2 ـ أسرار تکوین الغیوم وهطول الأمطار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
1 ـ تکوین الریاح وفوائدها3 ـ الریاح والأمطار فی الروایات

لا یخفى أنّ الغیوم هی ذرّات بخار الماء ، أو بتعبیر أکثر دقّة هی ذرات الماء التی انفصلت جزئیاتها عن بعضها وتحولت إلى بخار .

إنَّ التمعنَ فی ما یخص تکوّن الریاح والأمطار یکشف لنا أسراراً لطیفةً عن هاتین الظاهرتین العجیبتین، منه : 1 ـ إنّ أغلبَ السوائل لا تتبخر إذا لم تصل إلى درجة الغلیان ، إلاّ أنَّ الماء من السوائل المستثناة حیث یتبخر فی أی درجة من الحرارة ، ولولا هذه المیزة فی الماء لما تبخرت قطرة واحدة من ماء البحر ، ولما تکوّنت الغیوم ، ولما نزلت المطر ولاحترقت الیابسة من الجفاف .

2 ـ وهذا ما یجدر بالاهتمام أیض ، فأثناء عملیة التبخر یتبخر الماء الصافی فقط ، وتبقى الأملاح والذّرات الاُخرى التی فیه فی مکانه ، أی أنّ هناک عملیة تصفیة طبیعیة کی ینالَ البشرُ المیاهَ الصالحة .3 ـ لو لم تکن الطبقات العلیا من الجو أکثر برودة من الطبقات السفلى لما امطرت الغیوم المضطربة فی الجو أبد ، ولکن هذا الاختلاف فی درجات الحرارة هو الذی یؤدّی إلى نزول الأمطار ، وکذلک لو کانت قدرة إشباع ذرات البخار متساویة فی الهواء البارد والحار لما نزلت الأمطار ، ولکن بما أنّ الهواء البارد له قدرةُ إشباع ضعیفة فانّه یُنزلُ البخار الذی تحول إلى ماء .

4 ـ إنّ الأمطار إضافة إلى توفیرها للماء الضروری لنمو النباتات ، تقوم بغسل الأرض وتحمل الأوساخ معها نحو البحار .5 ـ إنّ الأمطار تُنّظفُ الجوَّ أیض ، وتقوم بإنزال التراب والغبار والذّرات المعلَّقة فی الجو التی تذوب فیها إلى الأرض ، ولولا هطول الأمطار لتلوَّثَ الجو بعد مدة قصیرة واستحالَ التنفُس على الإنسان .6 ـ إنّ الأمطار تغسلُ صخور الجبال شیئاً فشیئ ، لیخرجَ منها التراب الذی یمکن استثماره ، فتمتد السهول الواسعة على سطح الأرض .7 ـ إنّ الأمطار تحمل معها الاتربة الغنیّة من المناطق البعیدة وتنشرها فی المزارع لتقویته ، کما یجلب جریان الماء معه أفضل الاسمدة الطبیعیة للنباتات إلى بعض المناطق ( کسواحل النیل ) .8 ـ إنّ الأمطار لا تهبُ الحیاة فی المناطق الجافة فحسب ، بل إنَّ هطول الأمطار على البحار یُعتبر مؤثراً للغایة أیض ، ولیس أقل من تأثیره فی المناطق الیابسة کما یقول بعض العلماء ، لأنَّ سقوط الأمطار فی البحر یساعد على نمو النباتات الصغیرة فی وسط أمواج المیاه ، حیث تکون طعاماً مناسباً جدّاً للاسماک والاحیاء البحریة ، وفی السنة التی یقلُّ فیها نزول الأمطار یسوء فیها وضع الصید .9 ـ إنّ ارتفاعَ الغیوم عن سطح الأرض أکثر من ارتفاع اعلى نقاط الأرض ولهذا فلا تُحرم أیةُ بقعة من الاستفادة من ماء المطر .10 ـ إنّ العدید من أشجار الغابات والأعشاب الطبیة والغذائیة تنمو على سفوح الجبال الشاهقة ، وهذا یدل على أنّ الأمطار تقوم بإیصال الکمیة اللازمة من الماء إلیه ، ولولا الأمطار لاصبحت هشیماً یابس .11 ـ لو تأملنا جیداً بالسدود الضخمة التی أنشِئَتْ فی عصرنا هذا والتی تُؤمِّنُ جانباً مهماً من الطاقة الکهربائیة فی العالم ، وتقوم بتشغیل المعامل العملاقة لوجدناها من برکات هطول الأمطار على المناطق الجبلیة .

12 ـ إنّ بعض ترشحات الغیوم تنزلُ إلى الأرض على هیئةِ جلید فتتراکم على قمم الجبال کمصادر للمیاه ، وتقوم بتغذیة خزانات المیاه الموجودة تحت الأرض أیضاً لأنّها تذوب تدریجیاً وتَنْفُذُ داخل الأرض ، ولکن لو تساقط الجلید باستمرار بدلا من المطر تنعدم عندئذ الکثیر من المنافع التی ذُکرت.13 ـ الغیوم بحار معلقة فی السماء ، وما أعظمَ الإله الذی یُرسلُ کلَّ هذا الماء إلى السماء خلافاً لقانون الجاذبیة ، ویقوم بنقله بسهولة من نقطة إلى اُخرى .14 ـ بالاضافة إلى کل هذا فانَّ للغیوم تأثیراً ملموساً فی خفض درجة الحرارة شتاءً وخفض درجة الحرارة صیف .15 ـ إنّ الغیوم تحمل الشحنات الکهربائیة المختلفة حیث تؤدّی إلى وقوع الرعد والبرق ، وسوف نتحدث عن هاتین الظاهرتین فی البحث الذی یتعلق بالرعد والبرق إن شاء الله .وعلى العموم فانَّ هاتین الظاهرتین اللّتین نعتبرهما من الاُمور العادیة جدّاً نتیجة لأُنْسِنا بهم ، مدهشتان وملیئتان بالأسرار ، ویمکن مشاهدة آیات التوحید العظیمة فی أعماق أسرارهم ، والوصول إلى عظمة تلک الذات المقدّسة من خلال هذه الآیات العظیمة .

 

1 ـ تکوین الریاح وفوائدها3 ـ الریاح والأمطار فی الروایات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma