4 ـ الشمس والقمر فی کلام الأئمّة المعصومین (علیهم السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
3 ـ القمر وبرکاتهتمهید

عندما تقع عین الإمام السجّاد (علیه السلام) على القمر فهو یخاطبه ، وهذه الکلمات درسٌ فی التوحید ومعرفة الله حیث یقول :« أیها الخلق المطیع ! الدائب السریع المتردّد فی منازل التقدیر المتصرف فی فلک التدبیر ، آمنت بمن نوَّر بک الظلم ، وأوضح بک البُهم ، وجعلک آیة من آیات ملکه ، وعلامة من علامات سلطانه ... سبحانه ما أعجب ما دبّرَ فی أمرک ، وألطف ما صنع فی شأنک جعلک مفتاح شهر حادث لامر حادث ... » (1) .وفی توحید المفضّل عن الإمام الصادق (علیه السلام) :« فکّر یا مفضل فی طلوع الشمس وغروبها لاقامة دولتی النهار واللیل ، فلولا طلوعها لبطل أمر العالم کلّه فلم یکن الناس یسعون فی معایشهم ، ویتصرّفون فی اُمورهم ، والدنیا مظلمة علیهم ولم یکونوا یتهنأون بالعیش مع فقدهم لذة النور وروحه ، والإِرب فی طلوعها ظاهر مستغن بظهوره عن الإِطناب فی ذکره ، والزیادة فی شرحه ، بل تأمّل المنفعة فی غروبه ، فلولا غروبها لم یکن للناس هدوء ولا قرار مع عظم حاجتهم إلى الهدوء والراحة ...

ثم فکر بعد هذا فی ارتفاع الشمس وانحطاطها لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة وما فی ذلک من التدبیر والمصلحة ...

فکّر الآن فی تنقل الشمس فی البروج الاثنی عشر لإقامة دور السنة ... وفی هذا المقدار من دوران الشمس تدرک الغلات والثمار ، وتنتهی إلى غایاته ، ثم تعود فیستأنف النشوء والنمو ...انظر إلى شروقها على العالم کیف دّبر أن یکون ، فانّها لو کانت تبزغُ فی موضع من السماء فتقف لا تعدوه لما وصل شعاعها ومنفعتها إلى کثیر من الجهات .أفلا یرى الناس کیف أنَّ هذه الاُمور الجلیلة ؟ التی لم تکن عندهم فیها حیلة صارت تجری على مجاریه ، لا تعتل ولا تتخلف عن مواقیتها لصلاح العالم وما فیه بقاؤه ؟

استدلّ بالقمر ، ففیه دلالة جلیلة تستعملها العامة فی معرفة الشهور ، ولا یقوم علیه حساب السنة ... فکّر فی انارته فی ظلمة اللیل والإرب فی ذلک ، فانّه مع الحاجة إلى الظلمة لهدوء الحیوان وبرد الهواء على النبات لم یکن صلاح فی أن یکون اللیل ظلمة داجیة لا ضیاء فیها فلا یمکن فیه شیء من العمل ، لأنّه ربّما احتاج الناس إلى العمل باللیل لضیق الوقت علیهم فی تقصّی الأعمال بالنهار ، أو لشدّة الحر وافراطه ... وجعل طلوعه فی بعض اللیل دون بعض ، ونقص مع ذلک من نور الشمس وضیائها لکیلا ینبسط الناس فی العمل انبساطهم بالنهار ، ویمتنعوا من الهدوء والقرار ... )(2).


1. بحار الأنوار، ج 58، ص 178، ح 36 .
2. بحار الأنوار، ج 55، ص 175، ح 36 « مع الاختصار » .

 

3 ـ القمر وبرکاتهتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma