من أجل أن یتمکن الإنسان من إقامة الأواصر مع العالم الخارجی فهو یحتاج إلى ادوات مختلفة ، حیث جَهَزه اللهُ به ، فقد جهّزَهُ بحاسة البصر لرؤیة هیئة ولون وکمیة ونوعیة الموجودات ، وبحاسة السمع من أجل معرفة أنواع الأصوات کما جهّزه بحواس اُخرى من أجل الاحساس بالروائح ، البرد والحر ، الخشونة والنعومة و ...إنَّ بناء هذه الآلات معقَدٌ ودقیقٌ بالقدر الذی یُمکن أن یکون شرح کلٍّ منها موضوعاً لعلم مستقل ، وقد دوِّنت کتبٌ کثیرة بهذا الخصوص حیث تُعتبر فی الحقیقةِ مجموعةً من أسرار التوحید ، ودروس ، وبلاغات ونغمات لمعرفة الله تُردُدها هذه الأعضاء فی مسامع روح الإنسان ، فمن غیر الممکن أن یتأملَ المرءُ فی بناء هذه الأعضاء ولا یخضع اجلالا امام قدرة وعظمة خالقها ، سواء اعترف بلسانه أم ل .بهذا التمهید نُیممُ وجوهنا صوب القرآن الکریم ونتأمل خاشعین فی الآیات التالیة :
1 ـ ( وَاللهُ أَخْرَجَکُمْ مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ والافْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ).(النحل / 78)
2 ـ ( وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفئِدةَ قَلِیْلا مَّا تَشْکُرُونَ ) .(المؤمنون / 78)
3 ـ ( قُلْ مَنْ یَرْزُقُکُم مِّنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّنْ یَملِکُ السَّمْعَ وَالأَبصَارَ .... وَمَنْ یُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَیَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ اَفَلاَ تَتَّقُونَ ).(یونس / 31 )
4 - (أَلَم نَجْعَلْ لَّهُ عَیْنَیْنِ * وَلِسَاناً وشَفَتَیْنِ).(البلد 8 و 9)
5 ـ ( قُلْ أَرأَیْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَکُمْ وَأَبْصَارَکُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوْبِکُمْ مَّنْ اِلهٌ غَیْرُ اللهِ یَأتِیْکُمْ بِهِ أنْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الآیَاتِ ثُمَّ هُمْ یَصْدِفُوْنَ ).(الانعام / 46)
6 ـ ( سَنُرِیْهِمْ آیَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّىَ یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ).(فصلت/53 )