5 ـ نظریة الحاجات الأخلاقیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
4 ـ النظریة الجنسیةبراهین معرفة الله

یقول « أنشتاین » فی بحث بعنوان « الدین والعلوم » : بقلیل من الدقّة یتّضح أنّ الأحاسیس والانفعالات التی أدّت إلى ظهور الدین مختلفة ومتباینة جدّ .. وبعد أن یشیر إلى نظریة الخوف یضیف :

إنّ النزعة الاجتماعیة لدى البشر هی أیضاً من أسباب ظهور الدین ، فالفرد یرى أنّ أباه وأمه ، أصدقاءه وأقاربه ، قادته وعظماءه، یموتون ، ویرحلون منْ حوله واحداً واحد ، إذن فالرغبة فی الهدایة والمحبّة وأن یکون محبوباً فی مجتمعه وأن یکون له أمل فی شخص ما معتمداً علیه ، تمهد الأرضیة فی نفسه لقبول الاعتقاد بالله (1).

وبهذا فهو یرید أن یفترض دافعاً أخلاقیاً واجتماعیاً لظهور الدین .

وهنا أیضاً نلاحظ أنّ الذین طرحوا هذه الفرضیة قد خلطوا بین « الأثر » و « الدافع » ، فی حین أنّنا نعلم أن لیس کل أثر هو دافع بالضرورة ، فَمن الممکن أن نعثر على کنز أثناء حفرنا لبئر عمیق ، وهذا هو « أثر » ، والحال أنّه لا شک فی أنّ المحرک والدافع الأساسی لحفرنا البئر شیء آخر وهو الحصول على الماء ولیس اکتشاف کنز م .

وعلیه فصحیح أنّ بامکان الدین تسکین ومعالجة آمال وآلام الإنسان الروحیة ، وأنّ الإیمان بالله یخلصه من الاحساس بالوحدة عند فقد الأحبّة والأصدقاء ویملأُ الفراغ الناتج من فقدانهم ، ولکن هذا أثر ولیس دافع .

الحافز الأصلی للدین والذی یبدو منطقیاً جدّاً هو فی الدرجة الأولى ما أشرنا إلیه سابق ، فحینما یرى الإنسان نفسه وجهاً لوجه أمام نظام فی عالم کلما تأمل فیه أکثر تعرف على عمقه وتعقیده وعظمته أکثر ، فهو لا یستطیع أبداً أن یعتبر ظهور ولو « وردة » واحدة بکل ما لها من ظرافة وبناء عجیب ، أو ظهور « عین » واحدة بکل ما فیها من نظام ظریف ودقیق ومعقد ، لا یستطیع أن یعتبر ذلک ولیداً للطبیعة غیر العاقلة والمصادفات العمیاء الصماء ، ومن هنا یبحث الإنسان عن مُبدىء لهذا النظام .

وبالطبع فهنالک أمور أخرى تدعم هذا المعنى أشرنا إلیها سابق .

والعجیب أن « انشتاین » نفسه الذی اقترح مثل هذه الفرضیة تراجع عن کلامه فی مکان آخر وأعرب عن عقیدته فی موجد عالم الوجود وایمانه الراسخ بذلک المُبدىء الکبیر بشکل ملفت للنظر، یدل على إنّه ینکر الاعتقاد الممتزج بالخرافات ولا ینکر التوحید الخالص من أی خرافة .

إنّه یقول : « ثمة وراءَ هذه الأوهام معنى واقعی لوجود الله لم یتوصل إلیه سوى القلیل من الناس » ثم یصرح بعقیدته وعقیدة کبار العلماء بنوع من الإیمان الدینی الذی یسمیه « الأحساس الدینی بالخلق » أو « الوجود »ویدعوه فی مکان آخر بـ « الحیرة اللذیذة من نظام الکائنات العجیب الدقیق » .

والألطف من ذلک أنّه یقول : « إنّ هذا الإیمان الدینی سراج درب البحوث فی حیاة العلماء » (2).

طبعاً الکلام هنا کثیر وإذا أردنا أن نترک العنان للقلم حسب التعبیر الدارج فسوف نخرج عن شکل البحث فی التفسیر الموضوعی .

لهذا نعود إلى أصل الحدیث مرّة أخرى ، وننهی هذا البحث ، ونلفت النظر إلى أنّه یجب البحث عن دافع ظهور الأدیان فی مطالعة عالم الخلقة أولا ( الحافز العقلی والمنطقی ) ، ثم فی الجاذبیة الذاتیة العنیفة ( الحافز الفطری ) ، ثم فی التوجه نحو ذلک المبدىء الکبیر بسبب التمتع بنعمه اللامتناهیة ( الحافز العاطفی ) (3).


1. الدنیا التی أراه ، ص 53 .
2. الدنیا التی أعرفه ، ص 56 و 61 .
3. من أجل مزید من المعلومات فی هذا المجال یراجع کتابنا « الحافز فی ظهور الأدیان » .

 

4 ـ النظریة الجنسیةبراهین معرفة الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma