه وتمسُ أرجلُها أو جسمُها هذه الطبقة، تنطبق الصفحتان المذکورتان بسرعة، فیقع الحیوان فی وسط ذلک السجن، وفی النهایة یُهضمُ تدریجیاً ویصبح جزءً من جسم النبات أثر افراز مادة لاصقة خاصة حیث تفرز من الورق.

ب) «دروزرا»: وهذا النبات لهُ أوراقٌ حمراء اللون تشاهد علیها نتوءات رفیعة تشبه الشَعَر، وحینما تضلّ الذبابةُ طریقها، تقف على أوراق هذا النبات ظنّاً منها بأنّها قد عثرت على المکان الآمن الخالی، وفجأةً تنطبق المخالب من ناحیة رأسها، فتجرها مخفورةً إلى داخل الورقة فتهضمُ ویمتصها النبات وسط الافرازات اللزجة للورقة.

ج) «نیانتس»: وهو أکثر النباتات الآکلةِ للحوم عجباً، حیث یُوجد فی نهایة الفرع الدقیق ما یشبه الوعاء الصغیر، تکون فوهتُه نحو الأعلى، وله بابٌ خاصٌ مفتوحٌ خلال الأوضاع العادیة.

ویُعتبر هذا الوعاء فخاً خطیراً للحشرات الغافلة والهائمة فی الجو، فهو یحتوی باستمرار على العسل اللَّزج الحلو حیث یدعو الحشرات «عابدة البطن» نحوه، وکذلک فانَّ جمال وشفافیة لون الوعاء ذو جذب خاص للحشرات «ذات الذوق الجید».

فإذا وقعت حشرةٌ ما أسیرةً لهواها ودخلت الوعاء فانَّ فوهته ستنغلق على الفور وستبتلى بسجن لا خلاص منه أبداً.

على أیةِ حال، هذا الوعاء یعتبر کالمعدةِ بالنسبة لهذا النبات، والافراز الداخلی کافرازاتها، ویجعل الحشرةَ قابلةً للامتصاص.

یقول العلماء: إنَّ قیام هذه النباتات باصطیاد الحشرات یعود لعدم قدرة جذورها لامتصاص (النتروجین)، لهذا فهی تعوّضُ هذا النقص عن هذا الطریق.

ویأملُ العلماء بأنْ یأتی الیوم الذی یستطیعون فیه تربیة کمیة کبیرة من هذه النباتات فی حدائق البیوت أو إلى جانب الأحواض، ویقضون بهذه الطریقة الصحیة والطبیعیة على الذباب والحشرات الضارة الموجودة فی بیئة الإنسان.

وورد فی مذکرات السِّیّاح والرَّحّالة قصصٌ عجیبةٌ حول النباتات التی تأکل البشر، فیقول بعض العلماء من الممکن أن تکون هذه النباتات من النباتات آکلة الحشرات إلاّ أنّها أکبر حجماً لنموها فی أرض غنیة، وتستطیع أن تقتنصَ احیاءً أکبر فی بطن فروعها واوراقها وتمتصها تدریجیاً (ولکن لا یمکن تأکید وقبول ذلک بسهولة)(1).

ومن أعجب وألطف جوانب وجود النباتات هو انتاج الثمار.

وواحد من مئات الاُمور الظریفة فیها وجود سائل حلو ولذیذ فی الکثیر منها مخزون فی أوعیة صغیرة خاصة مربوطة بإحکام، حیث یبدو أفضل طرق الربط فی عصرنا الحاضر، بدائیةً جدّاً أزاءها.

افتحوا برتقالةً واحدة، ستجدون کأنَّ شقاً منها یتکون من مئات القطع الزجاجیة الصغیرة الظریفة التی تفیضُ بسائل لذیذ ومعطَّر، الزجاجات التی تجمّعت معاً دون أىِّ فاصلة (ولو کان هنالک فاصلةٌ وهواء فیما بینها لفسدت بسرعة).

لکن هذه الزجاجات لا تتکسر أبداً، وتتحمل صعوبات الحمل والنقل، واللطیف هو إمکانیة أکلها مع محتویاتها.

وکلُّ مجموعة من هذه الزجاجات الصغیرة والظریفة مغلفةٌ بقشرة سمیکة وهی بمثابة الغلاف، وتظهر على هیئة شقٍّ (وهذا الوعاء قابلٌ للاکلِ مع محتویاته أیضاً، بل هو مفیدٌ للجهاز الهضمی).

وهذه الأغلفة الصغیرة تجمعّت بدونِ اقلِّ فاصلة مع تفریغ کامل من الهواء، والتَوتْ وسط عدّة لفافات من أجل السلامة والأمان، وفی النهایة أصبحت معدة على هیئةِ حمل صالح جاهز للشحن لمسافات نائیة.

ویُلاحظ هذا الأمر على نحو أکثر طرافةً داخل ثمار الرمان والعنب والتین أیضاً.

تأملوا جیداً لو أنَّ عصارة أیٍّ من هذه الثمار وُضعت فی الهواء الطلق ستتغیر بعد مرور ساعة واحدة، وقد تتعفن خلال عدّة ساعات، إلاّ أنّ تغلیفها دقیقٌ ومحبوکٌ بنحو لا یسمح بنفوذ الهواء إلى داخلها أبداً، ولهذا فهی تبقى سالمةً لعدة شهور دون أقلّ تغییر فی طعمها.

وهذا یتعلق بمسألة التغلیف العادیة فقط، وأمّا المرکبات الکیمیائیة لکلِّ فاکهة وخواصها الغذائیة والطبیة وأنواع الفیتامینات وموادها الغذائیة فهی بحد ذاتها ذات قصة مفصلة حیث یختص ببحثها المتخصصون بعلم الغذاء، وقد تم تألیف کتب کثیرة فی هذا المجال، ولو أردنا أنْ نطرقَ کلَّ هذه المسائل فسنخرج عن إطار کتابنا التفسیری، فضلا عن أنّ «وزن کتاب کهذا سیبلغ الأطنان».


1. نظرةٌ على الطبیعةِ وأسرارها، تألیف البروفسور لیون بر تن، ص 131 - 134 (مع الاختصار والاقتباس).

 

 

3 ـ الأنواع غیر المحدودة للنباتات5 ـ أسرار خلق النباتات فی توحید المفضل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma